الرئيسية / فكر وفلسفة / بصغة المؤنث / الكتابة والنساء والسترات الصفراء: حوار مع الكاتبة آني إرنو

الكتابة والنساء والسترات الصفراء: حوار مع الكاتبة آني إرنو

أجرت الحوار: نيللي كابريليان (Nelly Kaprièlian)

ترجمة: عبد السلام اليوسفي

بينما يرد اسم الكاتبة آني إرنو في القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر الدولية بعملها الرائد “السنوات”، حظينا بالاستقبال في منزلها بمدينة سيرجي(Cergy) حيث تقيم. وأطلعتنا في هذا الحوار على بعض المفاتيح المهمة لتفسير علاقتها بالعالم والأدب.

كان علينا أن نركب مترو الأنفاق، وأن نسافر في قطار الضاحية السريع لمدة ثلاثين دقيقة، ونستقل سيارة أجرة لنصل بعد ذلك إلى مدينة سيرجي. كان الطقس رائعا للغاية في هذا اليوم من أيام شهر ماي. فتحت لنا آني إرنو باب منزلها المحاط بخضرة متهللة الوجه. منذ عقود، تنعم الكاتبة بالعيش في هذا المنزل الذي تغمر الشمس جوانبه وتغطي أرفف الكتب جدرانه، وهي التي لا تشارك في الحياة الباريسية خارج مناسبات صدور أحد كتبها التي تنظم بعيدا عن اللقاءات الاجتماعية. ترينا مكتبها القابع في أحلك غرفة: “لأنني أكتب دائما في مواجهة الشمال”

في الوقت الذي يتم فيه هذا اللقاء، لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت ستحصل على جائزة البوكر الدولية المرموقة التي ستمنح يوم 21 مايو 2019 في لندن. أيا يكن، هذا لا يهم كثيرا. سواء حصلت على هذه الجائزة أم لا، فإن اختيار رواية “السنوات” لهذه الجائزة (صدرت في فرنسا عام 2008، وفي إنجلترا هذه السنة)، ذريعة مناسبة لمقابلة مؤلفة تستحق الحصول على جائزة نوبل في الأدب على غرار مواطنها باتريك موديانو في عام 2014.

إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بطش الزمن

مثل موديانو، أعمال آني إرنو مسكونة بالذاكرة. ومثله كذلك، هي طفلة من زمن الحرب. لفترة طويلة، ساد الاعتقاد أن موضوع أعمالها هو العار أو الانشقاق عن الطبقة الاجتماعية أو العار المفروض على النساء في حقبة من الحقب، أو أي شكل آخر من أشكال العار، هذا الشعور الذي لم يشفع له طابعه الإنساني من الحضور الوازن في الأدب. وعندما نعاود قراءة رواية “السنوات” يتهيأ لنا أن الكاتبة سعت دائما إلى أن تستبقي شيئا من بطش الزمن العابر.

“كل الصور ستختفي”، هكذا تفتتح الكاتبة أجمل أعمالها وأكثرها تكثيفا من بين كل الكتب السابقة، حيث نستشف ما بين السطور أحداث حياة امرأة عالقة في حركية مجتمع وتعاقب حقب مرت بها أو تنظر إليها من خلالها: الطفولة النورماندية في رواية “الخزائن الفارغة” (Les Armoires vides) (1974)، الزواج والطلاق في “المرأة المجمدة” (La Femme gelée) (1981)، الأب في “المكان” (La Place) (1983)، العاشق الروسي في “شغف بسيط” (Passion simple) (1992)، الطفولة في مقهى– بقالة يديرها والداها، وحدث عنيف في “العار” (La Honte) (1997).

تكتب آني إرنو كي تنقذ “شيئا من براثن الزمن الذي لن يعود أبدا” (الجملة الأخيرة من رواية “السنوات”)، وتنقذ ذاكرة نشأتها في وسط شعبي، وتنقذ كذلك حتى الأشياء الأكثر تفاهة (المجمع التجاري، قطار الضاحية السريع، إلخ.) التي تشكل حيواتنا أيضا، وتفسح لها مكانا لا يتاح لها إلا في النادر: داخل الكتابة. ولأجل ذلك، كان عليها أن تختار شكلا آخر من أشكال المحكي؛ المحكي السير ذاتي الخالي من مجازفات الادعاء التخييلي، لكي تغير وجه الأدب الفرنسي إلى الأبد. ندعوكم إلى هذا الحوار مع آني إرنو حول واحد من أهم أعمالها الأدبية: “السنوات”.

س/ كيف سيكون شعورك إذا فزت بجائزة البوكر الدولية؟ وماذا لو لم تحصلين عليها؟

لم أكن أعلم بوجود هذه الجائزة، ولم أكن أعلم كذلك أنها مهمة للغاية. على أي حال، تمت ترجمة العديد من كتبي بالفعل إلى اللغة الإنجليزية. بعض كتبي مثل ” الحدث” (L’Événement) أو “شغف بسيط” صنعت الحدث أثناء صدورها في الولايات المتحدة وإنجلترا أكثر من فرنسا، وكتبي تدرس هناك. سواء حصلت على الجائزة أم لا، فأنا مجبرة على الذهاب إلى لندن، بالفعل، لإجراء قراءة متقاطعة مع مترجمة كتابي. هناك دائما جانب مدرسي لهذه الأشياء (تضحك). في مثل عمري، يتعبني أن أوضع في موضع الامتحان (تضحك)، لكن الحصول على جائزة هو مدعاة للسرور دائما. علمت مؤخرا أن النساء في الجزائر يقرأن كتبي كثيرا. هذا يعني الكثير بالنسبة لي، لأن الجزائر بلد أنا دائمة الاهتمام به عاطفيا وسياسيا؛ هذا يعود إلى فترة شبابي وحرب الجزائر. ثم لأن النساء ووضع المرأة هناك، يسهم في شكل من أشكال التحرر.

س/ دعونا نعود بك إلى كتابة ” السنوات”. لقد بدأت التفكير في الأمر في عام 1985. من أوحى إليك بالفكرة؟

الدافع الأولي للكتابة يأتي ببساطة من الحياة: كان عمري آنذاك خمسة وأربعين عاما، كنت في منتصف العمر، وقلت لنفسي إن العالم تغير كثيرا، وأنا كذلك. أنا مطلقة، ولدي عشيق، وحبوب منع الحمل موجودة. ثم هناك أيضا ذلك اليوم الذي ركبت فيه القطار للذهاب إلى باريس، والتقيت بصبي صغير-ربما كان يستقل القطار لأول مرة-يطرح أسئلة على والدته حول الرحلة، فتذكرت أطفالي وهم في نفس السن وانتبهت أنهم الآن يدرسون في الكلية. ماذا تبقى من كل هذا، ومن كل ما حدث؟ لقد مضى جيل، وفجأة أصبح لفكرة الجيل معنى بالنسبة لي. كنت من جيل عانى من الحرب، وعرف حظر الإجهاض، وطريقة الدورة الشهرية، والخوف من الحمل، وقدرت قيمة كل ما تحقق للمرأة من مكاسب في عقد السبعينات من القرن الماضي الذي ما يزال قريبا جدا منا. حاصرتني هذه الوقائع لفترة طويلة، بدءا مما حدث لي في سنة 1958، وهذا ما أحكيه في ” مذكرات فتاة” (Mémoire de fille)، وهو ما يفسر الكثير من الأشياء: أن تكوني امرأة هو سؤال يطرح منذ سن الثامنة عشرة.

س/ هل وجدت الشكل الفني لكتابك سريعا؟

في البداية، تصورت “السنوات” ككتاب بلا شخصيات أو نص جماعي عن المجتمع الفرنسي بشكله الحالي الذي تخترقه أعراق من بقية أنحاء العالم. لكني كنت أخشى أن يفضي بي ذلك إلى تأليف كتاب في التاريخ. الصورة الأولى التي تخطر ببالي هي صورة الفتاة الصغيرة في عام 1945 -عندما بدأت أعي ذاتي-على الشاطئ في النورماندي. وضعت الصور على هذا النحو، صورة لكل فترة مقترحة، ثم جعلت من الوجبات العائلية المعلم الأبرز في الكتاب. بنية الكتاب في الأساس بسيطة للغاية: هناك المشترك، أي الأحداث التي تعرض على فترات، مدة كل واحدة منها خمس سنوات، والوجبات العائلية وما يقدم فيها من صنوف الطعام وهو ما يجعل من الممكن تكثيف الزمن الحاضر والأحداث، ثم كل الأفكار المبتدعة التي تثار خلال المحادثات. وهناك الصور التي تخبر عن الذاكرة الفردية وحاضر هذه المرأة وكيف ترى المستقبل. هناك جانب منهجي في الكتاب. كل هذا خطر لي أثناء الكتابة. بالنسبة لي، تتأسس الكتابة على الذاكرة.

س: لماذا تتحدثين عن نفسك بضمير الغائب وليس ضمير المتكلم؟

لدي شعور قوي للغاية، يزداد مع تقدم العمر، بأنه حتى لو كانت هناك نواة صلبة داخل الإنسان، فنحن كائنات مختلفة تماما من فترة إلى أخرى. أفكاري في سن الثمانية عشرة ليست هي نفسها كما كانت من قبل أو بعد، فأفكارنا تتأثر تأثرا شديدا بالأفكار المسبقة السائدة في حقبة من الحقب. على سبيل المثال، عندما ولدت، وحتى لفترة طويلة جدا بعد ذلك، أي في الثمانينات، كان الطلاق فضيحة بسبب الضغط الاجتماعي، وكان يعني أن تضع المرأة نفسها خارج دائرة الأسرة. لم يكن على المرأة أن تتحرك خارج تلك الدائرة، بل يجب عليها إنجاب الأطفال، في حين لم تكن الأسرة أكثر من مؤسسة. أنا هنا، للإبلاغ عن أشياء نفذت إلى داخلي.

س/ تشيرين إلى بروست في مقطع من الكتاب. ما هي طريقتك الخاصة في الاشتغال على الزمن والذاكرة؟

أرغب في أن أكتب الزمن بطريقة خطية، لأنني أشعر بهذه الخطية تسري في جسدي. لكن في ذهني، من المؤكد أن العديد من الطبقات الزمنية يمكن أن تتمازج وأن هذا الزمن البروستي موجود في داخلي. أثناء الكتابة لا أشتغل على هذا النحو، بل أحرص على تنظيم كتابتي. لا أريد أن يغمرني هذا الخليط الزمني. أما فيما يخص الذاكرة، فأنا أحيا دائما في حضور العالم من حولي والكلمات والأحداث والطريقة التي أعيش بها هذه الأحداث، وأتأثر بذلك. في الواقع، أسجل ما يدور حولي مثل جهاز تسجيل.

س/ هل تعلمين بأنك ساهمت في تغيير مسار الأدب الفرنسي؟

نعم، بصدق، أعتقد ذلك. أعتقد أنني ساهمت في ألا تعود الرواية هي النوع الأدبي السائد. كما ساعدت أيضا في تقويض التمثلات التي كانت لدى الناس عن الأدب، وأظهرت أنه لا توجد موضوعات تحظى بالأفضلية. ولهذا كتبت نصا عن المجمع التجاري أوشان. كما تعرض كتابي “يوميات الخارج” (Journal du dehors) لهجوم عنيف لأنني أشرت فيه إلى قطار الضاحية السريع (RER).

س/ هل أثر فيك أنك ولدت عام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية؟

نعم. كان للولادة تأثير شديد علي، والخوف كذلك… إنه شعور غريب عندما تنزلق مع والديك تحت طاولة البلياردو – كان يوجد واحد في مقهى والدي – كي تحتمي من القنابل، وتعتقد أنك ستموت. عندما وصلنا مدينة إيفتو (Yvetot)كان القصف قد دمر مركزها عن آخره. في النورماندي، عشنا مرحلة الأنقاض، ثم إعادة الإعمار، حتى عام 1956. كان عمري ستة عشر عاما. كان الجو جو حرب، جو غامض. وفترة ما بعد الحرب أيضا كانت عنيفة جدا. وما أثر في كذلك أنني عشت في مقهى محاطة بالناس. لم تكن لدي حياة خاصة، الحياة الخاصة تبدأ في وقت متأخر من الليل. كان رواد المقهى عمال وعاملات من أبناء الشعب، وسمح لي ذلك بمخالطة طبقات الشعب الفرنسي. بالإضافة إلى ذلك كانت مدينة إيفتو تعرف فوارق طبقية حادة جدا. وعندما أعيد بناء مركزها، كانت البرجوازية هي التي استقرت هناك. كان التحديث يصب في مصلحتها فقط. أما نحن، أبناء الطبقات الشعبية، فقد واصلنا العيش في المدينة القديمة. بطريقة ما، لقد عشت دائما بين عالمين.

س/ هل تشعرين أنك مرتاحة في العيش بين عالمين؟

لا. أشعر بأنني لا أنتمي لأي منهما. إنها الكتابة التي تسمح للمرء بالشعور بالرضا في مكان واحد، وبشكل أساسي، تستفيد الكتابة من هذا الغياب للمكان. وهو ما يفسر انسحابي من العالم الأدبي. ولكن إلى جانب ذلك، وبسبب أسلوبي في الحياة، لم أعد أنتمي إلى نفس العالم الشعبي أيضا.

س/ في نهاية كتاب “السنوات”، تقولين إنك ترين في هذا الكتاب أداة من أدوات النضال. لصالح من تناضلين؟ ولماذا؟

أناضل ضد عدم المساواة الاجتماعية، ولصالح النساء كذلك، والاثنان لا ينفصلان بالنسبة لي. أناضل ضد الظلم بشكل عام. هذه القولة لها علاقة بآرائي السياسية، وهي آراء لم تتغير أبدا. كل التجارب التي نمر بها في عالم الطفولة الذي ترعرعنا فيه حاسمة في المسار الذي نختاره في الأدب. لن تتفاجأ إذا اقتبست من بيير بورديو الذي يقول أشياء صحيحة جدا بالنسبة لي في التعريفات التي يقدمها للأدب: إنه اللقاء بين هابيتوس – أي الهابيتوس النسوي الشعبي – وحقل أدبي. عندما كتبت في سن العشرين، كانت الكتابة عندي مرتبطة بالمجال الأدبي فقط، ولم أكن أدرك بعد الهابيتوس الخاص بي، كنت متأثرة بتيار الرواية الجديدة، ولا عجب في ذلك، كنت أعيش في عام 1960. لاحقا، عندما كنت أكتب، كان لمعرفة مكاني في هذا العالم وأصولي الاجتماعية دورا حاسما جدا في ذلك. في عام 1970، ارتفع صوت المرأة، كان ذلك مهما للغاية، لأنني رحت حينئذ أتحدث عن الإجهاض، ثم عما كنت أريد الحديث عنه ولا أجد له أثرا في الأدب: التمزق الاجتماعي، بمعنى أن ننحدر من وسط شعبي ونواصل الدراسة في التعليم العالي.

في البداية، عبرت عن ذلك بنبرة غاضبة، لأنني كنت أخوض النضال. لم أتخل عن النضال لكنني لم أكتب بنفس النبرة بعد ذلك. حصل هذا التغيير بمجرد أن توقفت عن الكتابة عن ذاتي وتحولت للكتابة عن والدي في ” المكان”، لأن الغضب سرعان ما يصطبغ بصبغة شعبوية (populiste) أو بؤسوية (misérabiliste) أو مطلبية (revendicatrice).

س/ لم تأخذ كتاباتك على محمل الجد إلا قليلا، بل الأدهى هزئ منها، كما حصل مع ” شغف بسيط”. اليوم، يعترف بك كواحدة من أهم الكتاب الفرنسيين . متى حدث التغيير؟

اعترف بي بعد صدور كتاب ” المكان”. ومع صدور كتاب “استخدام الصورة” (2005) كنت ما زلت منبوذة تماما. الأمر سيان بالنسبة لي، لقد تعرضت للكثير من الهجمات… حتى بعض الصحافة اليسارية عرضتني للسخرية. كانت هناك مضايقات شديدة استمرت طويلا. كنت بذيئة على نحو مضاعف: بذيئة باعتباري امرأة، وبذيئة باعتباري منشقة اجتماعية. أتحدث على مسافة معينة من العالم الاجتماعي، ولا ألقي بالا لما يمكن أن أصفه بالنقد “البرجوازي”. لقد انسحبت من المحافل الأدبية، ولا أذهب إلى حفلات الكوكتيل، وأعتقد أن بعض النقد لمس لدي رفضا ما للتصالح. إذا ما كنت قد أبديت شكلا من أشكال اللامبالاة حيال كل هذا، فلأني، إلى جانب ذلك، حصلت مبكرا على شكل آخر من الاعتراف، هو اعتراف القراء. أولئك القراء الذين يكتبون إلي:” عندما أقرا كتبك، فأنا أقرأ قصة حياتي”، سواء كان الكتاب “المكان” أو ” شغف بسيط”.

س/ ترفضين الرواية وأسلوب الاستعارة والتشبيه. هل يشكل هذا نوعا من العقيدة لديك؟

لا، هذه ليست عقيدة. ولكن بدءا من “المكان”، تجاوزت بعض الحدود، رفضت كل خيال. أثناء محاولتي إعادة بناء حياة والدي، وذلك الجزء منها الذي لم أكن أعرفه، كنت أسقط في الطرق التقليدية، ولم تنجح المحاولة. ما كنت أعرفه عن والدي هو ما كان يروى لي عنه. ولذا بدأت الاشتغال بهذه اللغة وهذه الكتابة الخاصة بي، متجاهلة ما لم يكن لي علم به. بين الجملة الجميلة والجملة الدقيقة، سأختار دائما الجملة الدقيقة. لا توجد عبارة جميلة بالنسبة لي، وإلا فإن الجملة الجميلة هي الجملة الصادقة. الجملة الجميلة جملة ميتة.

س/ ما رأيك في حركة “أنا أيضا” (MeToo)؟

إنها تحيي الحركة النسوية التي عشنا زخمها في السبعينات، وشهدت انحسارا كليا في التسعينات. أن تكون هناك تجاوزات مرتبطة بحركة “أنا أيضا”، هذا قد يحصل، بالطبع… لكن الغريب أن نطالب المسودين دائما بالتحلي بالكمال. هذا يحصل كذلك مع أصحاب السترات الصفراء، يكفي أن يرتكبوا أدنى زلة-وقد ارتكبوا بعضها! – ليصبحوا، على نحو مفاجئ، “كلهم معادون للسامية “أو “كلهم كارهون للإسلام”.

س/ هل ما زلت تدعمين أصحاب السترات الصفراء؟

نعم، لأنني أعتقد أن الجهة المقابلة لهم ما زالت تردد نفس الخطاب. أستطيع أن أرى بوادر ذلك في استفتاء عام 2005 حول أوروبا – لقد صوتنا بلا، ولم يتغير شيء، ثم سقط كل شيء في طي النسيان. شاركت في الحركات المناهضة لقانون الشغل في عام 2016، ثم ضد إعادة هيكلة الشركة الوطنية للسكك الحديدية… ومرة أخرى، لم يتغير أي شيء. ساد حينئذ بيننا شعور بأننا لا نستطيع تحريك أي شيء. اليوم، يأتي التمرد من أناس يعانون الظلم بصورة شخصية، ولا يلوح مستقبل أمامهم. وأعتقد أن هذا سيستمر، وسأواصل دعمهم. يمثل ماكرون صورة ساخرة لإنسان منفصل عن عالم لا يعرف عنه شيئا، وموقفه كله يجسد الازدراء.

س/ لمن ستصوتين في الانتخابات الأوروبية؟

فعلا، سأقوم بالتصويت، وهذا لم يحصل معي في السابق. ما زلت أتردد قليلا بين حزب فرنسا الأبية والحزب الشيوعي، الذي يجدد الأمور.

س/ من هم الكتاب الذين تحبين بشكل خاص؟

أنا معجبة بفلوبير وفيرجينيا وولف التي أحب روايتها “الأمواج” بشكل خاص: فيها تجديد للشكل الروائي، فهو كتاب جماعي تزحزح فيه الكاتبة ضمير المتكلم عن المركز. كان جورج بيريك يعني الكثير بالنسبة لي. أحب سيمون دي بوفوار من زاوية مستوى بناء الذات الخاصة بالمرأة، أحب جان بول سارتر في مسرحية الغثيان خاصة. أما فيما يخص المعاصرين لنا، أحب كثيرا فيرجيني ديبينتيس (Virginie Despentes) وإدوارد لويس (Edouard Louis).

.س/ هل تشتغلين على نص جديد؟

أنا بصدد تأليف كتاب يجمع بين العائلي والاجتماعي.

س/ من أجل التغيير!

(تضحك) ليس الآن هو الوقت الذي سأقلب فيه كل شيء رأسا على عقب.

المصدر: https://www.lesinrocks.com/…/lecriture-les-femmes-les…/#

****

المدرسة والتكنولوجيا الرقمية: حوار مع الفيلسوف مارسيل غوشيه

31 أغسطس 2022 ترجمةعامةعلم الإجتماعمفاهيم التعليقات على المدرسة والتكنولوجيا الرقمية: حوار مع الفيلسوف مارسيل غوشيه مغلقة

ترجمة: عبد السلام اليوسفي. يقول الفيلسوف مارسيل غوشيه في هذا الحوار إن انتشار الدروس عبر الإنترنت لا تعني نهاية المدرس. بل على العكس من ذلك، فإن الوصول إلى مصادر متعددة للمعرفة تعزز الحاجة إلى الوساطة. ماذا لو لم نعد بحاجة إلى المدرسين غدا؟ وماذا لو أصبح بإمكان التلاميذ، بفضل التكنولوجيا …أكمل القراءة »

ميشيل دوفلاي: التخصصات الأساسية المشكلِّة لعلوم التربية

1 مارس 2021 أخرىترجمةكتب التعليقات على ميشيل دوفلاي: التخصصات الأساسية المشكلِّة لعلوم التربية مغلقة

نور الدين البودلالي ترجمة: نور الدين البودلالي صيغة الجمع بالنسبة لعلوم التربية هي في الواقع متعددة مادامت التخصصات التي تتخذ التربية موضوعا لها عديدة. فهناك الفلسفة، التاريخ، علم الاجتماع، البيولوجيا، الاقتصاد، التربية المقارنة، الديداكتيك، الإثنولوجية، علم النفس، والأنثروبولوجية. لن نأخذ في نقاش رهانات تعاليم علوم التربية، التي لم تبنى انطلاقا …أكمل القراءة »

فيليب ميريو: يا أساتذة العالم، اتحدوا…

1 مارس 2021 ترجمةمفاهيممقالات التعليقات على فيليب ميريو: يا أساتذة العالم، اتحدوا… مغلقة

خالد جبور ترجمة: خالد جبور         هناك بورصة شيكاغو لتجارة الحبوب، ومؤشر نازداك NASDAQ  بالنسبة للصّناعات الرقمية. في ما يتعلّق بالعمليات المالية في باريس، هناك CAC 40… أما لمنظوماتنا التعليمية فالكل يعلم أن دراسات بـــيــزا  PISA (1) هي بمثابة المنظمة العابرة للقارات، والتي تفعل ما تفعله المنظمات السالفة الذكر في …أكمل القراءة »

ميشيل دوفلاي: علوم التربية اليوم ( الجزءI)

21 فبراير 2021 ترجمةدراسات وأبحاثمفاهيم التعليقات على ميشيل دوفلاي: علوم التربية اليوم ( الجزءI) مغلقة

نور الدين البودلالي ترجمة: نورالدين البودلالي تم إحداث شهادات الدولة الخاصة بعلوم التربية بكليات الآداب والعلوم الإنسانية، بموجب مرسوم 2 فبراير 1967. تخصص هذه الشهادة للسلك الأول من علوم التربية، وإنما فقط للسلك الثاني (الإجازة والتبريز) وللسلك الثالث (الدراسات المعمقة والدكتوراة). ويشترط في الطلبة الراغبين في متابعة دروس علوم التربوية …أكمل القراءة »

ابولين تورغروزا: قابلية التربية للارتداد: من العقل إلى الصدى (الجزء II)

10 فبراير 2021 أخرىأنشطةترجمةمتابعات التعليقات على ابولين تورغروزا: قابلية التربية للارتداد: من العقل إلى الصدى (الجزء II) مغلقة

نور الدين البودلالي ترجمة: نورالدين البودلالي فتنة التكوين المتجددة إذا سعت التربية جاهدة إلى تنشئة الشخص تنشئة اجتماعية، من خلال تربية اختزالية، انفصالية، تفرض ايقاعا عقلانيا على المعارف التي لا علاقة لها تماما مع الحياة، فإنه من الصعب حدوث اندماج سهل. ذلك أنه في هذا النظام لم يعد الكائن والمجتمع …أكمل القراءة »

ابولين تورغروزا: قابلية التربية للارتداد – من العقل إلى الصدى (الجزء I)

1 فبراير 2021 أخرىترجمةدراسات وأبحاث التعليقات على ابولين تورغروزا: قابلية التربية للارتداد – من العقل إلى الصدى (الجزء I) مغلقة

ترجمة: نور الدين البودلالي نور الدين البودلالي التربية البروميتية لاتزال التربية ميدانا يحتل مكانة مركزية في حياتنا اليومية رغم الاختلافات أو الإشكالات أو الأزمات التي تعزى إليها. إنها لاتزال في قلب تنشئتنا الاجتماعية وانخراطنا في مجتمعنا، لكنه من الواضح أن عودةً إلى هذه المبادئ، وهذه الأسس، قد أصبح ضروريا. والأزمة …أكمل القراءة »

جاك أتالي: كـورونـا والـغـيـستـابـو*: عشرة أفكار

1 يناير 2021 ترجمةمجلاتمفاهيم التعليقات على جاك أتالي: كـورونـا والـغـيـستـابـو*: عشرة أفكار مغلقة

خالد جبور ترجمة خالد جبور      لا أحد غيره جريء لهذا الحد: إدغار موران، هذا الصباح، في محادثة شخصية،  والتي سمح لي بنقلها، قال فجأة: ” أترى، فيروس كورونا كالغيستابو؛ نحن لا نراها، لكننا متأكدون من أنها حولنا تتربّصُ، نتَّخِذ كل الاحتياطات لكي نتفاداها. وبعدها، في العديد من الأحيان تَنقضُّ؛عندما تمُرُّ …أكمل القراءة »

ألبير كــامو من العبث إلى التمرد

20 ديسمبر 2020 كتبمفاهيممقالات التعليقات على ألبير كــامو من العبث إلى التمرد مغلقة

خالد جبور بقلم: خالد جبور     وُلد ألبير كامو في 7 نونبر 1913 في الجزائر. في سنوات الحرب العالمية الثانية، اشتغل كصحفي ملتزم بقضية المقاومة. اشتهر بمواقفه ذات النزعة الإنسانية وبآرائه السياسية خصوصا حول الحرب. وبالموزاة مع ذلك، وفي رعيان شبابه، رفع كاتبنا تحدي فريد تمثل في كتابة أعمال أدبية …أكمل القراءة »

دوني كامبوشنر: تجديد التأمل التربوي فلسفيا ([1]) (الجزء الأول)

8 نوفمبر 2020 ترجمةديداكتيك الفلسفةمقالات التعليقات على دوني كامبوشنر: تجديد التأمل التربوي فلسفيا ([1]) (الجزء الأول) مغلقة

نور الدين البودلالي Denis Kambouchner ترجمة: نور الدين البودلالي يبدو أن العنوان المقدم لهذه الندوة و كأنه عنوان برنامجي programmatique. لا أحد يمكنه أن ينكر مصاعب هذا النوع من العناوين: الإفراط في التعميم؛ ثقة مفرطة في توصيفٍ أو توصية هي، زيادة على ذلك، لا تتوافق من جميع النواحي مع كفاءة …أكمل القراءة »

فيليب ميريو: العلوم التربوية والبيداغوجيا*

29 أكتوبر 2020 أخرىترجمةعامةمتابعات التعليقات على فيليب ميريو: العلوم التربوية والبيداغوجيا* مغلقة

ترجمة: نور الدين البودلالي نور الدين البودلالي المترجم: هذه الترجمة إلى روح أبي الذي وافته المنية وأنا أعدها للنشر «صحيح أن علوم التربية تزخر، كل واحدة في مجالها، بالكثير من الحقائق التي يمكن التحقق منها. إلا أن البيداغوجيا ليست، بالقدر المطلوب، هي علم التربية. إنها ممارسة لقرار متعلق بهذه الأخيرة.

شاهد أيضاً

المؤتمر السنوي للجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية نونبر 2022: الفلسفة والإبداع في الفضاء الصحراوي

ستنظم الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية مؤتمرها السنوي في شهر نونبر 2002 تحت شعار: الفلسفة والابداع …