الرئيسية / منتخبات / عامة / النسخة الأخيرة من المثقف

النسخة الأخيرة من المثقف

سامي عبد العال

سامي عبد العال

     أبرز وجُوه الثقافة أنْ تقاوِم أشكال القُبح الخفية والظاهرة في العالم، ذلك القُبح بأنماطه الفكرية والمادية والمعنوية التي تفرزها المجتمعات. والقُبح ليس ظاهرةً ثانويةً أو قضاءً وقدراً، لكنه جزءٌ لا يتجزأ بالإجمال من ممارسة الحياة. إنَّه ظاهرة تصبحُ أكثر أثراً وشراسةً حين يُمسي الإنسانُ فارغاً من المعنى والروح والقدرة على التَّحرُر، وأنْ يسقط في حمأة الصراع اليومي للواقع. ذلك على حساب المعالم الإنسانية الكبرى لجوهر حياتنا المشتركة واختلافاتها الثرية. ولكمْ رأينا أنَّ المثقفين الحقيقيين لهم الإسهام الأبرز في إظهار هذا الشأن وابداع المضاد الحيوي الفكري لحالات الانحطاط، مثل: جورج برنارد شو وت. س. إليوت وآرثر ميللر وطاغور وكارل ماركس وادوارد سعيد..، وفي شرقنا العربي الاسلامي: أبو حيان التوحيدي وابن عربي والجاحظ وأحمد مطر وناجي العلي وهادي العلوي ونجيب محفوظ…

        الآن ظهر جيل” المثقف المسْخ” في شرقنا العربي الاسلامي. ظهر بتنوع صوره الهجينة كالجراد المنتشر من حين لآخر، هذا المسْخ الذي يدّعي الثقافة ويفترض اسهاماً مزيفاً في دفع عجلة الواقع، ولا يفوته الزعم بكونِّه فناناً أو قاصاً أو شاعراً أو باحثاً أو خبيراً أو مُحلِّلاً أو مفكراً. لكنه في الحقيقة مثل(القرود) التي تتقافز انتظاراً لمُسليّات سيدها(أيا كان) عبر المكان الخطأ الذي يوجد فيه. وليس أنكّى من أنْ يتحول الإنسان العاقل إلى حيوان مستأنس بأسماء شتى، وهو راضٍ تمام الرضاً وخانع مُطلق الخُنوع، بل ويقبل دوره كمروّج لخطابات ساذجة أو كاتب تقارير أو كذيلٍّ يبصبص حول أسياده شمالاً ويميناً. وهذا المثقف عبارة عن علبة نفايات ملقاة على ضفتي” نهر الحياة “، لكونَّه افرازاً لتلوث هذا النهر الذي تُصّب فيه فضلات التاريخ. لقد تحول ” نهر الحياة ” ضمن عالمنا العربي إلى مكب نفاياتٍ للمجتمعات وظواهرها السلبية، بكل ما تجمعه الكلمة من صنوف الرواسب والبقايا والشوائب المهملة… كلُّ ذلك وبخاصة تجاه الثقافة.

        الثقافة التي باتت مطاردّةً حدّ الانهاك بأشباح عصر التقنيات وأشباح الأنظمة السياسية والاجتماعية المتخلفة وهياكل الأيديولوجيات والسلفيات المتحللة وسيادة ظواهر الفشل الحضاري. تحديداً ليست هناك مصادر حرة لثقافة مفتوحة ولا أجواء عامة تُهيئ نمواً طبيعياً للعقول الألقة واللافتة الذكاء. لأنَّ الثقافة ما لم تُحررنا بالدرجة الأولى (حتى من ذاتها)، ستظل قيداً يرددُ رجع الأصداء الغابرة لتصورات أكل عليها الدهر وشرب. وهي تصورات كانت إفرازاً لعصور التراجع الفكري حين تركت بثورها على العقل. بينما إذا كان هناك عنوان دال وجوهري على ” الثقافة ” و” المثقف”، فهو الحرية بملء الكلمة والفعل. “كلُّ إشارة ثقافية ما لم تُحرر متلقيها، لن تفعل شيئاً إلاَّ أنْ تبرر شيئاً ليس لها أصلاً “.

         لعلّنا ننتبه إلى الحدث الأضخم حقاً في تاريخنا الراهن هو: أنَّ الولاء بات قوياً إلى “حياة الشارع”. أي ثقافة الشارع كثقافة حيوية ناتجة عن الحركة اليومية للكائنات البشرية تاركة بصماتها القوية على كل ما يفرزه من معجم وآراء وأفكار. هناك أجيال تمتلكُّهم حركة الشارع، هناك عقول يمتلكها منطق الشارع، هناك أفكار وأفعال وليدة الشارع مباشرةً، هناك خطابات يصوغها معجم الشارع، هناك أنماط من التربية ترسخها معايير الشارع، هناك ممارسات يفرزها الشارع ذاهبةً إلى اللاوعي دون استئذان، هناك علاقات يعقدها الشارع بلا اتفاق بين أناس من كل حدب وصوب.

والشارع هو ظاهرة متغولة تغزو العقول وتفرض وجودها التاريخي يومياً، لأنها آخذة في الزيادة والاتساع والتراكم الزمني. فالشارع ممارسة لنوع من التلقائية الإنسانية جسدياً ولغوياً وفكرياً بحسب آلياته ووجوه تجلياته. ليس الشارع تنظيراً مجرداً، بل ممارسة، وهي المعنى المناسب لما يتركه عملياً من آثار.

 ثقافة الشارع ظاهرة موضوعية تأخذ مسارها رغم أنف نسق الثقافة وتفرض معاييرها حتى على اكثر الناس والجماعات بعداً عنها ولا تعود إلى طبيعتها دون تشكل من جانب الآفاق التواصلية بين الأفراد. وقد لا تكون الثقافة بهذا التكوين واضحةً بالضرورة، لأنَّها افراز ثقافي داخل الأطر الناتجة عنها، هي التحول الضمني لضحالة الاسهامات الراهنة في الثقافة الأم ومورثاتها غير الفاعلة في حياتنا. فكل ثقافة تحتاج إلى تطهير هذا النهر وتقوية ضفافه ومد جذوره سارحة إلى منابعها وغاياتها وآفاقها المحتملة، ولكن حين لا تتم تلك العملية الحفرية الفلسفية( الجيو- ثقافية geo-cultural) بشكل ثري، تُسد المنافذ والمنابع إليها ويتحول نهر الواقع إلى بحيرةٍ راكدة.

 لعلَّ ما يميز ثقافة الشارع هو مجموعة المعالم الخاصة بها، مع ملاحظة أننا يجب وصفها كما هي لا بلغة متعاليةٍ ولا بأساليب الاختزال الثقافي. إنَّ الشارع الراهن ليس هو ساحة أجورا  Agora بمعناها اليوناني، فالأخيرة كانت مكتفية في ذاتها كساحة تواصل فكري مدني حر بالتقاء فئات المجتمع المختلفة( المزارعون والعمال والموظفون والفلاسفة والساسة ورجال القانون)، حيث كانت أجورا دائرة إدارية ودينية وسياسية للدولة اليونانية. وكانت تُطرح خلالها أخطر القضايا السياسية والفلسفية وتناقش المشكلات وتتخذ خلالها أهم القرارات وترسم الخطط والاستراتيجيات. والأجورا هو الشكل القديم جداً لفكرة المجال العموميpublic sphere الممتدة إلى نظريات الدولة الحديثة والمعاصرة. وهو المكان المعبر يونانياً هكذا عن ممارسة الحرية والديمقراطية المباشرتين، لأن هؤلاء المجتمعين كانوا أحراراً بخلاف الجواري والعبيد والغرباء الذين لم يمارسوا حياة أجورا.

 أمَّا الشارع street في مجتمعاتنا العربية، فهو التجلي المكاني المسطح للثقافة السريعة من جهة، ونقطة التقاء فوضى الأفعال والأفكار وإمكانية التلاعب بها من جهة أخرى:

1 – الغلبة

ينتج الشارع الأفكار والتصورات التاك أواي take away concept تماماً مثل وجبات الطرق السريعة، أي الأطعمة الأنشط تجهيزاً والدسمة في زيوتها أو دهونها، والأكثر مذاقاً لاذعاً، لكنها بالوقت نفسه الأقل فائدة للجسم وغير الصحية على المدى البعيد. والثقافة التاك أواي take away culture تُطهى بالوقت نفسه بمصادر سريعة وسطحية وقريبة الاستهلاك. معروفٌ أن ما يطهي الثقافة هو التاريخ والزمن وآفاق الإنسانية جمعاء، غير أنَّ هذا الصنف الراهن من الثقافة يخضع للرائج والعابر في الشوارع الافتراضية والواقعية. مثل العبارات الدراجة والشتائم والقبائح والوقاحات والإشاعات والصور اللافتة والتعليقات المثيرة والدردشات الطافحة بالفجاجة والتعليقات التي تزيد وتتكرر.

هذه الغلّبة نوع من المذاق الحريف والحرّاق ليس أكثر. مع وجود تجمعات هوائية مهوشة من البشر الذين يضيئون علامات الاعجاب والدعم لكل ما يلصق على الصفحات الإلكترونية. وينثر المعجبون عبارات مثل “المثقف”، “المفكر”، “الشاعر” حول ما يخرأ هذا الكائن اللزج. والأدهى أنْ يصدق بدروه ما تمت كتابته من تفاعلات افتراضية، فينشأ في القول وتفل العبارات هنا وهناك. ولذلك تحولت فكرة (أصالة الثقافة) من كونها قدرة ورؤية للحياة والكون نحو الأفضل وإبداع صور جديدة من الفكر والممارسة إلى فكرة الترويج والغلبة بالمعنى السابق!!

 بالنتيجة غابت الأصول والمعايير، فلم يعد الناس عارفين أية مهمة للثقافة ولا من هو المثقف ولا بناء على أية معايير سيكون الإنسان مثقفاً؟ بضغطات أزار ضوئية، سيكون أحدهم صاحب الحضور الأقوى، وهو صاحب الحوارات الألمعية والمفيدة لصحة الجسم والعقل!! ولا يخفى علينا أن وجود الجيوش الالكترونية بجوار الذباب الإلكتروني يفعل فعله في تغليب الكفة لصالح أذيال السلطة بمعناها العام. والسلطة هي الغلبة التي تسيد نمط التكرار في الشارع وهي الخادمة لأصحاب القوى السائدة في المجتمعات وترسيخ أوضاعها السياسية والاقتصادية.

2 – السيولة

في ثقافة الشارع، ليس هناك شيء ثابت وبخاصة سيولة القيم والأصالة والقدرة على التفكير والرفض. والسيولة درجة من درجات التدفق الطارئ لما يحدث وسيحدث، لكنه يبقى أساسياً. لأن مصادر المعرفة والتعقل فقدت جوهريتها لصالح مصادر الفرجة والإعجاب والعواطف وبريق المظاهر.

بالتحديد حدثت ثلاثة أنواع من التحول:

أولاً: تحول الأشياء الطارئة والمظاهر إلى أُسس وقواعد. مثل سيادة المودات والعبارات  والشعارات الخاطفة والأشكال البراقة كما يبدو في الاعلانات ومظاهر الثراء لا العمل والكد وبناء الواقع. وجاءت الثقافة على منوالها إذ تحولت مابعد الحداثة على سبيل المثال إلى لون من المصطلحات والصور والأدبيات منزوعة الجذور.

ثانياً: تحول المعرفة من قدرات عميقة على الإدراك والفهم إلى شكل من أشكال الانخداع الذاتي المرغُوب لتلبية شروط النقطة الأولى.

ثالثاً: تبدل مراكز التلقي من المبادئ إلى الاحساسات والعواطف العابرة. فليس مهما أن أُبدع وأن أكون منتجاً، بل الأهم أنْ اكون في شكل جذاب، ليس مهماً أن أبتكر لكن أن أرسم حالة يتعاطف مع الجمهور. أي بدلاً من العقل جاءت العين والغريزة هي مركز التأثير.

 كل ذلك خلق حالات من السيولة الجارفة، لأن الشارع غامض غموض الظلام وحي حياة السحاب لدرجة التفاعل المذهل في مظاهره، مثل تيار النهر الهادر الذي يحمل الأخشاب والقشور والأوراق جارفاً كلَّ شيء أمامه.

3- السطحية

دوماً تسود في الشوارع فقط معاني ما يظهر ويحضر بقوة. وقد يبدو هذا الظهور كلياً، ليس لأنه خادع، بل لأنَّ هذا كل ما يملكه اصحابه في الواقع. والسطحية ليست مقابلة للأعماق، لكنها معبرة عن الأكثر فاعلية في حياة عامةٍ ينتمي إليها الشارع ويمارس دوره. ولذلك هناك نماذج تجسد حركة الشارع سواء أكانت شخصيات أم أغاني أم شعراء أم فنون أم فنانين… إلى غير ذلك. المهم ستجد حضوراً طاغياً لهذا النموذج أو ذاك من الطغيان المحسوس.

وسطحية الثقافة بهذا المفهوم تشمل التمسك بالعابر والظاهر بالنسبة للوعي الجمعي. وهو الوعي الذي يحمل السمات نفسها. كل مثقف من هذا اللون الراهن يصبغ ما ينتج من كتابات أو نصوص أو فنون أو أفكار على ذات الصعيد. فيرى في الأفكار العميقة تقعراً لا قيمة له، ويري في الموضوعات الجديدة أمراً لا سبيل إليه، وينظر إلى الإبداع بالقدرة على انتزاع الاندهاش بصرف النظر عن مضمون ما يطرح.

والمثقف المسخ أشبه بصائد انطباعات في بحر هائج لا يفتر ولا يستقر. بقدر ما يزعم ارتباطه بالحياة والتعبير عما يشعر يرى نفسه قادراً على صيد علامات الآهات والإعجاب. وبالمناسبة وسائط التواصل الاجتماعي زيفت هذه الرؤية إلى أقصى درجة، جعلت من العقل فخاً منصوباً لكل فكرة عميقة دون أنْ تأخذ حقها من النضج والتروي والاكتمال والنمو والسقاية في جوف التمهل والتفكير. فغالباً ما تخرج الأفكار نيئة، حرّاقة، برّاقة من الخارج، مثلها مثل ثمار الفاكهة التي تُهندس وراثياً وتغطى بالمبيدات لتسريع انضاجها من الخارج فقط كي تلحق بالسوق. فإذا أردت أكلها وتذوق طعمها، كان التذوق تجربة مريرة. فالشكل حاضر داخلاً إلى مسام الغرائز والرغبات، في حين يكون الطعم لا قيمة له ولا اختلافاً بينه وبين غيره، إنه نوع من الطعم الخاص بمادة خضراء برية لا أكثر.

4- المباشرة

خاصية الشارع هي خاصية ” الطفح والطفو والاخراج” المباشر دون ضابط ولا تصفية. واللافت أن “المثقف المسخ” سيقبل بكل أريحيةٍ هذه الخاصية منهمكاً فيما ينتج. ولعلَّ هذه الفكرة جعلت الثقافة سوقاً بجميع ما ينتمي إلى الأسواق من مظاهر وعروض ومحاولات بيع وشراء واستعجال جني الأرباح. تمشياً مع المقولة الرائجة أن السوق غلاّب أو ( الجمهور عاوز كده).

 ولا أدري من أين جاءت هذه المقولة في مجال الثقافة والقول والفكر؟! هل وصل الحال أنْ يفرض المتلقي نمط الإبداع؟! كيف يحدد المتلقي حتى شروط الإبداع والمناخ الثقافي ككل وأي نتاجاته هي الأهم دون سواها؟ لأنَّ تلك الفكرة انسحبت على كل شيء، على أية مياه جديدة تصب في نهر الحياة. والغريب أنْ يذهب المثقف المسخ إلى أفكاره هادئاً مطمئناً لو تحلقت حول أقواله علامات الاعجاب مراراً وتكراراً. وكأنه بائع جوال في ضواحي ومدن العاصم الكبرى المزدحمة بالأصوات والألفاظ والأزياء والألوان الزاعقة.

5- خارج السيطرة

ليس يوجد منطق يتحكم في مثقف الشارع، لأنه يلخص كيانه في هذه المعالم الطافحة لدرجة الفوضى. فأنت لن تدرك بسهولة: لماذا يتقبل الناس العاديون هذه الفنون وهذه الأشعار وتلك الأغاني؟ سيكون كلُّ الولاء للترديد والتكرار والمباشرة التي تشمل أي شيء حتى رجع الأثر لدى ما نفكر فيه.

 ولكن رغم هذه الفوضى البادية إلاَّ أن السوق هو المتحكم الخفي، ثم هناك من يتحكم في السوق من رأسمالية تحرك الخيوط والأنماط الفكرية والسلوكية. وطالما الأمر كذلك، فالأنظمة السياسية سيستقر لديها أطراف الخيوط ومفاتيح اللعبة بالنهاية. ففي ثقافتنا العربية الجارية، ليس هناك تيار غالب سطحياً كان أم أصولياً إلاَّ وتسمح به الأنظمة القائمة، حتى ولو بالصمت المطبق كصمت القبور. إنَّ الأنظمة السياسية تتلاعب بتوجهات الشارع وروضت المثقفين بالدخول في ذلك القفص، قفص براق له جماهيره الغفيرة وتياراته المدهشة ولا توجد عليه أية اسيجة ولا أسلاك شائكة ولا محظورات. وبدلاً من أن تكون السلطة موضوعاً مفضَّلاً للنقد، سيكون على المثقف أن يجد حاله كائناً لعوباً منخرطاً في الرقص بالنوادي والساحات العامة والمنتديات على أنغام القهر. وليس عليه أي إلزام بتجديد الخطاب ولا بقراءة التراث ولا بالعيش الحر ولا إبداع رؤى تصلح لإنسانيتنا الكونية في أي مكان.

 السؤال المنطقي: ما هو نمط هذا المثقف؟ إنه النمط المسخ الأخير موازياً لهذا التكوين، أي جاء المثقف العربي كياناً رخواً مقذوفاً نتيجة فوضى الحياة العامة. هو اللطخة الوقحة لمجتمعات فقدت وزنها التاريخي وقد أدمنت حتى الثمالة ما يأتي لها من ثقافات أخرى. وهو مثقف لا قوام له إلاَّ مع تسلقه لأكتاف الآخرين الأكثر سطوة ولأصحاب المناصب والسلطة في المجتمعات سواء أكان انتفاعاً أم خدعاً أم تزلفاً. وهو يلتزم بصور التلون والتقلب لا المواقف الواضحة، ولا حتى ابتكار الرؤى في أحد مجالاتها. فالكيانات الرخوة تحتاج إلى شيء تستند إليه. ولهذا كانت فضائيات الحكام والرؤساء العرب مدججة بالمثقفين المتلونين صباحاً ومساءً. أمسى المثقف حرباء راهنة تتشكل تبعاً للوسط الذي توجد فيه. وإذا كان هناك ما يميزه فهو كالزئبق يراوغ ويناور خدمة لأسياده( رغم أنه مكشوف لكل الناظرين).

         هكذا ظهر المثقف عارياً كالقرد تحت المطر. ولم يرجع إلى أي تاريخ مقبول لدى مجتمع الأذكياء والمنتجين العظماء في تاريخ الإنسانية. وطالما أنه يستغبي المتلقين هروباً من مهمته الناقدة والتساؤلية على الأصالة، وطالما لا يصنع من أفكاره آفاقاً حرة لرؤى متنوعة، فإن المثقف سيظل ظاهرة ثانوية. سيدور مع هكذا أحداث سياسية واجتماعية. وهو البديل المعاصر لنفير القبيلة الآتي منذ أزمنة عربية غابرة. ومارس مهنته بروح ” السمسار الألمعي” لا المبتكر والمنشئ للأفكار. وفي هذا الاتجاه خُلقت معه أزماته حتى الاختناق اليومي. لكونه لا يقوى على التمرد بقدر ما يحتاج إلى (عائل اقتصادي). ومن هنا ايضاً كان سبب رضي المثقف العربي بالاحتماء بأقفاص الحكام العرب، ليظل يروض حواسه وعقله للالتصاق بأنوفهم وسراويلهم. لقد دجن قواه وطاقاته من أجل حفنات الدولار هنا أو هناك. وفي مجتمعات بلغ العفن سطحها وقيمها العليا، كان على المثقف أنْ يكشف الكوارث ويتنبأ بالمصير. لكنه رغم ذلك ظل زراً بجلباب هؤلاء الرؤساء والأمراء والملوك. لقد أصبح ظاهرة عابرة لا تذهب بعيداً. واشعل خرائط الأيديولوجيات والتلاعب بالوعي، فبات ضيفاً دائماً على موائد النفاق ومنصات الدجل الديني والسياسي.

    إذا كان ذلك في الأفق العام للمجتمعات العربية، فالنسخة المحلية لدى أي قطر عربي من هذا المثقف مثيرة للرثاء. هو في الغالب كما أشرت مجرد ” كاتب تقارير”، “بائع جوال”، ” مخبر صغير”،” كاهن دَرّك” ليس إلاً، تأتي به الأقدار استاذا في مادة الفكر أو الأدب أو الاقتصاد أو القانون أو الفنون، لكنه ينسى كل ذلك متجهاً بكامل إرادة إلى العبودية. ويقدم تقاريره المغموسة بالفشل الإنساني إلى مرؤوسيه على نحو قميء، ولا يشعر بإراقة أية قطرة من ماء وجهه ولا وجه العقل الذي يتوهم حمله جيئة وذهاباً. وعند(الدرجة الصفر للتدني)، ينزل برأسه المفترض أنها تحمل بعضاً مما يحمل الإنسان المفكر، ويحاول دسها في التراب عند اللزوم. وتلك حركة مراوغة لكي تمر العواصف التي تهب حول أذنيه من حين لآخر، معتبراً إياها لوناً من الذكاء. إنه للأسف إطلال مثقف فَقدَ كل شيء داخله إلاَّ من انحطاط وتداعٍ.

 بالمقابل يجب على المثقف أنْ يكون مستقلاً ومبدعاً، لأنَّ نهضة الحياة تقف على عاتقه بالدرجة الأهم. وفوق هذا وذاك عليه أنْ يعي دوره الخطير في حياة المجتمعات العربية إن وجد. وحدود وجوده هي حدود عالم لم يتشكل بعد داعياً إياه إلى التبشير به وجعله قيد الفهم والانتظار. انتظار بناء الفضاء العام لدولنا على أسس الحوار والمناقشة والنقد المتبادل والحريات والحقوق وشفافية تداول المعلومات. وليس عيباً أن يكون المثقف لصيقاً بحركة الشارع ومعرفة نبض الحياة، فيرى أبسط الأشياء والعلاقات والظواهر العابرة، لكن العيب أنْ يضع شراعه على أسنة الأمواج معتبرا ذاته بائعاً لأكثر البضائع ركوداً في تاريخ البشر المتحضر، بضاعة( ترويض الجماهير وتخدير العقل).

**************

الهُروب من الفلسفة

‏أسبوعين مضت عامةمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” الهروب من الفلسفة يكشف هروباً أكبر من حركة الحياة …” ” إذا كانت هناك أيّةُ ميزةٍ للفلسفة، فإنها تقوِّي جوانبَ إنسانيتنا الحُرة بالمقام الأول …”         ليس كلُّ ما نهرب منه شيئاً مُخيفاً بالضرورة، لكنه قد يكون أمراً صعب الترويض بطبيعة الحال. نظراً

باثولوجيا الحداثة .. كيف تُعتّقَل المجتمعات؟

‏أسبوع واحد مضت متابعاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال كما أفرزت ” الحداثة الغربية ” فكرة الاستعمار( فيما يسميه كلود ليفي شتراوس اشباع مركزية أوروبا تجاه ذاتها القابلة للاتساع)، انتجت أيضاً على نحو متأخرٍ مفارقة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. فالقوى الكبرى مثل الحيوانات العملاقة تحتاج كميةً ضخمةً من الطعام الحي لتعيش

مسارات الخطاب… طُرق مفتوحة

‏أسبوع واحد مضت دراسات وأبحاثمتابعاتمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال  بأية صورةٍ يطرح الخطابُ رسالته حتى وإن كانت غير معلنة؟ كيف يستثمر موارد الثقافة لمراوغة متلقيه؟ وهل ثمة جوانب أخرى في الخطاب غير معروفةٍ؟… تلك اسئلة تخص المتلقي وجهاً لوجه. بالقطع لن أطرح وصفات سحرية إنما سأبرز بعض الأفكار. فالمسار يرتبط باستراتيجية الفكر

وسوّاس المخدةِ .. المرأة والشيطان

‏أسبوع واحد مضت عامةمتابعاتمجلات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال           ” وسواس المخدة “… ليس أفِيشْاً لفيلم سينمائي ننتظره بعد منتصف الليل على غرار أفلام البورنو. لكنه لقب أطلقه الإمام القرطبي صاحب ” الجامع لأحكام القرآن ” على المرأة، لأنَّها أغوت آدم وأنزلته من الجنة إلى الأرض( أبو عبد الله القرطبي، الجامع لأحكام …

لماذا الحَجْرُ على العقلِ؟!

‏أسبوع واحد مضت مساهماتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال في تاريخ الأوبئة هناك أمرٌ ساخر يشوبه التناقض داخل المجتمعات العربية: هو أننا نعزل أنفسنا هُروباً من كل وباءٍ واسع الانتشار بوصفه طاعوناً للعصر، مترقبين تحسُن الأوضاع مع التملمُل لدرجة السأم من فترات الانعزال، بينما نحن ( كنا ومازلنا) نحْجِر على حركة العقل طوال

تداول الخطاب: ماذا عن الأسواق اللغوية؟

‏أسبوع واحد مضت دراسات وأبحاثمتابعاتمفاهيم 0

سامي عبد العال  سامي عبد العال       تداول الخطاب يعطى الألفاظ قيم الحركة والتنوع والتبادل والاختلاف بضربةٍ واحدةٍ. فاللغة تتسع فكراً وتعبيراً إلى عمليات تواصل بلا نهاية. إنها تفتح– برأي المفكر الفرنسي بيير بورديو- سُوقاً ضخماً به كافة السلع والأزياء والشفرات والممارسات الثقافية. وبالتالي يصبح الكلام سلعة رمزية تستهدف ربحاً 

قراءة الخطاب: عن أرشيف الثقافة

‏أسبوع واحد مضت دراسات وأبحاثمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال  القراءة في الثقافة العربية معناها” الجَمْع والتّتبُع “،  يُقال قَرَأَ فلانٌ كذا وكذا… أي جمعَ ما يُقرأ إلى بعضهِ البعض. في عبارة واضحة: القراءة هي معرفة وتحديد الرابط الاجمالي الذي بإمكانه ضم معاني الأشياء تطلعاً للفهم. غير أنَّها بصدد الخطاب عملية معكوسة حفرياً واصلةً …

سلطة الخطاب: لماذا لاهوت اللغة؟

‏7 أيام مضت دراسات وأبحاثعامةمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال          لا تسود الخطابات( شكلاً واسلوباً ومرجعيةً ) بصور متشابهةٍ إلاَّ في ثقافة التقليد. تلك الثقافة التي نتعثر في منزلقاتها بحكم أنَّها تحدد جوهر الأفكار المتداولة. ولا سيما أنَّ تاريخنا الثقافي العربي يمثل عصوراً من السلفيات وأقنعتها التي تُسلّم إحداها إلى الأخرى بالتتابع، حيث

الخطاب وإنتاج المعنى: مشكلة فلسفية

‏5 أيام مضت مساهماتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال  سامي عبد العال           من حينٍ إلى آخر، تتصايح حناجر البعض بضرورة تجديد الخطاب الديني، ويرى آخرون أهمية تجديد خطاب التنوير، بينما يؤكد سواهم على مراجعة خطاب الفكر، حتى غدت الأصوات بضائع راكدةً على أسنة المنابر والمنصات العامة. كأننا في ورشة لغوية ضخمة بحجم الحياة تجاه الثقافة …

لماذا يغيب التسامح؟!(2)

‏أسبوعين مضت دراسات وأبحاثعامةمفاهيم 0

سامي عبد العال         تاريخياً، لم يكُن التسامح خالصاً للإنسان بما هو كذلك، لأنَّ السياسة تعتبره أحد وجوه الهيمنة الناعمة على المجتمعات. حيث لم تتراجع الأنظمة الحاكمة عن هذه المنحى طويل الأمد، ولو كان الأمر بإشاعة ثقافةٍ تلتقي مع أهداف سلطتها بطرق مراوغةٍ. في كلماتٍ واضحةٍ: سيكون التسامح محدَّداً بما …

لماذا يغيب التسامح؟!(1)

‏3 أيام مضت دراسات وأبحاثمتابعاتمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” عندما تريد الثقافة العربية التّحلُل من وجود الآخر، تحيله إلى مجرد تابعٍ اخلاقي…”    ” المفارقة أننا نتحدث عن تسامح بلا تنويرٍ مما يجعله مهدداً بالإكراه والصراعات …” ” يجب أنْ يكون التسامحُ فعلاً إنسانياً حُراً من أجل الإنسان لا غير …

وَجْهُ العالمِ خلْف كمامات

3 أبريل 2020 دراسات وأبحاثمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال الكمامة هي العنوان الطارئ للتعبير عن الوقاية، أي صد العدوى والخطر، وإشارة إلى الخوف منهما. لكنها أيضاً قد تكون عنواناً لما يحدد العلاقة بكلِّ ما هو قادم. اعلانٌ عن حالةٍ ليس مقصوداً بها أيَّ شخصٍ بذاته ولو كان مريضاً. لأنَّها تُمثل موقفاً مفرَّغَاً من

السياسة أفيون الشعوب

15 سبتمبر 2020 عامةمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال         هناك علاقة كيفية- لا نفتقدها من حين لآخر- بين المواد المخدرة والسياسة، فالاثنتان مرتبطتان بزيادة الأوهام اللذيذة وتناسلها، والاثنتان تجعلان تفاصيل الحياة سحاباً كالدخان دون رؤية حقيقيةٍ، وكلتاهما تذيبان الزمن ونقاطه الفاصلة كما تذيب الأخيلة جبالاً من الثلج حيث لا شيء ثابت. والأخطر …أكمل القراءة »

حدائقُ الجُنونِ .. هكذا يزرع الشعراء

3 سبتمبر 2020 أخرىعامةنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال          يهجس الشعرُ- فيما يقول – برؤى العالم والحياة، لا ينفصل عن أكوانِّه القصوى، بل يلبي نداء لغةٍ ذات أطياف وتجليات كلية. حيث يفيضُ ثراؤُها الدلالي بوجُوه الإنسان وأسراره وأغوار أخيلته. فالشعر ذو طابع إنساني جمالي بالمقام الأول، ولا يقر له قرارٌ دون أنْ …أكمل القراءة »

التّطبِيع المُريب .. بعضُ الغباءِ يَقتُل!!

24 أغسطس 2020 عامةمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” ملء الفراغ بأي حدث هَائمٍ غدا أحد وظائف السياسة في غياب الواقع..” ”  الغباء السياسي جريمةٌ وسط ضياعِ الحُقوق بالفعل..” ” إسرائيل هي اسرائيل، لكن ماذا عن العرب …؟ “، عبارة– بإقرارها واستفهامها- تنطبق على الجانبين من مرحلةٍ إلى أخرى، بدءاً بالوجود الاسرائيلي …أكمل القراءة »

المرتزقة .. رقيق الحروب

11 أغسطس 2020 مفاهيممقالاتنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال        سياسات المرتزقة ظاهرة ما بعد حداثية بامتياز رغم جذورها القديمة، لقد أخذت طابع العالم الراهن. كلُّ شيء مُسطَّح بلا أعماقٍ ولامِع لدرجة التيه، واقعاً بذلك على مرمى اقتلاع الجذور ونزع الهويات وتعويم الأدمغة وتجريد الإنسان من أية ثوابت إلاَّ بقايا الحياة المعلقة في …أكمل القراءة »

الأثرُ الجمالي والفن

3 أغسطس 2020 تغطيةمتابعاتمجلات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” ليست اللوحات الفنية جغرافيا للألوان، بل وطنٌ للجمال والحياة….”  الأثر، الجمال، الدلالة           في الأعمال الفنية المُبدعة هناك أثر جمالي ما. ليس هو الخطوط، وليس هو الألوان، ولا يعدُّ مظهراً للعلاقة بين مفردات اللوحة، وربما لا يمثل بنية صورية تحط على معالم الرسم. …أكمل القراءة »

الأنا واللغـة: مقدمةٌ فلسفيةٌ لنبذ الوهم

28 يوليو 2020 دراسات وأبحاثمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” الأوهام وسائد وثيرة تأخذ عقولَّنا إلى نوم عميقٍ” ” حتى لو كُّنا نحن زارعيها، ليست اللغة إلاَّ أرضاً تنبت الغرائب حدَّ الإدهاش “        في عبارته النافذةِ فلسفياً، يقول أوسكار وايلد:” الأنا هو مَوضِّع لأوصافِ الآخر واختلافاته، وكذلك هو لوحةٌ لنقراتِ أفكاره، حتى …أكمل القراءة »

الفيرُوس، المجتمع، الإله

30 يونيو 2020 مجلاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال          فكرةٌ حمقاءٌ هي الربط بين أقصى المفاهيم وأدناها دون مبررٍ، كمَنْ يحاول ربطَ السماء والأرض برباط واهٍ، ليدرك اخفاقه في طي المسافات وقد لا يبلغ الطرفين أصلاً. لكن يصبح الأمرُ وجيهاً إذا جاء(الادنى والأقصى) بخلفية مشتركةٍ. بالأدق عندما تُوجد دلالة تمسكُ طرفي المفاهيم، …أكمل القراءة »

الأسئلة المَلْعُونّة في الثقافة العربية

21 يونيو 2020 عامةمفاهيمنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال تبدو المجتمعات عاريةً كأشجارِ الخريف، عندما تفتقد الأسئلةَ الضرورية لحياتها. الحياة بدون أسئلةٍ مجرد أوقات تصادفُ أخرى بلا آفاقٍ للمستقبل. من هنا كان السؤال خارج التوقُّع، كما لا يُطرح في الغالب إلاَّ بمهامٍ أكثر جذرية. إنَّه يصوِّب سهامه المارقة نحو الحقائق الإنسانية التي لا …أكمل القراءة »

الخُروج إلى البحر

15 يونيو 2020 مجلاتمقالاتنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال        البحر معنى، فكرة، حقيقة، كذلك خيال وأوهام، هو الكائن واللاكائن، الحياة والموت… إنه يشكِّل رقعة أحلامنا وهواجسنا.. هذا التناقض هو مجمل صورته. لماذا لا يكون موضُوعاً فلسفياً؟! كيف نقرأ دلالات البحر ( في اللاهوت والفكر والسياسة) بحيث يكون لدينا تاريخ فكري للماء؟ إذ …أكمل القراءة »

فلسفياً: لماذا نكره الإرهاب؟!

12 يونيو 2020 مجلاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال  سامي عبد العال        ليس هذا السؤال ساذجاً رغم أنَّه مألُوف الطرح، وفيما يبدو لن تكون إجابتُه بسيطةً. صحيح أنَّ الكراهية جزءٌ من نسيج الحياة الإنسانية، وأنَّها جانب مُراوِغ يتم تبريره على مستوياتٍ عدةٍ، ولكنها لا تُعْطّىَ مجاناً على نحو فلسفي، فهي ليست واضحة المعنى. إذن يتجدد …

اللغة .. كيف نفكر؟!(2)

8 يونيو 2020 مفاهيممقالاتمواعيد 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” أنّا مَسْؤولٌّ عَمَا أَقُوْله لكُّمْ…،  ولَكْنَنِي لسْتُ مَسْؤُولاً عَمّا تَسْمَعُونّهُ مِنْي…” أحياناً قد نمسكُ الكلمات بين أناملنا ونقلبها ذات اليمين وذات الشمال، ولكن سرعان ما نكتشف – بطريقة سورة الكهف- أنَّ كلْبَنا هو الفكر الذي يبطّنها من الداخل، “.. وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوَصِيدِ..”… …أكمل القراءة »

أسطورة ترامب ملكاً: هجرة التاريخ

3 يونيو 2020 متابعاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال       لا نحتاج عناءً كبيراً لتخيُل أنَّ دونالد ترامب يماثل أوديباً في مسرحية الكاتب اليوناني سوفوكليس(أوديب ملكاًOedipus the King )، حيث الأسطورة القائلة بنبوءة الابن الذي سيقتل أباه الملك ويتزوج أمه. السؤال إذن: من(الأب) بالنسبة لترامب ومن(الأم) وكيف سيحدث ذلك؟! أحياناً تكرر السياسة الأساطير …أكمل القراءة »

اللغة … كيف نفكر؟!

1 يونيو 2020 مفاهيممقالاتمقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال  في أفعال الكلام والخطاب، تبدو اللغةُ دوماً كفرشاةٍ ترسمُ لوحةَ الفكرِ وتعيد تأسيسه بعدما كان دون معالم، هي تقف عند الجذور منه لا مجرد وعاء فارغ له. المُباعدة أو المُبارحة بين اللغة والفكر أمران غير واردين بالمرة، لدرجة أنَّه إذ نعبرُ تعبيراً ما في …أكمل القراءة »

المثقفُ منبوذاً

26 مايو 2020 مفاهيممقالاتمقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال       حجمُ الإهانةِ داخل أيِّة ثقافةِ متعثرةٍ لا يتم باجترار كهوفها المظلمة ومواضِع التخلف فيها، إنما بإفشال إمكانية نقد وغربلة الأسس القائمة عليها، والحيلولة دون فهمِ الأحداث والقضايا فهماً حقيقياً. والإهانةُ ليست أخلاقيةً هنا، لكنها معرفية، لأن الأخلاقيات لدينا تنفذُ إلى كافة المستويات وتتشكل …أكمل القراءة »

الدينُ بِلاَ رجال دين

21 مايو 2020 جرائدعامةمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال  لم يَكُّن التاريخُ ليقْصُد تعطيل المُراقبة الدينية على المؤمنين مثلما يفْعل حالياً بسبب الأوبئة، لأنَّ تاريخ المعتقدات قد كُتِبَ بطريقة المُراقبة تدخُلاً فيما لا يجب. الفقهاء والقساوسة والحاخامات والشُراح جميعهم نهضوا بفرْز الأنفاس والحركات والسكنات والأعمال الخاصة باتباع الأديان وتصنيفها. أيُّها أقرب للالتزام به …أكمل القراءة »

الفكر: قَرْعُ طبولِ الأسئلةِ(2)

18 مايو 2020 مفاهيممقالاتمقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال      على مستوى الفلسفة، لا يأتي تكوين التساؤل الكلي في ثقافةٍ ما(كأسئلة الماهية– المعنى– الحقيقة- الإنسان) جُزافاً، فتشكيله يتعيّن كمعطى وجودي أصيلٍ للعصر الذي تعيشه. حتى أنَّ تَمَيُز التكوين يتمُ تبعاً لبناء الرؤى الفلسفية خلال هذا العصر( حيث يجمعنا كونياً بالآخرين). قد نسميه الحضارة …أكمل القراءة »

الفِكْر: قَرْعُ طُبولِ الأسئلةِ (1)

13 مايو 2020 مفاهيممقالاتمقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال  ” ما قدْ تراه هنالك، ليس إلاَّ أصدافاً على شاطئ بحرٍ لا حدود له….”   ”  دوماً الأسئلة لا تهدأ … ولن تتوقف عن اثارة  المجهول … “       رُبَّ سؤالٍ يزعجُ معرفتنا الغارقةَ في سُباتِّها حتى الإيقاظ. عندئذ لن يكون النوم حالماً، إنما أرق …أكمل القراءة »

قصة الـ “ما بعد” The post

7 مايو 2020 دراسات وأبحاثعامةمفاهيم 0

سامي عبد العال  سامي عبد العال  ليس هناك أبرز من تَعلُّق الإنسان بالجديدِ، دفعاً لوطأة المألوف أحياناً وكنوعٍ من احراز التّميُز في أحايين سواها. لكنَ لأنَّ الجديد قد يُمثلّ المفاهيم المنقُولة إلينا( عبر النصوص الكبرى لفلاسفة الغرب)، فإنّه يضعنا تحت طائلةِ الاستفهام. حيث أمسينا نفكر داخل لغةٍ لم تُنحت مصطلحاتُّها …أكمل القراءة »

عُنف الخيالِ الديني

3 مايو 2020 أخرىمساهماتمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ، لكنه عمل مُركَّب يحتاج خيالاً يَفوقُه تهوراً وجُموحاً. إنَّه عمليات من الشحن الأيديولوجي والتهيئة والتفنُن بتوقُّع الأثر وفوضى المَشاهِد ورسم المجال وانجاز الأفعال وانتظار النتائج وافراغ الكراهية إلى أقصى مدى. الخيال الديني imagination religiousهو الآتون الواسع الذي …أكمل القراءة »

صناعةُ الرَّعاع: جسد الثقافة العاري(3)

29 أبريل 2020 مفاهيممقالاتنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال بطريقةٍ جذريةٍ تماماً، كان حالُ” الرَّعَاع” نتاجاً ثقافياً خلْف سلطةِ الجماعة الغالبة في المجتمعات العربية(جماعة الدين والطائفة وأهل الحل والعقد ثم النُخب والأحزاب ورجال الدولة والمثقفون)، فهذا التكوين العام المشوَّه لم يكن لصالح المجتمع وتنوع عناصره في تاريخنا الحديث والمعاصر، من حيث كونَّه غير …

صناعةُ الرَّعَاع: اللغةُ وجسدِ الثقافة(2)

24 أبريل 2020 دراسات وأبحاثعامةمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال هناك سؤالٌ مهم: كيف نفسر شيوعَ دلالة الرَّعَاع في الخطابات السائدة؟! فقد نقرأ بدائلها بكلمات تخاطب الجماهير والحشود، كلمات تُلصِق بهم فوضى الرغبات والغرائز واللاعقل، أي تزدريهم باعتبارهم أُناساً حمقى كما في الاعلام والسياسة والثقافة الدينية والحياة العامة. الحالة الأقرب إلى ذلك كانت مع …أكمل القراءة »

صناعةُ الرَّعَاع: اللغةُ وجسد الثقافة(1)

19 أبريل 2020 مجلاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال ” عندما يَشْرع الرَّعاعُ في التفكير يتلفُ كلُّ شيءٍ” …. فولتير الساسةُ مثل القُرود إنْ اختلفوا أفسدوا الزرع وإنْ اتفقوا أكلوا المحصول”” الرَّعاع صناعة لمجتمعات تنهش إنسانية الإنسان وتحتسي نَخْبَ الإقصاء” ” تأسيس يبدو أنَّ حدود عالمنا هي حدودُ الكلمات التي نتعامل معها، ولا …أكمل القراءة »

ماذا لو تساءلَّت الفلسفةُ حول المرضِ؟

15 أبريل 2020 عامةمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال بقلم سامي عبد العال لو افتراضاً أنَّ فيلسوفاً يتساءل عن الأمراض(الأوبئة، العلَّل الجسمية)، فالاستفهام بصدد أوضاعنا الصحيةِ سؤالٌّ جديدٌ في دائرة الفلسفة:( كيف أنتَ صحيَّاً؟ هل تعاني من علةٍ ما؟ ولماذا أنت مريضٌ؟ هل أصابتك الأوبئةُ؟). ورغم أنَّ الاسئلة خاصة إلاَّ أنها تمس ما هو عمومي في …أكمل القراءة »

وَجْهُ العالمِ خلْف كمامات

3 أبريل 2020 دراسات وأبحاثمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال الكمامة هي العنوان الطارئ للتعبير عن الوقاية، أي صد العدوى والخطر، وإشارة إلى الخوف منهما. لكنها أيضاً قد تكون عنواناً لما يحدد العلاقة بكلِّ ما هو قادم. اعلانٌ عن حالةٍ ليس مقصوداً بها أيَّ شخصٍ بذاته ولو كان مريضاً. لأنَّها تُمثل موقفاً مفرَّغَاً من …أكمل القراءة »

الفيرُوسات وإدارة الحياة

22 مارس 2020 أخرىمقالاتمقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال يعدُّ تاريخ الفيروسات جديراً بالبحث والتقصي، ولا سيما أنَّه قد أحدَثَ تحولاً في مسارات الحياة سلباً وإيجاباً نحو الأزمنة الراهنة. ويَجْدُر أنْ يُطْرح تاريخُها الكونِي مرتبطاً بقضايا فلسفية وثقافية تخص الحقيقة وتنوع الرؤى البيولوجية للعالم والكائنات. إذ هناك علاقة ضرورية بين انتشار الفيروسات ومفاهيم …أكمل القراءة »

موت سقراط: هكذا يتكلَّم الفنُّ

4 مارس 2020 فلاسفةمجلاتمقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال        تعدُّ لوحة “موت سقراط” للرسام الفرنسي جاك لويس دافيد Jacques David [1]  توثيقاً لهذه الحادثة بصيغة فلسفية فنيَّة متأخرة. تترك الألوان والشخوص تقول تشكيلياً ماذا جرى. ليس يجدي التذكر ولا اعادة القراءة حول تناول فيلسوف اليونان لجرعات السم، لأن الكلام الصامت، جدل العلامات، …أكمل القراءة »

لِمَنْ تُقْرَع أجْرَاسُ الفلسفةِ؟!

9 ديسمبر 2019 أخرىمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال         في يومِها العالمي مع كلِّ عامٍ، ربما يبزغُ السؤالُ التالي: هل تحتفل الفلسفة بنفسها؟! ومن ذا الذي بإمكانه حضور الاحتفال؟ وكيف سيتم الاحتفال؟!… الفلسفة بخلاف أي نشاط عقلي لا تحتفل بذاتها( أو هكذا يتم). لا تحتفل كعجُوزٍ بلهاء( أمُ العلوم قديماً ) تُطلق …أكمل القراءة »

” ببجي الخِلافة ” في عصر ما بعد الحداثة

7 نوفمبر 2019 عامةمفاهيمنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال           يبدو أنَّ عصر الوسائط الديجيتال هو الواقع الطاغي بلا منازعٍ. إذ تتضاعف دلالة الأحداث بصورةٍ مذهلةٍ، وتتعلق إفرازاتُّها بالذاكرة وبالعيون التي تشاهد. وسيكون القولُّ الفلسفي لما بعد الحداثة ليس تنظيراً ميتافيزيقياً بقدر ما يلتقِّط أفكاره المحتملة من عالمنا الراهن. وقد نوَّه جان بودريار …أكمل القراءة »

غير القابل للاحتمال: في عداء الشعوب!!

27 أكتوبر 2019 مجلاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال سامي عبد العال بأيِّ معنى تصنعُ الشعوبُ اعداءها، وهل استجابتها للعداء واحدةٌ أم أنَّ هناك اختلافاً؟! هل ثمة عداء عام بالصدفة دون قصدٍ، وما خطورة أنْ تعادي قوةٌ ما ( كالدولة التركية مؤخراً ) شعباً ضارباً في التاريخ( مثل الكُّرد )؟! وداخل تلك الدائرة: هل الصُور المتبادَّلة …أكمل القراءة »

المَرْحُوم: ماذا لو اصبحت الثقافة قبْراً؟!

6 سبتمبر 2019 مفاهيمنصوص 0

      سامي عبد العال سامي عبد العال       ” عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يمكننا معرفة ما هو الموت”…( كونفوشيوس)      ” الشجاعة تقودُ إلى النجوم… والخوف يقودُ إلى الموتِ”… ( لوكيوس سينيكا)        ” المرْحُوم” كلمة تُطلق على منْ ماتَ، أي انتهى أَجلُّه وأَفِلَّتْ حياتُه. وهي ” …

ظاهرةُ الأسئلةِ الزائفة

19 أغسطس 2019 مفاهيمنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال        لا تسقط الأسئلةُ من السماءِ ولا تنبتُ من الأرضِ، لأنَّها نشاط إنساني يثير قضايا فكرية خطيرة. الخطورة من زاوية كشف أبنية الثقافة ولماذا تتفاعل مع حركة التاريخ. لأنَّ كل ثقافة تلقي برواسبها على ضفاف المجتمعات كالنهر الذي تكتنفه تيارات شتى. والثقافة الإنسانية دوماً …أكمل القراءة »

السُلْطة وأُنطولوجيا الجسد

1 أغسطس 2019 أخرىبصغة المؤنثمفاهيم 0

سامي عبد العال سامي عبد العال        على مستوى الوجودِ،لم يختفِ الصراعُ بين الجسد والسلطة رغم اتفاقهما في كثيرٍ من الوجُوه. كلاهما يتعلق بأفكارٍ مثل:( الوسيط، التحول، السر، العلامة، الذاكرة، الفعل، الوشم، الرمز، الصورة، الشعار، السريان، الشبح، الظل )، وكلاهما يزاحِم الآخر داخل ثقافةٍ تحدد إلى أي مدى سيمارس أدواره. …أكمل القراءة »

الدين والعلمانية: القطة … سوداء أم بيضاء؟!

14 يوليو 2019 أخرىدراسات وأبحاثمفاهيمنصوص 0

سامي عبد العال سامي عبد العال           مُجدَّداً في سياق السياسة، تبدو ثنائيةُ الدين والعلمانية ثنائيةً مُراوغةً.. زلِّقةً. حتى أنك إذا امسكت أحد طرفيها، التف الطرف الآخر مُخلِّفاً وراءه ثُقباً أسود، يبتلع الدلالات الثريةَ لأي تفكيرٍ مختلفٍ. ثم يقذفك عبر فضاءات مجهولة عائداً إلى ذاته مرةً أخرى. كأننا إذْ نناقش …أكمل القراءة »

قداسةٌ دون مقدسٍ

29 يونيو 2019 أخرىدراسات وأبحاثمفاهيم 0

سامي عبد العال – مصر سامي عبد العال – مصر       ماذا يعني الدينُ في المجال العام؟! هل يعني توظيفه على نطاق أعم أم تأسيساً لقيم أخرى؟ سؤال لن يجد اجابةً واضحةً إلاَّ بفض الاشتباك الغامض بين طرفيه. لأنَّ المعنى لا يتعين فيما هو معروف ولا يعطينا وضعاً جاهزاً لأية …أكمل القراءة »

المجدُ للأرانب: إشارات الإغراء بين الثقافة العربية والإرهاب!!

19 يونيو 2019 أخرىعامةنصوص 0

وسط كرنفال القتل باسم الدّين تحت رايات الجهاد، وفي حمأة الدَّمار بمقولاته الفاضحة، يصعُب أحياناً كشف الواقع دون إيهام فنيٍّ. لقد غدا الجهادُ نوعاً من الاستربتيز(التعرِّي)الدَّمويّ(1)bloodily striptease إزاء مجتمعات أرهقتها الحياة برواسبها التَّاريخيَّة. وربَّما لو تمثلنا دلالة أيقونة الأرانب لتجنبنا مصيرًا يُحْدق بنا من بعيدٍ مثلما تُساق الحيوانات الوديعة إلى المذابح.أكمل القراءة »

أسئلةُ الأطفالِ: شغفٌ فلسفيٌّ

11 مايو 2019 الفلسفة للأطفالبصغة المؤنثمقالات 0

سامي عبد العال حصري كوة  حين يتساءل الأطفالُ لا ينتجون معرفة، لكنهم يضعون ما نعرفه قيدَ الانكشاف والمفاجأة. هم كائنات انسانية مُذهلةٌ، بالغةُ الإحساسِ، دائمةُ الشغفِ. فالمواقف تُظهر الطفلَ موجوداً مختلفاً وإنْ كُنتَ أباه. وربما يأخذك إلى المراجعة الجذرية لما تعتنق من أفكارٍ. أنتَ عندئذ لستَ إلاَّ ” لاصقاً ثقافياً …أكمل القراءة »

دواعِش الفلسفة

28 أبريل 2019 ديداكتيك الفلسفةعامةمقالات 0

سامي عبد العال من الجذر اللغوي” دَعِشَ ” تأتيمفردات: الدَاعِشيَّة، الاسْتدْعَاش، التَّدَعُش، المُتدَعِش، المُسْتَّدعِش، الدَاعِش، الداعُوش، الدَعْدُوش، الدَعْيِدش، التَّدْعِيْش، الدَّعْشنَّة، التَّداعُش، التدعُش، أي دَعِش دعْشاً فهو داعش… وجميعها ليست حُروفاً تتناوب الترتيب، بل تقف على أرضيةٍ واسعةٍ من الثقافة التي تشكل الأفكار ورؤى الحياة. ناهيك عن الإشارةِ إلى تنظيم داعش …أكمل القراءة »

في مفهوم ” المُفكِّر العَابِر للثَّقَافات “

21 مارس 2019 جرائدمفاهيمنصوص 0

العبور والحدود… كلمتان متلازمتان من زاوية التضمِين الدلالي لإحديهما إزاء الأخرى. فالحد يفترض عبوراً لوضعةٍ ما متقاطعاً معها، بينما يطرح العبورُ شكلاً من أشكال الحدود. ودوماً لن يكون ثمة عبورٌ ما لم يكن ثمة حدٌ قابلٌّ للتخطي. الأمر نفسه أكثر دلالةً بصدد الثقافة، إذ تمثلُ كلمتا الحدود والعبور قدرتين على التجاوز وقطع المسافات والترحال نحو ما ليس معروفاً.أكمل القراءة »

حفريات المواطنة: استعارات الهويَّة في الخطاب السياسي (2)

9 فبراير 2019 أخرىدراسات وأبحاث 0

 الهوية، مواطنة الاستعارة سامي عبد العال رابط الجزء الأول من الدراسة         في وجود التزاوج بين البعدين: المفهومي والاستعاري، اللذين يتداخلان عبر المواطنة، يبزغ ما هو” سياسي ” political باعتباره ردماً للهوة بينهما. ألم يمارس السياسيون الأفعال والمواقف بصيغة ” كان ” المستقبلية، مثلما أظهرت؟! أي أنَّ العبارات تحمل شيئاً …أكمل القراءة »

طَّواحِينُ الأوهام: حين تَضْرِبُ رأسَك بجدار العالم

19 ديسمبر 2018 مفاهيممقالات 0

سامي عبد العال – مصر في غياب النقدِ الجذري، يتلاعب الوهمُ بالفكر كما تتلاعب الرياح بأشرعة السُفن. ويتسلل إلى فضاء العقل من باب خلفي نتيجة الإيمان الساذج بلا رويةٍ. لذلك يتطلب الوعيُ قدرةً يقظةً على التساؤل وغربلة المعتقدات. أقرب الأمثلة إلى ذلك: أوهام الأيديولوجيات الدينية ( كما لدى الإخوان والسفليين 


سياساتُ الجمالِ: هل يمكن الثأرُ بالفنِّ؟

8 ديسمبر 2018 مجلاتمفاهيممقالات 0

سامي عبد العال      ذات لوحةٍ قال سلفادور دالي: ” كلُّ ضربةٍ لفرشاة الفنان ناتجةٌ عن معايشةِ مأساةٍ يُعانيها “. كأنَّه يُذيب تجلط الآلام بالتقاط المستحيل باعثاً فينا روحاً جميلاً. ينطبق القولُّ على الفن المغموس في ظلام المآسي التي تكابدها الشعوب مع انكسار الأحلام الكبرى، كحال إحباط الشعوب العربية بعد …أكمل القراءة »

 اليوم العالمي للفلسفة: أين نحن؟!

18 نوفمبر 2018 تغطيةمساهمات 0

سامي عبد العال – مصر لا يجسد العنوان احتفاءَ العالم بإبداع مهم فقط، لكنه يترك تساؤلاً إزاء الموقف الضمني منه: أين نحن العرب تجاه ما يجري على صعيد التفلسف؟ هل من مواقف جديدة نخترعها لحياتنا البشرية النوعية؟ كيف نستطيع استشكال فكرنا بإيقاع فلسفي يصلح لمعايشة آخرية قصوى ومفتوحة؟ وسؤال الصلاحية …أكمل القراءة »

شيطَّانُ الديمقراطيةِ: هذه هي السياسة !!

5 نوفمبر 2018 مساهماتنصوص 0

سامي عبد العال –  كلية الآداب / جامعة الزقازيق- مصر يبدو أنَّ للديمقراطية وجهاً آخر كوجه الشبح، وهو” الأثر المقلُوب ” الذي يجعلها مصدراً لرعب البعض من الحرية. فالحرية ضمن المجال العام تشكل مصدراً لقلق دائم، لدرجة أنَّ تجنُبها( إنْ لم يكن للأنا فللآخر) هو القاسم المشترك بين التيارات السياسية في …أكمل القراءة »

حول استعادة  ” الله ” من الجماعات الإرهابية

16 أكتوبر 2018 مساهماتنصوص 0

سامي عبد العال ربما لم تُوجد كلمةٌ أُرْيقت بدلالتها الدماءُ مثلما أُريقت تحت كلمة الله. ففي كلِّ مرةٍ يقتل إرهابيٌ شخصاً آخرَ، لا يكون مقصودُها واحداً بين الاثنين. على الأقل يزعم الإرهابيُ كون القتيل قد تخطى رقعة الإيمان( المرتّد ) أو لم يؤمن ابتداءً( الكافر). كما أنَّ دلالة الكلمة بمُراد …أكمل القراءة »

أين تكْمُن قوةُ المجالِ العامِ ؟

3 أكتوبر 2018 مساهماتمفاهيم 0

سامي عبد العال  كلية الآداب / جامعة الزقازيق- مصر هناك فارق حَذِر بين القوة والسلطة رغم إحلال الكلمتين أحياناً في اللفظ نفسه: power . إذ تنطوي القوة على أبعاد ماديةٍ وأخرى رمزية تمنحُ وجودَّها معنى بعيداً. وهي أيضاً القدرةُ على بث فاعليتها الخفية عبر نفوذها المقبول داخل المجتمعات مثل القوة …أكمل القراءة »

الأصُوليَّة… والوصُوليَّة: حين يُغْيَّب المجال العام  

25 سبتمبر 2018 مجلاتنصوص 1

سامي عبد العال  كلية الآداب / جامعة الزقازيق- مصر في المجتمعات الأقل ديمقراطيةً وإزاء فشل” الاستعمال العمومي للعقل ” لو أوردنا كلمات كانط، ثمة أسئلةٌ مزعجةٌ: هل يُغيَّب المجال العام على غرار وصفنا الاعتيادي لأي شيء آخر؟! أليس المجالُ العام  Public sphereعمليةً تاريخيةً تستوعب طاقات المجتمع وبالتالي يبقى فضاءً مفتوحاً …أكمل القراءة »

المُقدَّس والسياسة: عن أحداث 11 سبتمبر

16 سبتمبر 2018 مفاهيمنصوص 0

سامي عبد العال  كلية الآداب / جامعة الزقازيق- مصر مع كل إشارة إلى الذكرى السنوية للأحداث الإرهابية( تفجيرات 11 سبتمبر2001 )، لا تذهب آثارُها طيَّ النسيان. لكنها تظل باقية كأصداء ورواسب تسهم – فكرياً وثقافياً – في تأويل الأفعال والتداعيات السياسية على نطاق عام[1]. وربما تحددُ المواقف ودرجات الفعل ورد …أكمل القراءة »

 صيدُ الفراشات: دولةُ الخلافةِ والنِّساء

30 أغسطس 2018 عامةنصوص 1

سامي عبد العال  كلية الآداب / جامعة الزقازيق- مصر هناك سمةٌ مشتركةٌ في خطابات الإسلاميين المتطرفين: كونَّها كلاماً ينحدر بأهدافها من أعلى إلى أسفل حيث ضجيج التفاصيل، وحيث إيراد المبررات الواهية فيما ينحدر إليه تداول الخطاب من أهدافٍ. ذلك بسرعة خاطفةٍ تُجاري سرعةَ

شاهد أيضاً

الكتابة والنساء والسترات الصفراء: حوار مع الكاتبة آني إرنو

أجرت الحوار: نيللي كابريليان (Nelly Kaprièlian) ترجمة: عبد السلام اليوسفي بينما يرد اسم الكاتبة آني …