
عمرون علي
أستاذ الفلسفة المسيلة – الجزائر-
“الخوف من التعثر يجعل عقولنا تتشبث بحبل المنطق”.
أندريه جيد
كتاب” القوت الجديد” (Les Nouvelles Nourritures)
مدخل عام
غرضنا في هذا المقال الحديث عن مكانة المنطق وتطبيقاته ووجه الحاجة اليه، و ليس البحث في تاريخه وانواعه الكثيرة ، فهذا امر يتجاوز حدود ما رسم لهذه الورقة، ثم انه من حيث المبدأ نشأة المنطق وتطوره مسألة تندرج ضمن تاريخ العلم .ومع ذلك يمكن القول ان المنطق كان مدخلا للفلسفة وعلم الدلالة منذ نشأته الأولى وحجر الأساس في نظرية المعرفة بل وجوهر البحوث اللسانية ، وهو اليوم يشكل منعطفا حاسما في علوم الرياضيات والحاسوب ، لقد أصبح المنطق عنصرًا أساسيًا في علوم الكمبيوتر والهندسة والعلوم المعرفية واللغويات والتواصل.
الواقع ان هناك مقدمة يمكن الانطلاق منها والتأسيس عليها قبل السير قدما في مقالنا هذا ، تتمثل في ان حسن الاختيار واتخاذ القرار الصحيح، مرهون ومشروط بوجود فكر سليم أي القدرة على التصور والمداولة وإصدار احكام منطقية واستدلالات صحيحة ،وثمة قول مأثور للفيلسوف أرسطو:” اللغة لباس للفكر “فإذا كان اللباس فضفاضا غاب المعنى و إذا كان اللباس ضيّقا حصل الالتباس. لذلك اهتم المعلم الأول باللغة – من حيث هي تقنية خطاب وممارسة- وعلى اعتبار ان “الإنسان حيوان ناطق ومدني بطبعه” هو يستخدم اللغة بوصفها نسقا من الرموز والاشارات : إما للاتصال والتواصل ، أو للتفكير من خلالها وبها عن حقائق إنسانية و كونية ، أو بهدف اتخاذ احكام وقرارات للفصل في القضايا و للتداول في الشؤون الحياة العامة ،هذه الوظائف المتعددة للغة تفسر لنا حجم الغلط والمغالطة الذي ينتج عن سوء استخدامها في بعدها المنطقي .والحقيقة لقد ظل المنطق زمنا طويلا مرتبطا باللغة ،والرواقيون الذين اطلقوا كلمة المنطقLogoi لأول مرة في التاريخ دلوا به على دراسة الكلام والفكر معا ،وقسموه الى جدل وبلاغة وضمنوه كذلك تعاليم ارسطو في القياس .
وما يهمنا هنا- كمدخل لمقالنا- هو الفكر واللغة في بعدهما المنطقي، حيث نلاحظ على الدوام بعض العقول لاتخطئ فحسب في التفكير بل تحتال باستمرار على الحقيقة هي عقول تتحدث عن جهل وتهرف بما لاتعرف ” انها عقول تجرؤ على ان تقرر فيما تجهله ،ومالا يمكنها ان تفهمه ولربما لم يسمع بها بشر قط .انها لا تميز بين كلام وكلام ، انها لا تحكم على حقيقة الأمور الا بطنين الصوت ورنينه ” .[1] ولا عجب في ذلك فعندما يغيب المنطق ينخدع الفكر بسهولة وينساق وراء زخرف القول فيقع في مصيدة الاغاليط المنطقية والاستدلالات الفاسدة، واسوء ما في الامر هو اغتيال الحقيقة والتأسيس للتفاهة فزمننا اليوم كما يقول الأستاذ: محمد كريم النيفر في مقال له حول فلسفة المغالطات زمن كثر فيه الهرج والمرج واللغط واللغو والترّهات والشائعات والفتاوى الغريبة والتراشقات والسّجالات والتجاذبات والقرقعة والفرقعة والأكاذيب والخداع السياسي والفكر والإيديولوجي والعقائدي والبرامج الموجّهة والأجندات المشبوهة… فصارت حوارات الناس السياسيين ورجال الدين والمثقّفين مزعجة هذه الأيّام، إن لم نقل أشبه بصورة كاريكاتيرية لوجهين يصرخان في بعضهما البعض.*
من هذا المنطلق تظهر الحاجة الى المنطق الذي هو جوهر ما يسمى “اللوغوس“، وهو مصطلح إغريقي يعني “الكلام” و”اللغة” و”المنطق” في آن واحد. فهو، وفقا للتعريف الذي وضعه كانْط له، العِلم الذي يشرح بالتفصيل ويبرهن بدقة القواعد الشكلية لكل فكرة.و تبين لنا أطروحات أرسطو وإقليدس، أو لايبنيز وسبينوزا، وكذلك النصوص التأسيسية للفلسفة الموهية في الصين أو مدرسة نيايا في الهند، أن دراسة المنطق – كما جاء في رسالة أودري أزولاي -حظيت باهتمام العديد من الفلاسفة وعلماء الرياضيات على مر القرون. و يعزى انتشار دراسة المنطق أيضا ، وربما في المقام الأول، إلى تطبيقاته العملية الكثيرة. فقد كان للمنطق بالفعل دور رئيسي في تطوير العلوم والهندسة، وعلم النفس المعرفي، واللغويات، والاتصالات؛ وكان حافزا حقيقيا للتحول والتغيير ومعينا لا ينضب للابتكار.وأصبح المنطق في القرن الحادي والعشرين، أكثر من أي وقت مضى، تخصصا عصريا لا غنى عنه في مجتمعاتنا واقتصاداتنا. فالمعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية هما على سبيل المثال، تقنيات تستند في الأساس إلى التفكير المنطقي والخوارزمي.” [2]
المنطق الصوري: الدوكسا والفطرة السليمة
من الضروري لطالب الحكمة في عرف الكثير من الفلاسفة على اختلاف مذاهبهم ومحطاتهم التاريخية معرفة لماذا كانت استدلالاته صحيحة او خاطئة ومن الضروري والحال هذه تدريبه على اشكال وقواعد القياس ومعرفة أنواع القضايا واصنافها وادراك قسمة الحدود والمعاني، وهذه هي العلامة الحقيقة في نظرهم على التميز والتفوق في الممارسة الفلسفية . لقد كان المنطق منذ ظهوره فوق المسرح الفكري في اليونان عند ارسطو المدخل الضروري لتعلم كل اقسام ” الحكمة النظرية والعملية ” انه ” آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن من الوقوع في الخطأ” وعلم المنطق الصوري من العلوم الآلية التي تستخدم لغيرها لا لذاتها وكما قيل هو خادم العلوم وميزان العلوم وموضوع المنطق هو المعرف والحجة أي تعريفا الأشياء تعريفا علميا دقيقا صحيحا وكيفية الاستدلال على الأشياء ويعنى المنطق بدراسة مبادئ ومناهج الاستدلال السليم ،ويهدف الى تمييز الصواب عن الخطأ فيما نقيم من استدلالات .وينشأ عن ذلك ان تنمي دراسة المنطق القدرة الاستدلالية لدى المرء من خلال تعلمه واستخدامه عدة صور للاستدلال المنطقي السليم متجنبا الوقوع في الأخطاء المنطقية الشائعة ومع تقدم الطالب في دراسة المنطق يمكنه إقامة سلسلة ممتدة من الاستدلالات اكثر تركيبا. و يعرف المنطق الصوري أيضا بأنه علم قوانين الفكر وهي قوانين كنا نلقنها لطلبتنا في الجزائر كمدخل للتفكير المنطقي ، وهي ثلاث:
ـ قانون الهوية: ويعني أن لأي شيء ذاتية خاصة يحتفظ بها من دون تغيير، فالشيء دائماً هو هو (أ هو أ) فالهوية تفترض ثبات الشيء على الرغم من التغيرات التي تطرأ عليه، فأنا هو الشخص ذاته الذي كنته منذ عشرين عاماً على الرغم مما طرأ علي من تغير.
ـ قانون عدم التناقض: ينكر هذا القانون إمكان الجمع بين الشيء ونقيضه، فلا يصح أن يصدق النقيضان في الوقت نفسه وفي ظل الظروف نفسها، إذ لا يصح القول إن هذا الشيء وفي هذا الوقت «أزرق» وليس «أزرق» [(أ) لا يمكن أن تتصف بأنها(ب) وبأنها (لا ب) معاً].
ـ قانون الثالث المرفوع: ويعني أن أحد المتناقضين لابد أن يكون صادقاً إذ ليس هناك احتمال ثالث بجانب المتناقضين يمكن أن يكذبهما معاً، ولا يوجد وسط بينها، فإما أن نثبت محمولاً معيناً لموضوع ما وإما أن ننفيه عنه.
.ووحدات المنطق الصوري لايمكن فهمها الا من خلال اعمال ارسطو المنطقية وهي تشتمل على :
- كتاب المقولات ( قاطغورياس ) ومعناه المحمولا ت.
تعني لفظة قاطيغورياس عند أرسطو الإضافة أو الإسناد، وعليه فإن المقولات هي أمور مضافة أو مسندة أي محمولات، أو بتعريف أدق: المقولة معنى كلي يمكن أن يدخل محمولًا في قضية ويهتم هذا الكتاب بدراسة الاقوال المختلفة والحمل .والمقولات عشر في عددها وهي : 1-الجوهر،2-الكمية ،-3-الكيفية ،4- الإضافة ،5- المكان ،6- الزمان ،7-الوضع ،8- الملك ،9- الفعل ،10- الانفعال.و الجوهر هو الأكثر أهمية بين هؤلاء العشرة ، لأنه يصف الشيء من حيث ما هو عليه حقًا. بالنسبة لأرسطو ، الجوهر الأساسي هو الشيء الفردي نفسه ، والذي لا يمكن أن ينسب إلى أي شيء آخر يمكن أن توفر الأنواع العشرة من المسند وصفًا شاملاً لماهية أي شيء فردي. افترض أرسطو أن أي شيء ينطبق على أي مادة فردية يمكن من حيث المبدأ ، أن يقال عنها بإحدى هذه الطرق العشر.
- كتاب العبارة ( باري أرميناس ) والعبارة معناها الصوت :يهتم بتحليل اللغة والمقاطع والكلمات التي تتألف منها اللغة كالاسم والفعل والاداة والدلالة وانواعها ،ويهتم الكتاب ببحث تقابل القضايا الحملية وذوات الجهة من ناحيتي الضد والتناقض ،كما يحدد ارسطو في هذا المبحث مفهوم القضية بوضوح باعتبارها قول يحتمل الصدق او الكذب .
- التحليلات الأولى ( أنا لوطيقا ): تقع في مقالين :المقالة الأولى وتهتم بدراسة نظرية القياس الحملي ونظرية قياس الجهات ،في حين يبدأ ارسطو بدراسة خصائص القياس من ناحية الصدق والكذب في المقالة الثانية .ومن اهم مميزات البحث المنطقي المتضمنة في التحليلات الأولى ان ارسطو اهتم بالعلاقات بين المقدمات والنتيجة في القياس من ناحيتي صحته وفساده .وهنا بين ارسطو استحالة اشتقاق او استنتاج نتيجة كاذبة من مقدمات قياسية صادقة في قياس صحيح ،ولكنه من الممكن ان نحصل على نتائج صادقة او كاذبة من مقدمات او مقدمة كاذبة على الأقل
- التحليلات الثانية :وتقع في مقالتين الأولى بحث في نظرية البرهان ،في حين تهتم المقالة الثانية بنظرية الحد .تناقش المقالة الأولى والثانية البرهان والتعريف والطريقة الاستدلالية وبعض المسائل المتعلقة بعلم النفس .واذا تفحصنا كتاب التحليلات الثانية بصورة عامة لوجدناه يهتم بتحليل ماهية العلم وشروطه وخصائص البرهان ،متأثرا بذلك بالمنهج الرياضي.
- كتاب الطوبيقا او المواضيع ويقع في ثمانية مقالات : المقالة الأولى تهتم بدراسة موضوع الجدل ،والمقالة الثانية تدرس موضوعات العرض المشتركة .اما المقالة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة فتهتم بالعرض والجنس والخاصة والحد ،في حين المقالة السابعة والثامنة التعريف والجدل.
- كتاب السوفسطيقا ويبحث في المغالطات وأنواع الحجج ،كما يتضمن هذا المبحث بعض القوانين المنطقية . وكتاب الأغاليط أو تفنيد الحجج السوفسطائية يقع في مقالتين: تبدأ الأولى بتعريف الغلط أو السفسطة بأنها قياس في الظاهر فقط لا في الحقيقة، وتستطرد إلى بيان العلاقة بين هذا الكتاب وسائر الكتب المنطقية، وأن «أفعال السوفسطائية إما في القياس المطلوب به إنتاج شيء، وإما في أشياء خارجة عن القياس»، فالمغالطات في القياس «إما أن تقع في اللفظ أو في المعنى أو في صورة القياس أو في مادته، وإما أن تكون غلطًا أو مغالطة»، والأشياء الخارجة عن القياس «مثل تخجيل الخصم وترذيل أقواله والاستهزاء به وقطع كلامه والإغراب عليه في اللغة واستعمال ما لا مدخل له في المطلوب وما يجري مجرى ذلك.»
- ريطوريقا ( الخطابة )
- أوطيقا ( الشعر)
واضيف للمنطق بعد ارسطو كتاب ايساغوجي وهي كلمة يونانية تعني المدخل وعرف عند العرب ب(الكليات الخمس )وهو من وضع فرفوريوس* احد شراح كتب ارسطو .
يربي المنطق في الانسان ملكة النقد والتقدير الصحيح ووزن البراهين والحكم عليها بالكمال او بالنقص ويعترف ارسطو بأسبقية زينون الايلي بانه مبتكر الجدل فقد ادخل أسلوب الخفض حتى الامتناع في المناقشات الفلسفية والذي كان يستعين به الرياضيون من قبل ،لاسيما الفيثاغوريون في برهانهم الشهير على امتناع مقارنة خط الزاوية مع ضلع المربع وقد وضعوا نظريات في الحساب والهندسة واقاموا عليها الأدلة العقلية ولاشك ان طريقة الاستدلال الرياضي من الطرق المنطقية. و يمكن القول ان لايمكن ان نفهم فلسفة ديمقريطس او غيره دون ان تكون لنا خلفية بعلم المنطق.
ولايمكن ان نستوعب الغاية من المنطق الا بالعودة الى أسلوب السوفسطائيين القائم على البلاغة في صورة الجدل من اجل دخض الخصم .ويقال ان برتاغوراس كان يتبجج بقدرته على ان يجعل الحجة الأسوأ تبدو كأنها هي الاحسن وقد أشار جوازيا رويس في كتابه مبادئ المنطق [3] ان الشاب المتدرب في المحاورات يتم تعليمه التفكير السليم من قبل سقراط ويتم تحذيره من الفنون الزائفة للسوفسطائيين ،والتعاليم التي تلقن له دائما تتناول مايلي :01- الطريقة الصحيحة للتعريف .02- معرفة طريقة التصنيف المنهجي ،وكيفية اجراء القسمة المنطقية لفئة كبيرة الى الفئات المكونة لها .03- الدراسة الفاحصة للحجة المؤيدة لقضايا معينة.04-الفحص المركز لأنماط الاستدلال .
ومثل المنطق كمثل النحو والبلاغة فاذا كان الأول يصون اللسان من اللحن ،ويعصمه من التلفّظ بما يستهجن عند النحاة ، فان الثانية تورث صاحبها حسن التفكير وجودة التعبير . والمنطق هو العلم الذي يعصم الإنسان عن الخطأ في الفكر يعصم أفكارنا عن السهو والاشتباه في الاستدلال، وعن الانخداع بالمغالطات والتمويهات في المخاصمات.ولذلك احتل مكانة مرموقة ضمن مؤلفات فلاسفة الإسلام . و دخول المنطق الارسطي الى ساحة الفلسفة الإسلامية ارتبط بحركة الترجمة فقد امر الخليفة أبو جعفر المنصور بترجمة المنطق الى اللغة العربية وكلف عبد الله ابن المقفع بنقل كتب المنطق من اللسان السورياني واللغة اليونانية الى اللغة العربية . هذا الوافد الجديد تضاربت الآراء حول أهميته والحاجة اليه بين معارض ومؤيد ابن تيمية مثلا ذهب الى القول :” المنطق اليوناني لايحتاج اليه الذكي ولاينتفع به البليد ” وكذلك ابن صلاح و آخر العلماء الذين ذكرهم كولدزيهر[4] ممَّن كانوا معارضين للمنطق هو جلال الدين السيوطي الذي أدان المنطق في عدَّة مناسبات، لأنَّ المنطق في نظره ليست له أيَّة فائدة تذكر ويتعارض مع العقيدة الإسلاميَّة. ومن بين إداناته للمنطق نجد كتابه(القول المشرق في تحريم الاشتغال بالمنطق )، هذا الكتاب الذي يوجد ضمن مجموع فتاوى السيوطي في فتوى للفقيه المصري شهاب الدين أحمد الرملي )ت. 1550 م/ 957 ه( في جواب له عن سؤال: هل دراسة المنطق محرَّمة؟ جاء الجواب :”إنَّ الاشتغال به )على( ثلاثة مذاهب؛ قال ابن الصلاح والنووي: يُحرَّم الاشتغال به، وقال الغزالي:من لا يعرفه لا يوثق بعلومه، والمختار كما قال بعضهم جوازه لمن وثق بصحة ذهنه ومارس الكتاب والسُّنَّة، وغايته عصمة الإنسان عن أن يضلَّ فكره، ونسبته إلى المعاني كنسبة النحو إلى الألفاظ، وهو آلة لغيره من العلوم ولا يحتاج إلى آلة أخرى
هذا هو المنطق الذي دافع عنه الفارابي ووصفه بالصناعة التي تعطي لصاحبه القوانين التي تقوم العقل ،والذي ارتقى به ابن رشد ومن خلاله ارتقت الفلسفة في اندلس القرن الثاني عشر ميلادي بل انه وفي ناحية أخرى من الإمبراطورية العثمانيَّة كان العلماء يدرسون ويدرِّسون ويؤلفون في المنطق،دون إقامة أيّ اعتبار لفتوى السيوطي وابن نجيم. فعلى سبيل المثال نجد العالم والقاضي العثماني أحمد طاش كبري زاده )ت. 1560 م/ 968 ه( في موسوعته للعلوم المسمَّاة «مفتاح السعادة » قد أعلى من شأن المنطقبتلقيبه بأنَّه أجلُّ علوم الآلة ورئيس العلوم العقليَّة، وأورد قول الشاعر ممتدحاً علم المنطق:
عاب المنطقَ قوم لا عقول لهم وليس له إذا عابوه من ضرر
ما ضرَّ شمس الضحى والشمس طالعة أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر
وتروي حكاية طريفة عن الجاحظ* حين اولع باستخدام طريقة القياس المنطقي ومجملها ان صنفا من الطعام يطبخ باللبن قدم الى الجاحظ وصحبه ابن ماسوية الى جانب أصناف من الأطعمة منها السمك ،فنصح ابن ماسوية الجاحظ عملا بالمثل السابق .فجادله الجاحظ بقوله :لايخلو ان يكون السمك من طبع اللبن اومضاد له.فاذا كان احدهما ضد الاخر دواء له ،وان كانا من طبع واحد فللتحسب أنا اكلنا من احدهما الى ان اكتفينا .وكانت النتيجة ان أصيب الجاحظ بالمرض فقال على لسانه :هذه والله نتيجة القياس المحال .
وماذا عن المنطق غير الصوري ؟
المنطق اللاصوري او المنطق العملي هو مجهود الفلاسفة والمفكرين في العصر الحديث لتجديد المنطق الصوري وتعديليه ليكون أقرب واكثر انسجاما مع الواقع، واكثر فاعلية في تحليل وتقييم المحاجات والاستدلالات في حياة الناس اليومية ،وقد ظهر هذا العلم مع اعمال ( أونتوان أرنولد ) وأعمال ( رالف جونسون) و ( جون انتوني بلير ) .
وللمنطق غير الصوري عدة مسميات منها المنطق العملي ،فلسفة الحجة ،نظرية الحجة ،نظرية التفكير الناقد ….وقد ظهر في أواخر الستينات واوائل السبعينات من القرن العشرين في شمال أمريكا وكندا وقد عرفته موسوعة ستانفورد :” بانه محاولة لتطوير منطق ما ،الذي يقييم ويحلل الحجج الموجودة في اللغة العادية ” يفحص هذا المنطق علاقات اللزوم الناشئة من مضامين الخطاب ويهتم بطبيعة ووظيفة الحجج في اللغة الطبيعة .واذا كان المنطق الصوري يعالج صور الحجة (التركيب)وقيم صدقها ( الدلالة ) فان المنطق غير الصوري يتعامل مع مجال الحجاج بأكثر اتساعا وهو يعالج استعمالات الحجاج في الحوار التداولي . يقول دوغلاس والتون :” يهتم المنطق الصوري بشكل الحجج ( بنائها) وقيمتها الحقيقية ( دلالتها) .فيما يهتم المنطق اللاصوري باستعمال هذه الحجج في سياق الحوار بطريقة براغماتية “[5]
من الأسباب التي أدت الى ظهور المنطق غير الصوري النقد البيداغوجي المتعلق بصلاحية المنطق الصوري وقابليته للاستعمال في الاستدلال اليومي وتحديدا المسائل السياسية والاجتماعية والعملية ورفض الفكرة المنطقية لسلامة الحجة كمعيار ضروري او كاف لجودة الحجج وضرورة الاهتمام بالمغالطات غير الصورية التي لم تعالج على نحو كاف في المنطق التقليدي .و بعد أربعة عقود من ظهور المنطق اللاصوري ظهرت عدة فروع علمية وفلسفية قائمة على تطبيق مبادئ التفكير النقدي ونظرية الحجاج من أهمها : الذكاء الصناعي والنمذجة الحاسوبية ،وعلم النفس المعرفي ،وعلم اللغويات….وظهرت نظريات البلاغة الجديدة،ومنها الخطابة ( البلاغة) الجديدة وهو عنوان فرعي اختاره بيرلمان وتيتيكا لكتابهما مصنف في الحجاج الصادر سنة 1958
المغالطات المنطقية: من سرير بروكرست الى رجل القش
المغالطة هي فن التلاعب بالأقيسة وتزيينها لتكون تكون بصورة تشبه الى حد ما البرهان. ومنها المغالطات الصورية والمادية ومن المغالطات الصورية فقدان احد الشروط العامة للقياس كعدم تكرر الحد الأوسط ومثال ذلك (الاله موجود ،وكل موجود يحتاج الى موجد ،الاله يحتاج الى موجد) او بناء قياس من مقدمتين سالبتين ومثاله( لاشيء من المثلث شكل مربع ،لاشيء من الشكل المربع مجموع زواياه تساوي قائمتين ،لاشيء من المثلث يساوي قائمتين) .ومن المغالطات المادية المتعلقة بمادة القياس ايهام العكس كان نجعل المحكوم عليه محكوما به والمحكوم به محكوما عليه والمصادرة على المطلوب كقولنا :هذا المتحدث لايكذب .وكل من لايكذب فهو يقول الحقيقة .اذن هذا المتحدث يقول الحقيقة .*يتحدث شوبنهاور في كتابه فن ان تكون دائما على صواب عن الجدل المرائي [6]– la dialectique éristique هو فن للمماحكة ،سبيله أن يجعلنا دائما على صواب بجميع الوسائل المتاحة ..ويربطه بالطبيعة السيئة للإنسان و ان مصدره الدونية الطبيعية للنوع البشري وحجته انه لو لم يكن الامر كذلك ،لوكنا نزهاء اكثر ،فلن نبحث ،في أي مجادلة الا عن الحقيقة “.ان المنطلق الأولى في نظره للمغالطات هو الكبرياء الفطري عند معظم الناس الذي يتجلى في الثرثرة وعدم النزاهة فترى اللغة عندهم اسبق من الفكر .ان الذي يناقش لايتصارع من اجل الحقيقة وانما لاجل دعواه ،ولذلك يشير شوبنهاور الى كتاب التبكيتات السفسطائية حيث يمكن ان نميز الجدل (الديالكتيك) عن السفسطة وعن المراء ( المشاغبة )في ما يتعلق بالمراء الهدف هو ان نكون على صواب وفي مايتعلق بالسفسطة هو الاعتماد الذي يمكن استخلاصه والنقود التي يمكن ربحها.
أسباب الوقوع في المغالطات
في كتاب بعنوان “المغالطات المنطقية… فصول فى المنطق غير الصورى” للدكتور عادل مصطفى يتحدث عن أسباب الوقوع في فخ المغالطات ومنها:
- مركزية الذات وميل للإنسان لاعتبار نفسه مركز الكون والمرجع الرئيس للحقائق .
- 02- مركزية الدين او المعتقد حيث يميل الانسان الى تصديق وتبرير كل مايوافق اعتقاده .
- المركزية العرقية او الاثنية حيث يتم رؤية العالم من خلال العرق او الجماعة او الوطن.
عدد المغالطات المحددة في المنطق أكثر بكثير من 15 مغالطة ، ومن هنا كان من اهداف المنطق منع خطأ الفكر. ومن ثمة منع المغالطة ، والوقوع في المغالطات دلالة علىغياب القدرة على التحليل المنطقي ويعود ذلك الى إحدى عشر سببًا:
- الميل للتعميم من وقائع فردية وأحادية، والرغبة فى سنّ قوانين جامعة، تعفى من عناء تحليل الحالات الفردية والخاصة.
- 2) كائنات تحرّكها العاطفة، وتميل لتصديق ما تريد تصديقه، وانتقاد ما لا تريد تصديقه.
- 3) إطلاق الأحكام المسبقة ـ غالبًا- من خلال المظاهر، ثمّ البحث جاهدين فى تأكيدها.
- 4) العجز ـ غالبًا- عن التحليل الموضوعى وتحديد العلاقات بين الأشياء.
- 5) الميل عادة للتبسيط المبالغ فيه، والعجز عن دراسة كلّ تفاصيل الموضوع.
- 6) إسقاط الانحيازات الشخصية على الوقائع والتجارب الموضوعية.
- 7) الرغبة فى الدخول فى النقاشات وتقديم آرائهم وتوضيح مواقفهم من مختلف الحالات والوقائع.
- 8) كائنات أنانية مصلحية تميل لتصديق ما يحقّق لها الفائدة ويسهّل لها الحياة.
- 9) الذاتية لدرجة يسهل إلهاؤهم وصرف انتباههم عن الموضوع الأصلي.
- الاندفاع والتسرّع وعدم التفكير الجدّى قبل الكلام.
- 11) انتقائيون كثيرًا فيما يستقبلون من معلومات، وليسوا مستمعين جيّدين.
ومن اشهر المغالطات[7] :
المصادرة على المطلوب
المصادرة على المطلوب هي التسليمُ بالمسألة المطلوب البرهنةُ عليها من أجل البرهنة عليها! وذلك بأن تفترض صحة القضية التي تريد البرهنة عليها وتضعها بشكل صريح أوضمني في إحدى مقدمات الاستدلال، وأنت بذلك تجعل النتيجة مقدمةً وتجعل المشكلةَ حلٍّا وتجعل الدعوى دليلًا!
تجاهل المطلوب
في هذه المغالطة يتجاهل المرءُ الشيءَ الذي يتوجب أن يُبرهن عليه، ويبرهن على شيءآخر، وقد يبدو استدلاله معقولًا بحد ذاته، ولكن المغالطة هنا في أنه يبرهن على نتيجة أخرى غير النتيجة المطلوبة التي يتعين عليه أن ينصرف إليها دون غيرها، بذلك تتسم الحُجة بسمَتَين: أنها قد خرجت عن الهدف المُحدد لها،وأنها قد اتجهت مباشرة إلى نتيجة أخرى.وتلقى هذه المغالطة رواجًا خاصٍّا في مجال التشريع الاجتماعي.
مناشدة الشفقة واستدرار العطف
في الثمانينيات من القرن التاسع عشر أثبتَ الادعاء، في محكمة فرجينيا بالدليل الدامغ ضلوعَ صبي بقتل والديه بفأس، فما كان من الدفاع سوى أن دَفَعَ ببراءة الصبي قائلًا» :أليس يكفي أنه أصبح يتيمًا لا أحد يتولَّى امره«!؟
الاحتكام إلى عامة الناس
تتضمن هذه المغالطة الاحتكامَ إلى الناس بدلًا من الاحتكام إلى العقل أو على حساب العقل، ومحاولة انتزاع التصديق على فكرة معينة بإثارة مشاعر الحشود وعواطفهم بدلًا من تقديم حجة منطقية صائبة، تكاد هذه الطريقة أن تكون أداةً من أدوات عمل رجال الدعاية والإعلان.
إثبات التالي
العبارة الشَّرْطيَّة هي العبارة التي تضع شرطًا يُسمى المقدَّم لتتحدث عما يلزم عن هذا الشرط » ثم تمضي في التالي لتتحدث عما يكون عليه الحال إذا ما تحقق هذا الشرط، وفي مغالطة إثبات التالي يتم الانتقال في الاتجاه العكسي، من إثبات التالي إلى إثبات المقدَّم.يقول د. عبد الرحمن بدوي في كتابه ( المنطق الصوري والرياضي ) » :يقع المرء في هذه الأغلوطة حينما يعتقد أن الشرط ولازمَهُ أي المقدَّم والتالي في القضية الشرطية منعكسان؛ أي أن بوسعه أن يعكس القضية فيمضي من التالي إلى المقدَّم، مثلما هو يمضي من المقدم إلى التالي، كأن يقول:إذا كان التعليم الثانوي في الجزائر يتميز بالجودة لَأرتفعت نتائج البكالوريا،
وما دامت نتائج البكالوريا مرتفعة ؛إذن التعليم الثانوي في الجزائر يتميز بالجودة .
سرير بروكرست(البروكرستية)
كان بروكروست، في الميثولوجيا اليونانية، قاطع طريقٍ يعيش في أتيكا، وكانت له طريقةٌ خاصةٌ جدٍّا في التعامل مع ضحاياه، فقد كان يَستدْرِج ضَحِيَّته ويُضيِّفه ويكرم وفادته،وبعد العشاء يدعوه إلى قضاء الليل على سريره الحديدي الشخصي، إنه سريرٌ لا مثيل له بين الأسِرة إذ كان يتميز بميزةٍ عجيبة: هي أن طوله يلائم دائمًا مقاس النائم عليه أيٍّا كان، غير أن بروكرست لم يكن يتطوع بتفسير كيف يتأتَّى لسريره أن يكون على مقاس الجميع على اختلاف أطوالهم، حتى إذا ما اضطجع الضحية على السرير بدأ بروكرست عمله، فجعل يربطه بإحكامٍ ويشدُّ رجليه إن كان قصيرًا ليمطهما إلى الحافة، أو يبترهما بترًا إن كان طويلًا ليفصل منها ما تجاوز المضجع؛ حتى ينطبق تمامًا مع طول السرير! وظل هذا دأبه إلى أن لقِيَ جزاءه العَدلَ على يد البطل الإغريقي ثيسيوس الذي أخضعه لنفس المَثُلة، فأضجعه على السرير ذاته وقطع رقبتَه لينسجم مع طول سريره.
هجوم شخصي كاذب
مغالطة الهجوم الشخصي تحدث عندما يهاجم شخص ما الشخص الآخر بدلاً من رفض حججه ، بحيث لا علاقة للهجوم بحجة الشخص الآخر. عندما يهاجمك الآخرون بدلاً من حجتك ، فهذا يشير إلى جودة حجتك. هذا يدل على أن خصمك يشعر بالعجز.
مناشدة المعتقد العام
تحدث مغالطة مناشدة اعتقاد شائع عندما يجادل المتحدث بأن عددًا كبيرًا من الناس ، أو شريحة معينة من السكان ، يؤمنون بمعتقد ، لذا فإن هذا الاعتقاد صحيح. إن قبول معتقدات شخص أو أشخاص آخرين دون طلب إثبات على صحة هذا الاعتقاد يشير إلى كسل عقلي وطريقة غير صحية لقبول المعلومات الجديدة. حتى أواخر القرن السادس عشر ، اعتقد معظم الناس أن الأرض هي مركز الكون. هذا الاعتقاد غير صحيح.
فمثلا : تم الترويج لنظرية نموذج مركزية الأرض من حيث الملاحظات السطحية والدينية ، لكن معظم الناس في تلك الفترة قبلوها لأنها كانت شائعة وواسعة الانتشار ، وليس ملاحظاتهم وحساباتهم وتفكيرهم العقلاني. نبذ أشخاص مثل كوبرنيكوس وجاليليو وكبلر المعتقدات الشعبية واكتشفوا حقيقة كانت مخفية عن غيرهم من البشر.
اللجوء إلى سلطة مجهولة
تحدث مغالطة اللجوء إلى مصدر مجهول عندما يتم استخدام مصدر مجهول كدليل على صحة الادعاء. تتضمن أمثلة هذه المغالطة استخدام مصطلحات مثل “يقولون …” ، “سمعت أن …” ، “يظهر البحث …” وتلخيص الخبراء مثل “يقول العلماء …”. عندما لا يتم تحديد المصدر بدقة ، لا يمكننا التحقق من صحة أو عدم دقة هذا المصدر ، وبالتالي الادعاء المبني عليه. غالبًا ما يكون اللجوء إلى مصادر مجهولة حيلة لتزوير الحقائق أو المبالغة فيها أو تحريف الحقائق وخداع الآخرين لقبول الادعاء. في بعض الأحيان ، تتم هذه الحيلة دون وعي وليست دائمًا مقصودة. مثال: مناخ الأرض يتغير ودائمًا ما يتغير. يتفق جميع العلماء تقريبًا على أن ارتفاع درجة حرارة الأرض ، ولكن هناك جدلًا حول الأسباب الدقيقة للاحتباس الحراري ، بالإضافة إلى القرارات السياسية التي يجب اتخاذها. نصيحة: احذر من عبارة “يقولون …”.
من المنطق الصوري الى المنطق الرمزي
المنطق الحديث الرمزي هو تطوير وتصويب للمنطق التقليدي، يقوم على استنباط القوانين المنطقية من أقل عدد من المبادئ (بديهيات وقوانين) بطريقة دقيقة كاملة، أي إنه نسق استنباطي، يبدأ من مقدمات معينة لينتهي إلى النظريات اللازمة عنها، معتمداً قواعد خاصة، مستخدماً اللغة المنطقية الرمزية فقط. ويرجع ظهوره إلى لايبنتيز أولاً ثم جورج بول وطوره فريجة وكارناپ وغيرهم، ويسمى أحياناً بالمنطق الرمزي أو الرياضي أو الاستدلالي أو النظري أو جبر المنطق، أو المنطق اللوغارتيمي، أو اللوغسيقا، ويتوقف الاسم على الهدف من التسمية. وقد اكتمل على يد رسل ووايتهد .ويمكن العودة الى كتاب (برينكيبيا ماتيماتيكا)، الذي عرض فيه راسل الأفكار الأساسية لفلسفة الرياضيات، وقد كتبه في السجن،حيث سُجن في بداية عام 1918 لمناهضته الحرب العالمية الأولى، واستمر في سجنه حتى سبتمبر من نفس العام؛ أي ستة أشهر خلالها كتب هذا الكتاب وبداية كتابه (تحليل العقل). يقول راسل في هذا الكتاب: ” المنطق هو شباب الرياضيات والرياضيات هي مبلغ رجولة المنطق.”
للمنطق الرمزي خاصيتان استخدام الرموز وانه نسق استنباطي وهو يستخدم نوعين من الرموز، هي الثوابت والمتغيرات، ، ويتألف من أربعة مباحث أساسية هي منطق القضايا، منطق المحمولات، منطق الفئات، منطق العلاقات.ألهم المنطق العلماء في الرّياضيات والحاسوب لتطوير جودة وصحّة المخرجات الحاسوبية. ففي مجال هندسة البرمجيات مثلاً وعند الاستدلال على صحّة المخطّط الرّسومي التّوضيحي لبرنامج حاسوبي ما، يتم تحويل هذا المخطّط إلى معادلات رياضية بحتة يصبح فيها المربع المرسوم الموجود في المخطّط، والذي يمثل أحد مدخلات أو مخرجات البرنامج، مجرد رمز رياضي، وتتحول العلاقة بين المربعات المختلفة إلى دوال رياضية بحتة. وحينها فقط يتم الانتقال من عالم الحاسب إلى عالم الرّياضيات حيث يتم تحليل هذه الدّوال والاستدلال على صحتها من خلال استحداث النّظريات حول خصائصها المختلفة وإثبات صحّة هذه النّظريات. عند إثبات صحّة هذه النّظريات نكون بذلك قد أثبتنا صحّة المخطّط الرّسومي للبرنامج الحاسوبي وأنتجنا ما يسمّى مخطّطاً موثق الصّحة.
علاقة علم المنطق بالحاسوب
يعتبر عالم الرياضيات الإنجليزي جورج بول (1815-1864) مؤسس المنطق الرقمي الحديث. قام جورج بول بتوصيف فرع جديد من الرياضيات، والذي يعتمد على نمطٍ خاص من المتحولات، وبدلاً من أن استخدامه للأرقام العشرية التي نألفها بالحياة اليومية، قام باعتماد أسس رقمي يقوم على عددين فقط: الصفر “0” والواحد “1”، حيث تم اعتبار الصفر يشير إلى الحالة الخاطئة “False” والواحد يشير إلى الحالة الصحيحة “True”. حتى بالنسبة للعمليات الرياضية، فإن جورج بول قام بتوصيف عملياتٍ رياضية جديدة تطبق على هذه المتحولات، وبدلاً من عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، قام بتوصيف عمليات الضرب المنطقي AND، والجمع المنطقي OR، وعملية النفي NOT، والتكافؤ Equivalence والتضمين Implication.
اكتسب الجبر الرياضي الذي استحدثه جورج بول أهميته مع بداية الثورة التقنية الحديثة، والتي كان أبرز محطاتها اختراع أول حاسوب رقمي حديث، وهو الحاسوب “إينياك ENIAC” في عام 1946 كانت هذه المحطة علامة فارقة في مسير التطور التقني، حيث كانت الخطوة الأولى لتصنيع الأنظمة الحاسوبية الحديثة. الفكرة هنا، أن توصيف عمل المكونات الفيزيائية (أو الهاردوير Hardware) المشكلة لبنية الحواسيب الأولى كانت بحاجة لعلاقاتٍ تمثلها بشكلٍ فعال، وهنا برزت أهمية الجبر البولياني، من حيث كونها أكفأ نموذج رياضي يمكن عبره توصيف عمل المكونات المختلفة للأنظمة الحاسوبية.
يقول المنطقي البولندي بوشنسكي Bochenski في كتابه ” موجز المنطق الرياضي “:” أن المنطق الرياضي لم يطبق بنجاح فقط في الرياضيات وأسسها عند فريجه وراسل وهلبرت وبرنيس وشولز وكارناب ولزنيفسكي وسكولم ، ولكنه طبق أيضاً في الطبيعيات كارناب وديتريش وراسل وشانون وهويتهد وريشنباج وففرييه ، وفي البيولوجيا وودجر وتارسكي ، وفي علم النفس فيتش وهمبل ، وفي القانون والأخلاق منجر وكلوج وأوبنهيم ، وفي علم الأقتصاد نيومان ومورجنسترن ، وفي مسائل ذات طابع عملي باركلي وستام ، وحتي في الميتافيزيقا سالاموشا وستولز وبوشنسكي “.
كذلك من المعروف أن العقول الالكترونية التي من وظائفها الترجمة من لغة الي أخري تستعمل ثوابت المنطق Logical Constants لأداء ترجمة الروابط المنطقية الثابتة بين الكلمات والعبارات التي تختلف بأختلاف اللغات . [8]
كذلك من المعروف أن العقول الالكترونية التي من وظائفها الترجمة من لغة الي أخري تستعمل ثوابت المنطق Logical Constants لأداء ترجمة الروابط المنطقية الثابتة بين الكلمات والعبارات التي تختلف بأختلاف اللغات . *
المراجع المعتمدة
[1]- المنطق او فن توجيه الفكر، أنطوان ارنولد . بيير نيكول، ترجمة عبد القادر قنيني، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب ، ص:10.
*يمكن العودة الى مقال فلسفة المغالطات بقلم الأستاذ: محمد كريم النيفر معهد 18 جانفي 1952 بـجبنيانة السنة الدراسية 2013 ـ 2014 السنــــوات الثالثــــة ،المنشور بموقع طريق النجاح.
[2]- رسالة المديرة العامة لليونسكو،السيدة أودري أزولاي،بمناسبة اليوم العالمي للمنطق14كانون الثاني/يناير 2020تم إنشاء اليوم العالمي للمنطق في نوفمبر 2019 من قبل اليونسكو ، وسيتم الاحتفال باليوم العالمي للمنطق في 14 يناير ، وهو يوم ولادة ألفريد تارسكي ووفاة كورت جودل.
* ولد فرفوريوس والمعروف ببورفير في صور سنة 233 ب . م، ويعني إسمه المتجلبب بالأرجوان . ويقال أن إسم فرفوريوس أطلق عليه في الاسكندرية عندما كان يتتلمذ على أمونيوس الذي رغب في أن يعطيه إسماً إغريقياً بدلاً من إسمه الصوري ملكوس ويعني الملكي.
[3]- مبادئ المنطق ،جوازيا رويس ، ترجمة احمد الانصاري ،مراجعة حسن حنفي ،المجلس الأعلى للثقافة ،الطبعة الأولى 2002، ص:29.
*القصة أوردها علي الوردي في كتابه اسطورة الادب الرفيع نقلا كتاب تاريخ المنطق عند لعرب الدكتور محمد عزيز نظمي سالم.
[4]- يمكن العودة الى دراسة خالد الروَّيهب، وهو أستاذ بجامعة هارفارد في ولاية ماساشوسيتس الأمريكيَّة. وقد نشر البحث، في نسخته الإنجليزيَّة الأصليَّة بمجلّة: Islamic Law and Society 11, 2. Koninklijke Brill NV, Leiden, 2004 (pp.213- 232 .والمقال منشور بموقع مؤمنون بلاحدود ،للدراسات والأبحاث .
[5]المنطق غير الصوري ،عبير عبد الغفار حامد ،مجلة كلية الاداب ،جامعة بني سويف ،العدد37، ص: 17-20.
[6]-فن ان تكون دائما على صواب،ارثور شوبنهاور ،ترجمة رضوان العصبة ،مراجعة حسن الباهي ،منشورات الاختلاف، ص: 32
* أهمية علم المنطق والرياضيات المتقطعة مدونة http://it1amblog.blogspot.com/2016/07/blog-post.html
* يمكن العودة لكتاب معالم المنطق للدكتور صالح الوائلي .
[7]- فصول في المنطق غير الصوري ، عادل مصطفى،مؤسسة هنداوي ،سنة 2017 ، ص: 25.
[8]- أصول المنطق الرياضي ، الدكتور محمد ثابت الفندي ، دار المعرفة الجامعية ، سنة 1987،
ص: 17
الأنشطة اللاصفية في مادة الفلسفة بالتعليم الثانوي
3 أسابيع مضت دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة, مجلات 0

ميلان محمد بقلم الدكتور/ ميلان محمد مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة / مليانة -الجزائر -مفهوم النشاط اللاصفي : هو الامتداد الطبيعي لعملية التعلم داخل المحيط المدرسي أي الانشطة الصفية تحت إشراف وتوجيه الأساتذة ، وينبغي إتاحة الفرص لجميع المتمدرسين لممارسة أنشطة لاصفية ، بحث تستجيب لحاجاتهم ورغباتهم مما يتيح لهم …
الحجاج في درس الفلسفة
3 أيام مضت دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة, مجلات 0

ميلان محمد بقلم الدكتور/ ميلان محمد مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة ، مليانة ، الجزائر مقدمه: يلعب الحجاج دورا مركزيا في تعليم الفلسفة ، على أساس أن الخطاب الفلسفي خطاب تواصلي يسعى إلى الإقناع ، وعليه لن تكتمل بنية الدرس الفلسفي دون التحكم في آليات الحجاج ، والمقاربة النصية …
حوار الفلسفة والبيداغوجيا
أسبوعين مضت دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة, مجلات 0

ميلان محمد ميلان محمد مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة / الجزائر / 2020 « الفلسفة ليست معطى سهل المأخذ، بل هي كسائر الحقول المعرفية، تحتاج إلى تطوير مستمر في محتواها وفي أدوات تدريسها ، ومن هنا ، فإن التفكير في مستجدات حقل التربية والبيداغوجيا ضروري لتطوير ديداكتيك الفلسفة من
لماذا المقاربة النصية في تدريس الفلسفة؟
22 ديسمبر 2019 دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة 0

محمد ميلان « إن العمل الفلسفي الحقيقي هو الذي نتجه من خلاله إلى معايشة النصوص الفلسفية ، إن هذا الإجراء وحده الذي تكون لنا الكتابة به ممكنه» محي الدين الكلاعي –طريقة المقال. بقلم / الدكتور ميلان محمد/ مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة – الجزائر المقدمة: يعتبر النص الفلسفي تمرينا …أكمل القراءة »
أي كفاءات للدرس الفلسفي في ظل التحولات المعاصرة؟
16 ديسمبر 2019 دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة 0

محمد ميلان بقلم الدكتور/ ميلان محمد/ مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة / مليانه / الجزائر مقدمة في إطار إصلاح المناهج التعليمية في الجزائر، حظيت مادة الفلسفة بالتعليم الثانوي بمكانة خاصة نظرا للقدرة الوظيفية التي تملكها في مخاطبة العقل وتكوينه والمساهمة في بناء إنسان الغد، انطلاقا من كون التفلسف مطلبا …أكمل القراءة »
أي براديغم للدرس الفلسفي بالتعليم الثانوي؟
28 نوفمبر 2019 دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة, عامة 0

محمد ميلان بقلم الدكتور/ ميلان محمد مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة – مليانة / الجزائر. إن الفلسفة كمادة تعليمية داخل المؤسسات التربوية بالتعليم الثانوي تواجه بلا شك صعوبات على مستوى تبليغها وتدريسها وتقبلها في عصر الرقمنة وهيمنة الصورة وزحف التكنولوجيا، من هنا تقوم بالنسبة إلينا مشروعية الحديث عن التجديد …أكمل القراءة »
رهانات الدرس الفلسفي
17 نوفمبر 2019 Non classé, ديداكتيك الفلسفة, عامة, مقالات 0

بقلم الأستاذ/ ميلان محمد مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة. الجزائر يخيل إلي أنه ليس أروع في الحياة من أن تكون هوايتك هي حرفتك ، وأنا رجل قد إحترفت الفلسفة ولكنني أستطيع مع ذلك أن أقول مع( شوبنهاور) أنه « إذا كان ثمة أناس يعيشون من الفلسفة ، فإنني قد اخترت …أكمل القراءة »
واقع الشعر في العالم اليوم
أسبوعين مضت أخرى, عامة, متابعات, مقالات 0

كه يلان محمد كه يلان محمد رأي كثيرُ من المتابعين في منح جائزة نوبل للآداب للشاعرة الأمريكية لويز غلوك في هذه السنة محاولةً لصرف الإنتباه من جديد نحو مدار الشعر بعدما تصدَّر أسماء الروائيين قائمة أشهر جائزةٍ أدبية في العالم،لكن هل تتطلبُ العودة إلى فن الشعر وإدراك قيمته الجمالية الترويج …أكمل القراءة »
الحب في أروقة الفلاسفة
أسبوعين مضت بصغة المؤنث, مفاهيم, مقالات 0

كه يلان محمد كه يلان محمد لاتقتنع الفلسفة بالوقوف عند الجزئيات، بل هي نشاط عقلي يريدُ ربط الظواهر المتفرقة لتقديم رؤية كليّة حول الحياة واستخلاص أفكار وتصورات من التجارب التي يمرُ بها الإنسانُ، لذلك فإن مقاربة الفلاسفة للمعطيات الوجودية تتميز بالعمق والابتعاد عن التبسيط والآنية بل يؤثرون مناقشة القضايا المختلفة …أكمل القراءة »
حوار مع ميادة كيالي: السرديّة الذكوريّة جعلت من الرّجل مركز الكون وباني الحضارة
3 أسابيع مضت بصغة المؤنث, حوارات, كتب 0

كه يلان محمد أجرى الحوار : كه يلان محمد قراءة التاريخ هي عملية مستمرة ويتطلبُ البحثُ في مجال تاريخ الحضارات ونشوء المعتقدات الأسطورية التدجج بمفاهيم علمية حديثة ومواكبة الفتوحات العلمية والحفريات في الطبقات التاريخية السحيقة ومايعطي مزيداً من الأهمية لهذه الإشتغالات المعرفية في الحقل التاريخي والحضاري هو إكتشاف المناخ الذي …أكمل القراءة »
السعادة والوعي الفلسفي
3 أسابيع مضت متابعات, مفاهيم, مقالات 0

كه يلان محمد كه يلان محمد تزايد الشعورُ بضرورة الهدوء النفسي وتنظيم الإنفعالات مع الإنفجار الذي يشهده العالم اليوم في عملية الإنتاج والإستهلاك وتأجيج القنوات الإعلامية للرغبة الشرائية التي توهم بتوفير السعادة ،وفي الواقع لاتحققُ شيئاً سوى دعم ماكينة السوق وتضخم السلع كما أنَّ التسابق لتقديم وصفات السعادة على غرار برنامج …أكمل القراءة »
فيليب ميريو: العلوم التربوية والبيداغوجيا*
4 أسابيع مضت أخرى, ترجمة, عامة, متابعات 0

ترجمة: نور الدين البودلالي نور الدين البودلالي المترجم: هذه الترجمة إلى روح أبي الذي وافته المنية وأنا أعدها للنشر «صحيح أن علوم التربية تزخر، كل واحدة في مجالها، بالكثير من الحقائق التي يمكن التحقق منها. إلا أن البيداغوجيا ليست، بالقدر المطلوب، هي علم التربية. إنها ممارسة لقرار متعلق بهذه الأخيرة. …
دليل تربوي لتدريس مادة الفلسفة
أسبوعين مضت أخرى, أنشطة, ديداكتيك الفلسفة 0

المنسقية الجهوية لمادة الفلسفة بأكاديمية مراكش آسفي دليل تربوي لتدريس مادة الفلسفة موجهات تكييف درس الفلسفة وصيغ تفعيله رابط التحميل رابط بديل https://drive.google.com/drive/u/0/folders/1ubpdjI-dL0zmr-fPT6puOD6CUIcLEKK9 المقالة الفلسفة من التصميم الى التحرير (البكالوريا التونسية نموذجا) 22 ساعة مضت ديداكتيك الفلسفة, متابعات, مقالات 0 عمرون علي عمرون علي مدخل عام تتصف التجربة التونسية في تدريس الفلسفة لطلاب المرحلة …أكمل القراءة »
النظر الداخلي إلى الذات بين جون لوك وبول ريكور
21 أكتوبر 2020 فلاسفة, مجلات, مقالات 0

زهير الخويلدي د. زهير الخويلدي “إن الوعي المصاحب لجميع الحالات الشعورية هو أساس الهوية الشخصية”1 إذا كانت مسألة الهوية هي ما يسمح بالقول عن شيء معين أنه يظل نفسه فإن هذا المعطى يُقال ويُدرَك ويُتَصور على أنحاء عدة ويتحدد من جملة من الشروط والعوامل والوضعيات. على هذا النحو توجد هوية …أكمل القراءة »
جدلية السيف والقلم: سلطة المثقف في مواجهة مثقف السلطة
15 أكتوبر 2020 دراسات وأبحاث, مفاهيم, مقالات 0

عمرون علي ” إذا أراد الله بقوم سوءًا، جعل عشقهم الأول للسلطة السياسية” حكمة يونانية عمرون علي مدخل عام فِى الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ……. هكذا جاء في مقدمة انجيل يوحنا. الكلمة التي تحتمل من جهة التفسير والتأويل العديد من المفاهيم والتي يحيلنا حقلها الدلالي الى ( اللوغوس المتحكم في الكون …أكمل القراءة »
بناء مقالة فلسفية: البكالوريا الفرنسية نموذجا
9 أكتوبر 2020 ترجمة, دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة 0

عمرون علي عمرون علي استاذ الفلسفة ثانوية التميمي مع اقتراب نهاية تصحيح أوراق الفلسفة بكالوريا 2020 لاحظت وبألم كيف ان المقال الفلسفي اصبح يطرح إشكالية كبيرة ليس فقط على مستوى المنهجية بل ومن حيث الممارسة ،واذا كانت المواضيع التي تم اعداداها استهدفت في بعدها البيداغوجي الكشف عن كفاءات محددة ( مثل …أكمل القراءة »
إغتيال الفلسفة والتأسيس لنظام التفاهة
4 أكتوبر 2020 ديداكتيك الفلسفة, مجلات, مقالات 0

عمرون علي عمرون علي مدخل عام يمكن ان نقول وفق استقراء تاريخي انه كلما ضاقت دائرة الفلسفة والتفلسف ارتقت التفاهة واتسعت بالضرورة دائرة التافهين سواء تعلق الأمر بمصادرة الحق في التفلسف ومحاربة كل اشكال التفكير العقلاني الحر من طرف انظمة سياسية تؤسس للجهل وثقافة التلقين والاجترار او بمحاولة لاغتيال الفلسفة ومحاصرة الفيلسوف …أكمل القراءة »
قريبا كتاب: كورونا… أي فهم لأي تحوّل؟
29 سبتمبر 2020 صدر حديثا, كتب, متابعات 0

سيصدر قريبا، عن دار بصمة لصناعة الكتاب، كتاب جماعي تحت عنوان: ” ” بمشاركة العديد من المفكرين، والأساتذة والأستاذات الباحثين، ومن تنسيق منير الحجوجي صاحب كتاب ” القوات المُسلّحة الأيديولوجية”. يأتي الكتاب في سياق يتسم بالضبابية والفزع والترقّب الناجمين عن تفشي فيروس سارس 2 كوفيد 19، الذي جعل العالم …أكمل القراءة »
فيليب ميريو: من تحليل السمات الشخصية إلى دراسة التعلّمات
25 سبتمبر 2020 أخرى, ترجمة, مفاهيم, مقالات 0

خالد جبور ترجمة وتقديم: خالد جبور تتعالى أصوات العديد من الذوات الراغبة، فكرا وعملا، في بناء مجتمع إنساني، يستطيع الفرد فيه تحقيق ذاته، وتطويرها؛ فرد يعي جيدا أنه يعيش، مع ملايير البشر الآخرين، على نفس الكوكب، يتشاركون نفس الحب تجاه الحياة، ونفس الهبة تجاه الموت، يتنفسون نفس الأكسجين، ونفس …أكمل القراءة »
مأساة الدرس الفلسفي بين هشاشة مقاربة الكفاءات ونسبية الخطاب التربوي الايديولوجي
14 سبتمبر 2020 أنشطة, دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة 0

نحو تأسيس جديد لديداكتيك نقدي. بقلم بصري محمد باحث تربوي القنادسة بشار الجزائر نحن ضالعون في ما يُعتبر مشروعا لتفسخ الفلسفة كمادة مدرسية والتنكيل بها بإحالتها إلى مهمات يسوعية روحية وأناشيد لاهوتية، لطالما رددتها الكنائس الارثودوكسية في القرون الوسطى وهي تفرض جبريا نمط الايقاع والكلام الديني على مريديها ومعتنقيها المتشددين. …أكمل القراءة »
جاكلين روس: الأسس الفلسفية للمنهج [1]
27 أغسطس 2020 أنشطة ومواعيد, بصغة المؤنث, ترجمة, ديداكتيك الفلسفة 0

نقله إلى اللغة العربية: ذ. عامر السدراتي عامر السدراتي إن التفلسف هو بحثٌ عقلانيٌ، وإنتاجٌ دقيق للحُجج. لكن كيف نُمارسه بشكل سليم؟ للقيام بذلك يَتعينُ علينا أن نكشف عن مبادىء البحث التي عرضناها في الفصول السابقة، وهي النظام والبداهة ومبادىء الديالكتيك وغيرها. وهي تعتبر أيضًا أدوات تُساعد من يعود …أكمل القراءة »
قضايا التدريس والكتابة الفلسفية في الجامعة الجزائرية
15 أغسطس 2020 دراسات وأبحاث, ديداكتيك الفلسفة, مجلات 0

الأستاذ موسى عبد الله، جامعة سعيدة موسى عبد الله مخبر تطوي للبحث في العلوم الاجتماعية والانسانية إذا تأملنا الآن في تاريخ تدريس الفلسفة بالجامعة الجزائرية، وأردنا التساؤل عن حصيلة ومكتسباته، فما الذي يمكن استخلاصه؟ هل أفرز تاريخ تدريس الفلسفة جملة من الباحثين؟ أم تكوين مدرسين للفلسفة؟ هل ساهم في بلورة