محمد ازويتة

الدروس التي قدمها الجابري عديدة . للأسف ، لم ينتبه إليها الكثير ممن” ناقشوا ” مشروعه النقدي ، دعنا نقول بأنه لأول مرة مع الجابري ، صار تاريخ الفكر العربي المعرفي ، السياسي والأخلاقي واضحا منظما على صعيد الفهم و المعقولية ، بعد أن كان مشتتا مفرقا في وعينا و فكرنا .
مدخل
يمكن القول بأن إعادة كتابة تاريخ الفكر العربي مع الجابري قد فرضتها مقاصد و رهانات مرتبطة بالحاضر العربي و مستقبله . فبدلا من الوعي التفخيمي للماضي و البحث عن حلول في حاضر الغرب ، فإن المطلوب هو إعادة كتابة تاريخ الفكر العربي . و هكذا ، و سواء أكانت هذه الإعادة حقيقية أو موهمة ، و سواء نظر إليها على أنها تمتد بحركة متصلة أو عبر ” قطائع ” فإن المهم هو وظيفتها على صعيد الوعي . إن الوعي بذلك التاريخ هو إحدى السبل المهمة لرصد حدود و عوائق العقل العربي من أجل تجاوزها .
و بعبارة أخرى ، ما لم نصف علاقتنا بالماضي ، الذي يفرض نفسه و بقوة في الحاضر ، بقراءته ، ترتيبه في موضعه معرفيا و إشكاليا ، فإن النتيجة هي تكرار نفس الأخطاء في الحاضر و المستقبل : استمرار نفس المعيقات التي كبلت الفكر العربي و الذات العربية ، تكرار الحلول الجاهزة ، هيمنة النماذج التراثية القديمة ، تقييد الفكر و سجنه داخل قوالب جامدة … .
لا يمثل الاهتمام بإعادة كتابة تاريخ الثقافة العربية مع الجابري ، مسألة معرفية صرفة تهم البحث ، التنقيب ، الوصف والتصنيف ، كما لا تهم البحث عن حقائق ضائعة في ذلك التاريخ … ليس الهدف هو إعادة توثيق أو إعادة بناء أرشيف ، بالعكس ، إن كتابة تاريخ الثقافة العربية ، من منظور فلسفي تاريخي ، معناه كتابة تاريخ الفكر العربي و الذات العربية التي تشكلت من خلال ذلك التاريخ ، تاريخ العقل العربي كما تبلور من خلال تلك الثقافة ( إذ ليس العقل سوى الفكر نفسه . الفكر الذي تحدده ثقافة ما ، و المقصود بهذه الأخيرة الموروث الثقافي و المحيط الاجتماعي و النظرة إلى المستقبل ، بل و النظرة إلى العالم ، و إلى الكون و الإنسان كما تحددها مكونات تلك الثقافة ) .
لكي يضعنا الجابري في عمق تلك الضرورة الملحة ، سيدفع بدعوى غير مسبوقة تهم الزمن الثقافي العربي ، حيث يقول : ” و أكاد أقرر أن الحركة في الثقافة العربية كانت و ما تزال حركة اعتماد لا حركة نقلة ، و بالتالي فزمنها مدة يعدها ” السكون ” لا الحركة ، و هذا على الرغم من جميع التحركات و الاهتزازات و الهزات التي عرفتها ” .
لتبرير تلك الدعوى تبريرا كافيا ، لجأ الجابري في ” تكوين العقل العربي ” إلى مقارنة التأريخ للثقافة العربية بالتأريخ للثقافة الغربية ، فيقول : ” في أوروبا يؤرخون للثقافة بالقرون انطلاقا من ميلاد المسيح فيقولون : الفكر اليوناني في القرن الرابع قبل الميلاد ، و الفكر الفرنسي أو الألماني أو الأوروبي بكيفية عامة في القرن الثامن عشر الميلادي مثلا . إنهم بذلك يقيمون ــ سواء كان هذا مطابقا للواقع التاريخي أو غير مطابق ــ اتصالا بين مراحل تطور الفكر الأوروبي فيجعلونه يمتد في و عيهم من القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد إلى عصرنا الراهن : القرن العشرين . و إذا أرادوا النظر إلى هذا ” الفكر الأوروبي ” ( الذي يمتد في وعيهم على مدى ثمانية و عشرين قرنا أو أكثر ) من زاوية ما اصطلحنا نحن هنا على تسميته بالزمن الثقافي صنفوه إلى ثلاثة عصور ثقافية : العصر القديم ( الإغريقي ـ اللاتيني ) و العصر الوسيط ( المسيحي ) و العصر الحديث . إننا هنا أمام استمرارية تاريخية تشكل إطارا مرجعيا ثابتا وواضحا . و سواء كانت هذه الاستمرارية حقيقية أو موهمة ، و سواء نظر إليها على أنها تمتد بحركة متصلة أو عبر ” قطائع ” فإن المهم هو وظيفتها على صعيد الوعي . إنها ” تنظم ” التاريخ ، و تفصل فيه بين ما قبل و ما بعد بصورة تجعل من المستحيل التطلع ، حتى على صعيد الوعي الحالم ، إلى عودة ما قبل ليحل محل ما بعد . و بعبارة أخرى فإن هذه الاستمرارية ــ الحقيقية أو الموهومة ، لا فرق ـ تمد أصحابها بوعي تاريخي يجعلهم يتجهون نحو المستقبل دون أن يتنكروا للماضي ، و أيضا دون أن يجعلوا هذا الماضي أمامهم فيقرؤون فيه مستقبلهم . إن الماضي هنا يحتل مكانه ” الطبيعي” من التاريخ ، و أيضا ـ و هذا هو المهم ـ من الوعي بهذا التاريخ .
أما نحن في العالم العربي فلا نؤرخ لثقافتنا بالقرون إلا تكلفا . فنحن مازلنا نؤرخ لها بزمن الأسر الحاكمة ( …. ) و إذا تبنى بعضنا التصنيف الأوروبي كإطار مرجعي صنف الثقافة العربية إلى زمنين : الثقافة العربية في ” القرون الوسطى” ، و الثقافة العربية في ” العصر الحديث ” ، أما ” العصر القديم ” فلا مكان له في ” التاريخ ” العربي ، الشيء الذي يجعل ” القرون الوسطى ” العربية هذه تفتقد الطرف الآخر الذي يبرر ” وسطويتها ” . ليس هذا وحسب ، بل إننا عندما نسير مع ” التقليد ” الأوروبي فنؤرخ لثقافتنا ب ” القرون ” تجدنا نستعمل التاريخ الهجري بالنسبة للزمن الأول ، زمن الثقافة العربية في ” القرون الوسطى ” الذي نمدده إلى القرن السابع أو القرن الثامن الهجري ، ثم ترانا نقفز إلى التاريخ الميلادي بالنسبة للزمن الثاني ، زمن الفكر العربي في ” عصر النهضة ” الذي نبدأه مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي … أما ما بين ” القرون الوسطى ” هذه و ” عصر النهضة ، أي ما بين القرن الثامن الهجري أو القرن الخامس عشر الميلادي و بين القرن الثالث عشر الهجري أو القرن التاسع عشر الميلادي ف ” حلقة مفقودة ” في التاريخ العربي … و أيضا ثغرة عميقة و مشوشة في الوعي العربي ” .
ما هي النتائج المترتبة عن ذلك ؟.
ــ أن الإنسان العربي يعيش ” تاريخا ممزقا ” على صعيد الوعي التاريخي . تظهر خطورة ذلك في كونه يتنقل ” بين منظومتين مرجعيتين مختلفتين تماما ، لكل منهما زمنها الخاص ، الشيء الذي يجعل وعينا بالزمن محكوم بوعينا بالمكان ، فنتعامل هكذا مع الزمن كما نتعامل مع المكان ” . أكثر من ذلك فإن الإنسان العربي يعيش في وعيه بين جزر ثقافية مختلفة ، و المقصود بذلك ، يقول الجابري ، ” أن الواحد منا عندما ينتقل بوعيه من ” العصر الجاهلي ” إلى ” العصر الإسلامي ” إلى ” عصر النهضة ” ، لا يشعر أنه ينتقل من زمن إلى زمن ، بل لربما يحس فقط أنه يقفز من مكان إلى آخر ” .
ــ أن الوعي العربي يحمل تداخلا في الأزمنة الثقافية ، و ذلك على الصعيدين المعرفي و الإيديولوجي . ” فعلى الصعيد المعرفي مازال المثقف العربي ، كما كان منذ ” العصر الأموي ” يستهلك معارف قديمة على أنها جديدة ، و أما على الصعيد الإيديولوجي فإن هذا المثقف ما زال إلى اليوم ، يعيش ، في وعيه ، صراع الماضي متداخلا مع أنواع الصراعات الأخرى التي يشهدها حاضره ( …) الأمر الذي يصعب معه فرض أي نوع من النظام داخل هذا الوعي ” .
ــ انتشار ظاهرة المثقفين الرحل بين الماضي و الحاضر ، بين التيارات و المذاهب و التوجهات . و هي لا ترجع إلى اختلاف في المواقف و الأفكار ، و إنما تتخذ مظهرا معرفيا ، ” مما يؤكد أن المشكلة في عمقها ليست مشكلة تقلب الاختيار على الصعيد الإيديولوجي و إنما هــــــــــــــي أساسا مشكلة انعدام الاستقرار الابيستيمولوجي ” .
ـ اجترار التاريخ الثقافي العربي كما انتهى إلينا من الماضي وهو تاريخ مجزأ ، تاريخ الاختلاف في الرأي و ليس تاريخ بناء الرأي ، إن ذلك الاجترار هو ” الذي يصرفنا عن اكتشاف الكل الذي يحمل فعلا الوحدة الثقافية العربية . ذلك أنه وراء ” تاريخ ” الاختلاف و التعدد و الصراع و الانفصال ، هناك تاريخ الوحدة و التكامل و الاتصال ، و إذن فعلى أنقاض تاريخ الأجزاء ، الممزق المبعثر ، يجب أن نبني تاريخ الكل .
ــ أن التاريخ الثقافي العربي الراهن لا يقدم لنا تطور الفكر العربي و انتقاله من حال إلى حال بل يقدم لنا ” معرضا ” أو ” سوقا ” للبضاعة الثقافية الماضية التي تحيا كلها زمنا واحدا ، يعاصر فيه القديم الجديد . و النتيجة هي تداخل الأزمنة الثقافية في وعينا بتاريخنا الثقافي ، مما يفقدنا الحس التاريخي ، و يجعل حلقات الماضي تجري أمامنا كمشاهد متزامنة و ليس كمراحل متعاقبة . و هكذا يتحول حاضرنا إلى ” معرض ” لمعطيات ماضينا ، فنعيش ماضينا في حاضرنا هكذا جملة واحدة ، بدون تغاير ، بدون تاريخ ” .
على أساس ذلك و في إطار المقارنة دائما ، يؤكد الجابري على أن الغرب قد استطاع بناء استمرارية تاريخية مثلت إطارا مرجعيا ثابتا وواضحا في فكره ووعيه . و هكذا ، و سواء كانت هذه الاستمرارية حقيقية أو موهمة ، و سواء نظر إليها على أنها تمتد بحركة متصلة أو عبر ” قطائع ” فإن المهم هو وظيفتها على صعيد الوعي . تظهر قيمة هذا الترتيب للتاريخ و الــــــــــــفصل فيه بين ما قبل و ما بعد ، في كونها تجعل من المستحيل التطلع ، حتى على صعيد الوعي الحالم ، إلى عودة ما قبل ليحل محل ما بعد . و بعبارة أخرى فإن هذه الاستمرارية ــ الحقيقية أو الموهومة ، لا فرق ـ تمد أصحابها بوعي تاريخي يجعلهم يتجهون إلى المستقبل دون أن يتنكروا للماضي ، و أيضا دون أن يجعلوا هذا الماضي أمامهم فيقرؤون فيه مستقبلهم . إن الماضي هنا يحتل مكانه ” الطبيعي” من التاريخ ، و أيضا ـ و هذا هو المهم ـ من الوعي بهذا التاريخ . أما بالنسبة لنا نحن ، فإن هذه الاستمرارية مفقودة في الوعي العربي الذي يعيش انفصالا حقيقيا ، بحكم أنه يعيش جزرا ثقافية مختلفة و متعارضة ، و هو ما نستشفه في تداخل الزمان مع المكان في وعيه ، و الأخطر من ذلك هو أن الفكر العربي لم يعد قادرا على بلورة رؤيا واضحة اتجاه مسألة التقدم ، ليس فقط لكونها تطرح ثلاثة بدايات مختلفة كل الاختلاف ( العصر الجاهلي ، العصر الإسلامي ، عصر النهضة ) ، و بالتالي ، فمشكلة ” التقدم ” في الفكر العربي لن يكون لها من معنى إلا داخل العصر الجاهلي بمفرده أو العصر الإسلامي بمفرده أو عصر النهضة بمفرده ، و لكن أيضا ، و هذه هي المفارقة ، هو ” أن مشروع النهضة قــــــام و مازال يقوم على ” بعث ما مضى ” ، لا على القطيعة معه .
على أساس هذه المعطيات ، يرى الجابري بأن ” إعادة كتابة التاريخ العربي بصورة تعيد إليه تاريخيته ، هي مهمة مستعجلة ، ستحررنا من الرؤى و المفاهيم و المناهج القديمة التي وجهت القدماء ، مما جعل الحاضر العربي منخرطا في صراعات الماضي و مشاكله … لتفعيل هذه الرؤيا النقدية المطلوبة عمل الجابري على واجهتين : ــ الأولى هي إعادة كتابة تاريخ الفلسفة الإسلامية من خلال كتابه ” نحن و التراث ” منتقدا التصور العربي و الإستشراقي على السواء ، و اللذان نظرا إلى علاقة الفلسفة العربية الإسلامية بالفلسفة اليونانية من خلال مضامينها و ليس وظائفها الإيديولوجية .
ـــ الثانية هي إعادة كتابة ” تاريخ ” العقل العربي كما تبلور تاريخيا ، مجيبا عن ثلاثة أسئلة ، هي :
كيف تشكل العقل المعرفي العربي ؟. و ما هـــــي أسسه و حدوده الابيستيمولوجية ؟.
كيف تشكل العقل السياسي العربي ؟. وما هي محدداته و تجلياته وحدوده بما هو ممارسة ؟.
كيف تشكل العقل الأخلاقي العربي ؟. و ما هي منظومة القيم التي شكلته ، وما هي حدوده الأخلاقية و الايتيكية ؟.
عز العرب لحكيم بناني: الجابري بعيون ألمانية
4 مايو 2020 فلاسفة, مقالات, مقالات 0

عز العرب لحكيم بناني بقلم: عز العرب لحكيم بناني مفهوم التراث بناء المستقبل وحفظ الذاكرة من خلال الترجمة الألمانية لبعض أعمال الجابري مقدمة: حضور الجابري بالغرب بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الفيلسوف والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، أنشر نص المداخلة التي قدمتها بمناسبة ذكرى وفاته في إحدى السنوات الماضية، وكنت قد …أكمل القراءة »
الجابري في عيون فتحي المسكيني
20 يونيو 2019 دراسات وأبحاث, عامة, فلاسفة 0

-سؤال الخصوصية والكونية بين المثقف والفيلسوف بقلم: ادريس شرود “هل كان الجابري فيلسوفا أم مجرد مثقف يعمل تحت لافتة العقل المستنير؟” فتحي المسكيني تقديم أثار المشروع النقدي للعقل العربي للفقيد محمد عابد الجابري نقاشات واسعة لقاراته البحثية التي همت التراث والهوية، النهضة والإصلاح، الأصالة والمعاصرة، التقليد والحداثة، العلمانية والديمقراطية، ومواضيع أخرى… …أكمل القراءة »
الهوية الثقافية عند الجابري
17 أبريل 2018 مساهمات, مفاهيم 0

حميد الكعال تقديم يعرف العالم اليوم سلسلة من التحولات الجذرية على مختلف الأصعدة:الاقتصادية،الاجتماعية،السياسية والثقافية.وهذه التحولات التي تجري داخل هذه الميادين يختزلها إلى حد بعيد مفهوم”العولمة”.نظرا للتأثير الذي مارسته هذه الظاهرة على أنماط الوجود والسلوك البشري.ومن هنا أصبح التفكير في الهوية الثقافية يدخل ضمن إشكالية العلاقة مع العولمة.فهل يمكن القول ان …أكمل القراءة »
الرشدية بين الجابري وطه عبد الرحمن:
18 أكتوبر 2017 بصغة المؤنث, فلاسفة 0

جيهان نجيب – المغرب لعل المكانة المتميزة التي يعطيها الجابري للرشدية وتبخيسه ما دونه من فلاسفة الاسلام هو الذي دفع طه عبد الرحمن إلى النظر في التراث، هذا جانب، وهجومه ونقده للمتن الرشدي من جانب آخر، يشبه ذلك الهجوم الذي دشنه الجابري في حد ذاته. انطلاقا من الفصل الثالث من …أكمل القراءة »
الجابري وطه: “صراع المشروعين على أرض الحكمة الرشدية”
جيهان نجيب / باحثة مغربية أول ما يلفت الانتباه أثناء تصفحي لكتاب “طه عبد الرحمن ومحمد عابد الجابري، {صراع المشروعين على أرض الحكمة الرشدية}”[1] للباحث عبد النبي الحري هو عنوانه في حد ذاته والذي يكشف عن اهتمام الباحث بدراسة رائدين لطالما شغلا الدرس الفلسفي المعاصر، والمكتبة العربية هي تزخر بالدراسات …أكمل القراءة »
عبد الله العروي في محكمة النقد عند الجابري
23 سبتمبر 2017 ديداكتيك الفلسفة, مساهمات 0
جيهان نجيب – باحثة مغربية إن التحديث الذي دعا إليه الجابري فهو من الداخل كمشروع يحتاج إلى التأصيل ، أي تأصيل المفاهيم والأفكار الحديثة ، فهو إذا عملية اقتباس واستعارة لمفاهيم وأفكار جديدة من ثقافة برانية {الثقافة الأوروبية الحديثة} ، ونقلها من مجالها التداولي الأصلي الذي ولدت فيه إلى مجال …أكمل القراءة »
نقد، نقد العقل البرهاني العربي لمحمد عابد الجابري / الجزء الثالث
30 يوليو 2017 دراسات وأبحاث, عامة, مفاهيم 0

نجيب جيهان – باحثة مغربية لاشك أن نقد طه عبد الرحمن لمشروع لجابري أطرته الرؤية التداولية للتراث والتي تأسست على مقتضيات المجال التداولي المتميز عن غيره من المجالات بأوصافه الخاصة، ومنضبط بقواعد محددة يؤدي الإخلال بها إلى آفات تضر بهذه الممارسة سواء على مستوى التأصيل أو مستوى التقريب ، كما …أكمل القراءة »
نقد العقل البرهاني عند محمد عابد الجابري: الجزء الثاني
15 يوليو 2017 دراسات وأبحاث, مفاهيم 0

جيهان نجيب – باحثة من المغرب المبحث التالث: رؤية ومنهج جديد لتدشين نظام برهاني ناجح داخل الثقافة العربية الإسلامية: المحور الأول: تعريف النظام البرهاني عند الجابري: يعرف الجابري البرهان في اللغة العربية هو الحجة الفاصلة البينة، ولا تكاد المعاجم العربية تضيف تفاصيل أخرى{ …}أما في الاصطلاح المنطقي فالبرهان بالمعنى الضيق …أكمل القراءة »
نقد العقل البرهاني عند محمد عابد الجابري: الجزء الأول
13 يوليو 2017 دراسات وأبحاث, مفاهيم 0

جيهان نجيب – باحثة من المغرب ملخص تنفيذي: لقد كان الجابري من رواد العقلانية في العصر الحديث واستطاع من خلال إلمامه بالفكر الغربي العلماني والتراث أن يقدم أفكاراً غاية في الجدة والأهمية وأن يميز بين الفكر العرفاني والفكر البياني والفكر البرهاني الذي كان ينتمي إليه . و تمتل ذلك عند …
درس محمد عابد الجابري: في العلاقة بالآخر
4 أسابيع مضت دراسات وأبحاث, مفاهيم, مقالات 0

محمد ازويتة في إحدى المساهمات الثقافية التي قدمها الباحث المغربي عز العرب بناني ، على موقع كووة الثقافي ، بخصوص التلقي الغربي لأطروحات الجابري أو بالعبارة التي قدمها الباحث ( الجابري بعيون ألمانية ) ، أثارتني ثلاثة ملاحظات : ــ مسألة الترجمة : ذكر الأستاذ عز العرب عن حضور الجابري …أكمل القراءة »
الوقت وقيمة الإنتاج العامل عند كارل ماركس
18 ساعة مضت دراسات وأبحاث, فلاسفة, مجلات 0

الباحث: بوقرة محمد لمين تمهيد: أنّ الهدف الاشتراكي الذي يرمي إلى بلوغه هو استدال المجتمع البورجوازي، القائم على نضال الجميع ضد الجميع بمجتمع جماعي لا طبقي، حيث يحل التضامن الاجتماعي محل الرغبة في الثراء الفردي كمحرك أساسي للنشاط، حيث يضمن ثراء المجتمع التطور المنسجم لجميع الأفراد. أنّ الماركسيين لا يطمحون …أكمل القراءة »
أندري كونت سبونفيل: “قدّمتُ مدلولاً جديدا لفكرة الحكمة”
أسبوعين مضت ترجمة, حوارات, فلاسفة 0

ترجمة: أيوب هلالي إذا كانت مؤلفات ”أندريه كونت سبونفيل” دائما ما تجد في كل مرة إقبالاً واسعاً لدى جمهور من القراء، فهذا راجع لا محالة إلى جعله الفلسفة معطى متاحا للجميع، بأسلوبه الواضح والبيداغوجي. إذ يُعتبرُ فيلسوفا ماديا، عقلانيا وإنسانيا، أدرك بشكل جلي كيف يحفز في كل واحد منا الرغبة …أكمل القراءة »
فوكو وإشكالية العلاقة بالذات: من نقد السلطة إلى التفكير في الذات
3 أسابيع مضت دراسات وأبحاث, فلاسفة, مجلات 0

بقلم: ادريس شرود “ليست السلطة بل الذات هي التي تشكل الموضوعة العامة لأبحاثي” ميشيل فوكو تقديم دشّن ميشيل فوكو منذ أواسط السبعينات من القرن العشرين عملية انزياح نظري يهم هذه المرة محور “الذاّت”. فبعد دراسة ألعاب الحقيقة حسب نموذج عدد من العلوم التجريبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ودراسة …أكمل القراءة »
فريديريك غرو: فوكو والحقيقة
3 أسابيع مضت ترجمة, دراسات وأبحاث, فلاسفة 0

ترجمة : محمد ازويتة ” و حتى لو قلت بأنني لست فيلسوفا ، فإن اهتمامي بالحقيقة يجعلني ، مع ذلك ، كذلك ” . ” كتابات و أقوال ” ج 2 / ص 30 ـ 31 . مثل عمل ميشيل فوكو موضوعا لتفسيرات متعددة وتعليقات عديدة داخل مجموعة متنوعة من …أكمل القراءة »
حوار مع ألكسندر نِهَماس: في الحياة الفلسفية
3 أسابيع مضت بصغة المؤنث, ترجمة, فلاسفة 0

جميلة حنيفي ترجمة: جميلة حنيفي* On the Philosophical Life An Interview with Alexander Nehamas تقديم: مواصلة لسلسلة الحوارات التي قامت بها مجلة هارفارد للفلسفة مع أسماء أمريكية رائدة في عالم الفلسفة والأدب والمنطق، أقدم للقارئ العربي ترجمة للحوار الثالث عشر مع ألكسندر نِهَماس، وهو فيلسوف أمريكي مولود في أثينا باليونان …أكمل القراءة »
فيرونيك سلمان: فيروس كورونا: نصائح محللة نفسية لتحمل الحجر
27 يونيو 2020 ترجمة, علم النفس, مفاهيم 0

ثلاثية اللاشعور، فهمها لتصبح أفضل : الألم، الإسواء، التجدد مرسلي لعرج مرسلي لعرج قسم علوم الاعلام والاتصال، جامعة وهران 1 أحمد بن بلة، الجزائر فيرونيك سلمان محللة نفسية بالقرب من ليل. معالجة إلكترونية، ترافق مرضاها، وخاصة المغتربين الفرنسيين، عبر سكايب أو فيس تايم، في جميع أنحاء العالم، تمثل الجلسات عبر …أكمل القراءة »
كلير كريجنون: فيروس كورونا – ما هو الدور الممكن للفيلسوف في زمن الوباء؟
20 يونيو 2020 ترجمة, فلاسفة, مجلات 0

مرسلي لعرج مرسلي لعرج قسم علوم الاعلام والاتصال، جامعة وهران 1، أحمد بن بلة، الجزائر كلير كريجنون دكتورة في الفلسفة في CNRS وأستاذة محاضرة في الفلسفة في جامعة باريس -السوربون. تسلط الضوء الفلسفي على الأزمة التي نمر بها، عن طريق استحضار كبار المفكرين منذ أفلاطون. مقابلة. ما هو الدور الممكن …أكمل القراءة »
ميشيل فوكو: احذر هناك خطر
19 يونيو 2020 ترجمة, فلاسفة, مقالات 0

ترجمة : محمد ازويتة تقديم الخطر ، الخوف ، الأمن … قيم لازمت الإنسان ، منذ القديم ، في علاقته بذاته ، بالآخر و العالم . حاولت الفلسفة الأخلاقية مع الرواقيين و الأبيقوريين و الكلبيين تقديم أجوبة تهدف الى تحقيق أمن روحاني نابع من الذات ، كما حاولت التجربة المسيحية …أكمل القراءة »
مقابلة مع أكسل هونيث: طلب الاعتراف غير مبرر دائمًا
18 يونيو 2020 ترجمة, حوارات, فلاسفة 0

مرسلي لعرج مرسلي لعرج قسم علوم الاعلام والاتصال،جامعة وهران 1 أحمد بن بلة،الجزائر ما هي النطاقات الاجتماعية أين يجري التعبير عن طلبات الاعتراف؟ في المجتمعات الحديثة، يمكننا تمييز ثلاثة نطاقات تقدير تلعب دورًا مهمًا في فهم ممارساتنا وحياتنا الاجتماعية. مبدأ الحب في النطاق الحميمي، مبدأ المساواة في نطاق القانون، وإنجازات …
اشكالية الحداثة بين العروي والجابري: نجيب جيهان
24 يونيو 2017 دراسات وأبحاث 0

نجيب جيهان – باحثة من المغرب ملخص تنفيذي: إن أكتر نصوص الفكر المغربي شهرة بين العرب هي تلك التي اشتغلت على الأسئلة الكلِّية للنهضة، والتحديث ومشتقاتها، من منظور الفلسفة المعاصرة مع ما يعنيه هذا الجنوح من إيثار للعقلانية المنهجية، وصبر في سبر أعماق السؤال العربي. واقتراح رؤى وآراء كان لها …أكمل القراءة »
الفتنة الكبرى… وجذور التكفير: د. محمد عابد الجابري

نقرأ في المعاجم “كل شيء غطى شيئاً فقد كَفَرَهُ، ومنه سمي الكافِرُ لأنه يستر نعم الله عليه”. وهذا كفر النعمة، أي جحودها. أما الكُفْر بمعنى ضِدّ الإيمان، “سمّي كذلك لأنّه تَغْطِيَةُ الحقّ”. وهكذا: فالكُفْرُ: كفران: كفر هو نقـيض الإِيمان بالله ورسوله الخ، “آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت”؛ وكفر هو نقيض الشكر، …أكمل القراءة »
التعامل مع التراث عند عابد الجابري محسن المحمدي

تعد سنة 1980 م مهمة بالنسبة للمرحوم عابد الجابري (1936/2010م)، فهي تكتسي دلالة خاصة تهم مساره الثقافي، وتجسد له سنة صدور كتابه “نحن والتراث” الذي يعده هو نفسه الكتاب الحاسم في التعريف به خاصة في المشرق، كما أنها سنة صادفت أول حوار له مع مجلة الإذاعة والتلفزة التونسية. إن عابد …أكمل القراءة »
صدور عدد جديد من مجلة أفكار حول إرث محمد عابد الجابري

هل يمكن الحديث عن مدرسة الجابري اليوم؟ من الذين استفادوا من أعمال “الجابري” خدمة للهم المعرفي النافع، الذي يفيد الأوطان والانسانية؟ من الذي نأخذ من الراحل ومن الذي نتركه من باب “كل يؤخذ من كلامه ويرد” كما جاء في الأثر؟ ما هي مكانة “محمد عابد الجابري” اليوم، في فكر وإعلام ومجتمع …أكمل القراءة »
ندوة الجابري: من التراث إلى الحداثة
18 أبريل 2017 متابعات, مواعيد 0

تم تأجيل الندوة التي ستنظمها جمعية أصدقاء الجابري إلى يوم 17 ماي 2017 وهذه هي أرضية الندوة وبرنامجها أكمل القراءة »
مارسيل ريمون: كوفيد ـ 19، شرٌّنا المُشتَرَك(*)
6 أيام مضت ترجمة, مفاهيم, مقالات 0

مارسيل ريمون ترجمة : م. جديدي محمد جديدي لقد باغتتنا جائحة فيروس كورونا بنهاية الشتاء. في الوقت الذي أكتب فيه هذه الافتتاحية، هذا العاشر من مارس، تقبع إيطاليا في حجر والصين تتلقى التهاني من منظمة الصحة العالمية لأنها طبقت الإجراءات المنصوص عليها في الأدلة الكلاسيكية للصحة العمومية. ومن المناسب …أكمل القراءة »
براقع العقل
أسبوعين مضت فلاسفة, كتب, مقالات 0

فتحي المسكيني فتحي المسكيني في سنة 1918 نشر جبران كتابا بالانجليزية تحت عنوان “المجنون”. وهو يحتوي على عدد من الحكايات الرمزية والقصائد النثرية وشذرات من السيرة الفكرية، تدور كلّها حول تحرير الذات الشرقية من أمراضها. ومنذ الفصل الأوّل فيه نحن نجد أنفسنا أمام قلب الكتاب، حيث أنّه يحمل هذا العنوان …أكمل القراءة »
فوكو وإشكالية العلاقة بالذات: من نقد السلطة إلى التفكير في الذات
3 أسابيع مضت دراسات وأبحاث, فلاسفة, مجلات 0

بقلم: ادريس شرود “ليست السلطة بل الذات هي التي تشكل الموضوعة العامة لأبحاثي” ميشيل فوكو تقديم دشّن ميشيل فوكو منذ أواسط السبعينات من القرن العشرين عملية انزياح نظري يهم هذه المرة محور “الذاّت”. فبعد دراسة ألعاب الحقيقة حسب نموذج عدد من العلوم التجريبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ودراسة …أكمل القراءة »
فريديريك غرو: فوكو والحقيقة
3 أسابيع مضت ترجمة, دراسات وأبحاث, فلاسفة 0

ترجمة : محمد ازويتة ” و حتى لو قلت بأنني لست فيلسوفا ، فإن اهتمامي بالحقيقة يجعلني ، مع ذلك ، كذلك ” . ” كتابات و أقوال ” ج 2 / ص 30 ـ 31 . مثل عمل ميشيل فوكو موضوعا لتفسيرات متعددة وتعليقات عديدة داخل مجموعة متنوعة من …أكمل القراءة »
حوار مع ألكسندر نِهَماس: في الحياة الفلسفية
3 أسابيع مضت بصغة المؤنث, ترجمة, فلاسفة 0

جميلة حنيفي ترجمة: جميلة حنيفي* On the Philosophical Life An Interview with Alexander Nehamas تقديم: مواصلة لسلسلة الحوارات التي قامت بها مجلة هارفارد للفلسفة مع أسماء أمريكية رائدة في عالم الفلسفة والأدب والمنطق، أقدم للقارئ العربي ترجمة للحوار الثالث عشر مع ألكسندر نِهَماس، وهو فيلسوف أمريكي مولود في أثينا باليونان …