علي محمد اليوسف
يصف كولن ولسون بأن الصوفية البوذية تصّوف تدميري للذات و الجسد ، فهي تضطهد الجسد وتشهر عليه حربا فتبغي الوجود خارج الوجود الانساني الاصيل, متحققا في الارادة و الحرية وهما اختياران فاعلان وليسا ساكنيين سلبيين وان البوذية –والكلام لولسون –تقود للشقاء والحمق والجبن ، وتعتبرها الحقائق الاساسية الثلاثة لوجود الانسان . ومع ان بوذا يعترف بانه لا يؤمن بإله او شيطان فان نظرته في الواقع تفترض سلفا وجود ضرب من قوة شريرة عظيمة انشأت الحياة كنكتة سادية بائسة وعليك- ايها الانسان – ان لا تبذل جهدا ولا تهتم حتى بأن تشتهي تلك
الفتاة … لان ذلك يهدر طاقتك الحيوية فقط([1]).
ولقد سعى بوذا كذلك الى عزل البشر عن المجتمع وعن كل رغبة و ارتباط. وأسس نظاما للرهبنة دون ان يلقن أي احساس بالمجتمع, وقيل ان آخر الكلمات التي تفوّه بها بوذا كانت (اصنع خلاصك باجتهادك).
وغير خاف مدى تاثير مثل هذه التعاليم عند توظيفها في قوالب فلسفية (مادية –روحية) في انبثاق تعاليم ومفاهيم وجودية كما هو واضح في اعتماد فلسفة سارتر على امثال المقولة المذكورة . كما ان والتركوفمان يشير الى الهندوكية قائلا : (سعى الاوبانيشا الى تغريب اتباعهم عن الطبيعة و المجتمع بل وعن اجسادهم وعن أي شئ اخر يعتبرونه ذاوتهم ، فكل ذلك أبعد مايكون عن الحقيقة للوجود الذي يتجاوز الجمع والذي يتطابق مع (براهما) اذ ان الخلاص يمكن ان نجده بعيدا تماما عن المجتمع في الانسحاب الكامل منه.
**********
وتذهب الصوفية في الاسلام بتمييزها نوعين من الادراك ، ادراك عقلي وهو (العلم) الذي لا تأخذ به ، وادراك قلبي وهو (المعرفة) وتعمل به لأنه ادراك (ذوقي) لماهية المحبوب والاقبال الكلي عليه هو النزوع ([2]) . وتجمع الصوفية في الاسلام على ان المعرفة والحب الالهي شئ واحد وحقيقة واحدة يدل ذلك اطلاقهم اسم العارف على الصوفي الفاني في محبة الله وهو في حال استغراقه في حب الله يدرك نوعا من المعرفة واللذة لا عهد لغيره بها .([3])
ويقول ايكهارت اننا لا بد ان نتجاوز الزمان لو اننا اردنا ان نمر بتجربة الاتحاد الصوفي مع الله, وهذه نقطة اتفاق على انطوائية المتصوف في جميع العصور ومختلف الثقافات.(التصوف والفلسفة/ترجمة امام عبدالفتاح امام).
تقول رابعة العدوية في دعائها مؤكدة (اغترابيتها السلبية) : (الهي ان كنت اعبدك مخافة النار فاحرقني بها ، وان كنت اعبدك رغبة في الجنة فابعدني عنها وان كنت اعبدك لذاتك فلا تصرف عني جمالك السرمدي ) ([4]).وهي عبارة مأخوذة عن الامام علي بن ابي طالب مع بعض التغيير فيها .
ويقول محي الدين بن عربي : (ان اول غربة اغتربناها وجودا حسّيا عن وطننا ، غربتنا عن وطن القبضة عند الاشهار بالربوبية لله علينا , ثم عمّرنا بطون الامهات فكانت الارحام وطننا ، فاغتربنا عنها بالولادة )([5]).
فالعارف –أي الصوفي في التسمية الاسلامية -: اذا نطق لن يكون كلامه الا شطحا ففضل المتصوف (النفري) في وقفاته وتاملاته واستغراقاته بالصمت ….الا ما كان يسطّره او يمليه على قصاصات يجمعها له غيره….
والصمت هنا في حالة المتصوف صادر عن الدهشة او ناتج منها ، كما انه دليل عجز اللغة والعبارة ان تنقل ما تريد تماما كما ان الصمت مجال رؤية وادراك وتأمل وتدبر لحشود من المعاني العميقة و التداعيات الاستبطانية الكشفية التي تضيق بها العبارة لتتسع الرؤية وتنفذ التجربة اعمق…. ويؤكد النفري بحق وصدق قولته الشهيرة : (اذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة) ([6]) .
وما يهمنا ان التجربة الصوفية كما المحنا في البداية انها في خصوصيتها المتسامية تغترب في تجربتها عن الوجود الانطولوجي ، التجربة الصوفية وتعبير اللغة معا … فهذا التركيب الاغترابي المزدوج يجعل من الصعب، بل الصعب جدا في حالة توظيف او حتى تقمّص مثل هذه التجارب الصوفية على صعيد ابداع اللغة والادب ، التواصل بها او الاعتداد بها والركون للاستفادة حتى الذوقية الجمالية الاستشعارية فقط من خلال نص ابداعي … وتستعصي اللغة اكثر وتكف ان تكون ابداعا لحالة سمو حقيقي متى ما كان تَمثُّل اللغة ابداعيا يتم عن تجربة تصوّف مسطّح ، او اغراق تأملي لا يتجاوز حدود الاغراب السريالي في تفكيك اللغة([7]).
مثال ذلك اللغة الشعرية العربية الحديثة ، فهي من جانب لغة فوق المدركات الحسية والشعورية المباشرة و فوق مستوى وشائج التواصل و الاتصال الوجودي للموجود الآخر ولا يهمها أصلا مثل هذا النوع المتخلف !! من العلاقة , ان تكون اللغة اداة توصيل اجتماعي.وقد اعتبر دارسوا الادب في الفلسفة البنيوية ان اللغة فوق الواقع والتاريخ.
وتختلف تجربة المتصوف الاغترابي عن تجربة المبدع المثقف الاغترابي فالمتصوف رحلته الكشفية الاستبطانية ذات طريق واحد لا رجعة منه لسالكه من الداخل الى الخارج فهي رحلة امتداد في الداخل بلا حدود. اذا ما توفرت صدقية التجربة . بينما تكون رحلة المثقف الابداعية الاغترابية في حالة محاولة الافادة من تجربة التصوف فهي تبدأ بالرحلة الى الداخل وفي وعيها لذاتها ولها عودة (رجعة) نحو الخارج أي الى الموضوع والمحيط … بعبارة اوجز تجربة التصوفي لا تكون من نوع فني تتموضع فيها ذاتية المتصوف الاغترابية … فعبارة المتصوف لاتمت بصلة مع النص الادبي ولا مع النص الديني. بينما تكون اللغة لدى الشاعر مثلا ان تجربته تتوخى موضعة ذاته فنيا بجمالية تعبيرية او فنية . وتجربة الصوفي الديني غيرتجربة المثقف المبدع حسب تعبير الاستاذ د.فتح الله خليف فالمعرفة الحاصلة فيها ليست راجعة الى الحس او العقل وانما هي نور يقذف به الله عز وجل في قلب من أحبه.
الاغتراب الذي يعانيه المبدع في تجربته الذاتية يكون فعلا اقل في درجته واختلافه في النوعية ايضا من تجربة وعمق المتصوف الديني الصادقة غير السطحية … فكلتا التجربتين هما اغتراب ذاتي وكلاهما الصوفي ، والمثقف يسعيان الوصول الى حالة من تركيز التخصيب الخيالي – الاشراقي لاستجماع مفردات تكوينات بناء عمل فني –بالنسبة للمبدع – الذي غالبا ما يستطيع ترجمة تجربته الاغترابية لغويا كوجود محسوس مدرك معقلن فنيا وجماليا ممثلا في قصيدة او في لوحة تشكيلية او اية إنتاجية معرفية. في حين كلما زادت تجربة التصوفي صدقا واصالة وامتدت اكثر وابعد غورا في الوجد الروحاني في رغبة الحصول على غاية اثمن ولذة ورضا واطمئنان غير اعتيادي ، انعدمت لديه وسائل القدرة على تجميع مفردات تكوين نظام ونسق لغوي وجمالي او حتى هذاءات وانجذابات تعبيرية لا رابط بينها مشتتة.
فكما مر بنا المثقف الاغترابي الابداعي يستطيع ثانية الارتداد من منطقة الغور الخيالي في العودة الى ادراكية الواقع المحسوس بارادة مسبقة. في حين ليس للتصوفي مثل هذه القابلية لان تجربته الاستبطانية الكشفية وغورها بعيدا جدا عن شواطئ المدرك المحسوس تعطيها امتدادا سديميا من الصعوبة – وهذا يتوقف على صدق التجربة – الالتفات الى الوراء…ثانية أي العودة الى الحياة الاجتماعية,والتصوفي يعبر عن تجربته لغويا بعد الانتهاء من حالة الاشراق الذي تلبسته ولا يستطيع التعبير عن تجربته اثناء المرور بها ومعاناتها.
والفنان المبدع والمتصوف الحقيقي كلاهما تحدوهما وتستحوذ خيالهما رغبة وطواعية تجربة الفعالية الاغترابية بفارق ان تكون اغترابية المبدع ايجابية بالنسبة له وللاخرين ، وتكون لدى التصوفي ايجابية بعض الشيء له ، سلبية بالنسبة لغيره الاخرين…في عدم امكانيته التواصل ونقل تجربته لغويا ومنطقيا.
وكما المحنا قبل قليل ان رؤية التصوفي وصدق استبطانه ورؤاه الكشفية ربما كانت وهي بالفعل كذلك ابعد غورا في صدقها وصدق مسارها بالنسبة لها ذاتيا من آماد تجربة المبدع المثقف الاغترابية, مهما بلغت درجة اصالتها في تموضع ذاتها بعمل جمالي- فني فقط.
فالمبدع بعد رحلته الاغترابية يرتد ثانية الى الواقع والحياة حاملا حصيلة رحلته ، انتاجية تعبيرية ادبية أو فنية… في حين اذا عاد المتصوف تكون رحلته خالية الوفاض بالنسبة لغيره وتكون حصيلته هو منها المتعة الاستشعارية السامية الذاتية التي زود بها من رحلته في التسامي الروحي.
اغتراب المبدع الذاتية رحلة عمل … واغترابية المتصوف الذاتية رحلة استكشاف من نوع يغذي الروح ويفني الجسد المحسوس. بهذا تكون رؤيا التصوفي حقيقية أصيلة اكثر من تجربة الفنان التصوفية السطحية …. فاغترابية المبدع الغائب والتي ينشد من ورائها وبسببها انتاج فعالية إبداعية ثقافية او فنية يكون في تجربة الغور التصوفي مشدودا بالواقع الحسي ومفردات الحياة الحقيقية الواقعية بشبكة معقدة مجدولة من الحبال والاوتاد فهي رحلة (جلفر) في جزيرة الاقزام في مخيال التجربة وبلاد العجائب لذا تكون تجربته الخيالية في تخصيب خياله واستلهام ابداعه قريبا جدا من السطح. في حين تذهب تجربة التصوفي الصادقة شوطا عميقا في تجربة اغتراب الروح المتسامية في المطلق المحسوس غير المدرك في انعدام مادية الوجود.
لقد ازعجت ماركس عبارة هيجل بقوله 🙁 الاغتراب نبض الروح) في حين اراد ماركس ان ينزل ، شأنه في كثير من المفاهيم ، الاغتراب من علياء السماء … الى الارض فقد كان يتطّير من التحليق في عوالم الروح و الميتافيزيقا وقد طبّق في الكثير من مفاهيمه مقولة نيتشه : بامكاننا أن نبقى دائما أمناء على الارض … ومن المرجح ان هيجل لم يقصد من عبارته التحليق بقوله نبض الروح وانشداد الانسان بالميتافيزيقي المطلق حيث ينسى الانسان في احيان كثيرة وقع اقدامه على الارض واثارهما عليها. وانما حسب فهمنا ان هيجل قصد انه مع ازدياد انتشار عصرنة الحياة مستقبلا في زيادة الحرية وتقدم العلوم وانتشار التعليم وتصاعد وعي الانسان بذاته, فان اغترابات الانسان ستزداد طرديا مع هذا التطور المتوازي. وقبل هيجل حذر افلاطون ان لا نقع في وهم (ان هناك تناسقا مسبقا بين الحرية والسعادة). ومن امثلة الاساءة لفهم تطبيق الحرية تحليق المتصوف الذي في نشدانه الحرية يعلن بدئه الحقيقي بتدمير ذاته… وكذلك فعل سارتر عندما زرع في اجيال عديدة منذ الخمسينات فكرة الانسان كينونة وجودية حرة قبل ان يكون جوهرا انسانيا اجتماعيا, وقاد بذلك الانسان راضيا الى حتفه الوجودي على الارض بدءا بتدمير الذات (وما يمكن ملاحظته في رواية الغثيان) كما في غيرها هو ان شخصيات سارتر هي نتاج خيالي لا واقعي، هي افكار مشخصنة اكثر مما هي وقائع فعلية ، فغدت ابطاله صفات منمذجة مجردة بلا روابط واقعية)([8]). ولذا كانت نصيحة (شوبنهاور) : (ان الخلاص بالانتحار… لماذا الحياة!؟ من العبث اننا ولدنا من العبث اننا سنموت)([9]). عبارة الهمت العديد من الفلاسفة الوجوديين في فهمهم الموت.
الاغتراب الذاتي ، اغتراب الانا عن الجوهر الحقيقي للانسان المثالي الكامل المطلق, هو اغتراب سلبي يعنى بـ (أناه) فقط وشملنا ضمن هذه الاغترابية السلبية الاغترابات الدينية التصوفية ، والاغترابات الوجودية وتعزيز سلبيتها لأنها في اغلبها اغترابات تنأى ان تترجم الواقع الى فكر وممارسة ، لغة وفعل ، نظرية وتطبيق.
وقبل قليل ايضا تطرقنا للفارق الجوهري الضئيل الذي يفصل تجربة الإبداعي المثقف عن تجربة التصوفي وكلا التجربتين ذاتية ، فاغتراب المتصوف في بعض الحالات هو نوع او شكل من اشكال انفصام الشخصية ، يلتقي بانفصامية المبدع كما في نموذج بطل رواية دستوفيسكي القرين او المثل The Double فبطل الرواية (جوليا دكين) يحارب بعضه بعضا ، أي يتمثل لديه أكل الذات داخليا واستمر ذلك طوال الرواية الى ان كانت نهايته جنونا مطبقا ، وكذلك بطل رواية البرتومورافيا (انا و هو) (ريكو) الذي يعي جيدا اغترابه الانفصامي وشخصيته المريضة ويستمرئ ممارسته للاغتراب تسفيلا للذات مرة وتصعيدا للذات مرة اخرى من خلال ايروتيكية الجنس.
اما الاغترابية الفردانية التي تحمل همومها وهموم النحن معا المغتربة عن البنية الكلية الاجتماعية غير السوية بعلاقتها المنحرفة ، فقد اعتبرناها اغترابية ايجابية ونمطها الاغترابي المبدع المحتد جدليا بظواهر الحياة غير السوية ومحاولته الدائبة تبديلها وتطور هذا النوع من الاغتراب على يدي ماركس الذي تحدثنا عنه في اغتراب الطبقة العاملة ومثله من بعده فعل (برتولد بريخت) في مسرحه الملحمي التغريبي في تكنيك الاغتراب.
علي محمد اليوسف/ الموصل…………………….يتبع في ج3
هوامش:
([2]) علو الفكر مصدر سابق الاغتراب في الاسلام د.فتح الله خليف ص66
([4]) شهيد العشق الالهي د.عبد الرحمن بدوي ص73
([5]) الاغتراب وازمة الانسان المعاصر مصدر مشار له سابقا د.نبيل اسكندر ص32
([6]) مجلة الاقلام العراقية العدد1-4/1996 ادونيس –النفري :القراءة و التأويل ص99 .
([7]) بالنسبة للفنون التشكليلية حيث تنعدم اللغة الصوتية لتصبح لغة في التصوير فيكون مجال الاغتراب واسعا جدا مما يستلزم حاسة نقدية متخصصة جدا للكشف عن جوانب الاصالة والزيف في تجربة الرسم .
([8]) في الادب الفلسفي ، مصدر سابق ، د. محمد شفيق شيا ، ص 249.
([9]) نفس المصدر السابق ، ص 231.
من أرشيف الكاتب:
الاغتراب التصوفي والثقافي الجزء 1
علي محمد اليوسف يختلف اغتراب المبدع منتج عملية الخلق الابداعي كثيرا – ما عدا استثناءات قليلة – عن انواع تجارب الاغتراب التصوفي اللاديني والديني السلبي المتصف بالجوانية والانغلاق والاستغراق في الذاتية والامعان في تدمير الذات بغية الوصول الى حالة خاصة من التسامي الميتافيزيقي. والاغتراب في مثل حالة المتصوف (تستخدم لإيضاح …
غياب العقل في نقد الحقيقة / التفكيكية نموذجا
علي محمد اليوسف/الموصل انا افكر اذن انا موجود…………….ديكارت انا افكر حيث لا اوجد, واوجد حيث لا افكر………….جاك لاكان انا افكر في شيء ما اذن انا موجود………………هوسرل سبق لي ان كتبت مقالة ناقشت بها مفهوم هوسرل لكيجيتو ديكارت(انا افكر اذن انا موجود) نشرتها لي صحيفة المثقف الغراء بعنوان ( هوسرل / …
تسليع الانسان والحياة….نحو كونية راديكالية
علي محمد اليوسف/الموصل كلما تقدمت البشرية في عمرها الزمني, كلما بدا عرّي الانسانية اكثر ايلاما في تصّحر الضمير الجمعي وجدب الحياة وخواء الوجود. فائض الوجود الانساني ,يدور في حلقة مفرغة من أجترارعصورصراع الايديولوجيات والسرديات الكبرى العقيم غير المجدي الذي سار بخطى محتومة نحوانحلال البنى المعرفية والفلسفية والفنية التي رافقتها, و …
” الخيال واللغة والتصوف “
علي محمد اليوسف الوعي ذات ادراكية انفعالية ناقدة في فهم الواقع وتحليل ظواهره ومعطياته وعلاقة الانسان بالطبيعة كمعطى اولي متداخل بالوجود الانساني (الذكي )على الارض. أن خاصية الانسان البدائية البدئية في صناعته التاريخ وسيرورة تقدمه الحضاري بدءا من عصر الصيد والالتقاط تم بالمفارقة عن حياة الحيوان بحيازة الانسان الذكاء وفي …
التثاقف والعولمة و ما بعد الحداثة
علي محمد اليوسف بدءا نسوق شهادات فلسفية متنوعة على مسألة الميتايزيقيا او ما وراء الطبيعة وما تحمله من محمولات خلافية إشكالية في زوايا الرصد والمعاينة فهيجل يصفها: إن نحن أمعنا النظر في الميتافيزيقيا وجدناها شكلت جزءا من التاريخ الوجودي للإنسان . كما أعتبر كانط ان ما يدّعيه لا يبنتز من …
شذرات من الحياة والوجود
علي اليوسف /الموصل* ملاحظة: هذه الشذرات الفسفية والفكرية المنوّعة كتبتها على فترات متباعدة ومثلها العديد فقد مني وبعضها الآخر نشرته على حسابي فيسبوك بما يتعذّر عليّ استرجاعه, ربمّا كان هناك تناصّا في القليل جدا منها , لكن جلهّا ليست مقتبسة عن مصدر, ولا التمس من نشرها غير توثيقها كنوع من …
التوسير وكتاب رأس المال
علي محمد اليوسف/الموصل بعدما جعلت الماركسية من الميراث المادي الهيجلي، فلسفة مثالية ابتذالية في تفسير المادة والتاريخ، وبعد ان اعتمدها ماركس بمنهج مادي جدلي مغاير محسّن، اطلق مقولته الشهيرة بانه – ماركس – اوقف التفسير المثالي الهيجلي للتاريخ على قدميه بعد ان كان اوقفه (هيجل) مقلوبا على راسه. مختتما …
قراءة في اصل الدين لفويرباخ
علي محمد اليوسف /الموصل عمد فويرباخ ان يجعل من الطبيعة منشأ الدين,وينصّب الانسان (الها) بها ومن خلالها وعليها,فهو جعل الانسان يقدّس ويؤله الطبيعة بتأملاته الخيالية والميتافيزيقية المحدودة عقليا,وأن يعتبر (الانسان ) دون وعي منه, الطبيعة بكل ماتمتلكه من هيئات وتنوعات جغرافية وبيئية وتضاريس وانهار وجبال وحيوانات ما هي الا (الاله) …
الانسان والتاريخ في الفلسفة البنيوية
علي محمد اليوسف/الموصل عديدة هي الانتقادات اللاذعة التي واجهتها تيّارات الفلسفة البنيوية,من فلاسفة ومدارس عديدة مناوئة لطروحاتها الفلسفية, كونها(البنيوية) أثارت اشكاليات في الفكر الفلسفي جديدة غير مسبوقة في تاريخ الفلسفة,استلزمتها واحتاجت معها الى نقودات متباينة معها او ضدها, جاءت في مقدمتها من مفكرين وفلاسفة ماركسيين وغير ماركسيين,تلاهم بالتزامن معهم فلاسفة …
البرنامج الثقافي للمعرض الوطن للكتاب المستعمل 1 – 30 أبريل 2018 الدار البيضاء
خاص كوة: البرنامج الثقافي للمعرض الوطني للكتاب الدورة 11: الكتاب .. روح العالم – بتاريخ 1-30أبريل 2018 الدورة 11 من المعرض الوطني للكتاب بساحة كراج علال – الدار البيضاء تنعقد في الفترة ما بين فاتح و30 أبريل 2018 الدورة 11 من المعرض الوطني للكتاب والذي تنظمه الجمعية البيضاوية للكتبيين بتعاون مع وزارة …