الرئيسية / تربية و تعليم / ديداكتيك الفلسفة / ملف: 5 – درس الفلسفة: مقارنة أولية بين تونس والمغرب

ملف: 5 – درس الفلسفة: مقارنة أولية بين تونس والمغرب

العلوي رشيد

 

 

 

 

 

 

سنحاول بيان الفروق الأساسية بين تدريس الفلسفة بتونس وبالمغرب من خلال الجدول التالي:

تدريسية الفلسفة بتونس تدريسية الفلسفة بالمغرب
ü    وجود مقرر رسمي يسهر عليه مركز قومي

ü    وجود جهاز متكامل من التأطير والمراقبة التربوية (المتفقد، المؤطر البيداغوجي، المرشد التربوي…)؛

ü    تدريس مفاهيم جديدة في الفلسفة تدمج الحقول المعرفية الجديدة والمعاصرة

ü    دراسة الاثر الفلسفي مكون اجباري في برامج المادة؛

ü    يغطي جميع الموضوعات التي تطرحها الفلسفة وطرحتها طوال تاريخها.

ü    يعبر الكتاب المدرسي عن تنوع قل نظيره في الكتب المدرسية الاخرى حيث يطرح موضوعات جريئة في التجربة العربية كموضوعات من قبيل: الجسد، الدين الالوهية، المقدس، الصورة، الوساطة، الهوية ،الدعاية، الرأي السائد، الخضوع، السلطة، الحرية، القيم…

ü    تحرير التأليف المدرسي(الكتاب المدرسي) وجعله متنوع.

ü    الاقتصار على المؤطر التربوي والمرشد كمساعد؛

ü    غياب بعض المفاهيم المعاصرة

ü    -غياب الاثر الفلسفي.

ü    تحضر فيه المقاربة الديداكتيكية بقوة ناهيك عن التوزيع الزمني للمفاهيم والدروس

ü    غياب معايير تقويم دقيقة وسلم تنقيط مفصل

ü    غياب كتب الثقافة المدرسية: معاجم ودلائل

 

يتبين أن منهاج تونس بالمقارنة مع منهاج المغرب يغطي أغلب موضوعات الفلسفة، مستحضرا المقاربة التاريخية ومعتمدا على مناهج التفكير الفلسفي في تاريخيته، بحيث يغطي مجمل القضايا الفلسفية المطروحة في الميتافيزيقا والمنطق وفلسفة العلوم ونظرية المعرفة والفلسفة السياسية والعلوم الانسانية: التاريخ، علم الاجتماع، علم النفس، الانثروبولوجيا… إلا أنه رغم ذلك لم ينفتح على قضايا الفلسفة والبيئة والتقنية والبيواتيقا… فحضور الفلسفة المعاصرة في البرنامج التونسي كان ضعيفا جدا، وهذا يعود إلى تعقد قضاياها وتشعب مناهجها وسعة المجالات التي تشغلها، والاشكالات التي تطرحها.

انبنى المنهاج التونسي على موضوعات جريئة الى حد ما بالمقارنة مع برامج تدريس الفلسفة في الدول العربية الاخرى من قبيل: الدعاية، الايديولوجيا، التسلط، الدين، الجسد، المقدس… ولكننا لا نستطيع الحكم على مدى تحقق الكفايات والاهداف المسطرة في البرنامج من حيث الانجاز والممارسة الفعلية للتدريسية في الفصل، وما يرتبط بهذه الممارسة الفصلية من اكراهات وما يواجهها من تحديات، لذلك لا نستطيع الجزم ان كان مستوى الاساتذة والمتعلمين معا قادرا على بلوغ الرهانات التي رسمها البرنامج، وهو الأمر الذي يتطلب جهدا في دراسة برامج تكوين الاساتذة المعتمدة في تونس ومستوى التدريس الجامعي وواقع الدرس الفلسفي بالجامعة التونسية رغم أن هذا البلد قد قطع أشواطا هامة في مجال الترجمة وفي الحضور في المشهد الفلسفي الدولي، فهو البلد الوحيد عربيا الذي حظي بتشجيع اليونسكو بحصوله على كرسي اليونسكو للفلسفة. وبخلاصة وجيزة نقول ان هذا البحث يظل رهينا بالالمام بالقضايا اعلاه لبناء حكم موضوعي على واقع تدريسية الفلسفة بتونس.

نسجل بما لا يدع مجالا للشك أن منهاج الفلسفة بتونس يطرح بين ثناياه قضايا مرتبطة بالمعيش أكثر وبالراهن، إيمانا منهم أن عملية التفلسف لا تنبث إلا من تربة اليومي.

آفاق تدريس الفلسفة: مشكلات راهنة

تترافق عملية تدريس الفلسفة بكلا البلدين بمجموعة أنشطة ثقافية وفلسفية متنوعة لها وقعها في الساحة الثقافية لكلا البلدين من خلال اهتمام الدولتين وحرصهما على تكوين مواطن واع قادر على خوض غمار التنافس والتحديات التي تطرحها العولمة.

فإلى جانب التدريس في التعليم الثانوي يوجد في كلا البلدين حضور قوي للفلسفة في الجامعة وخاصة في المغرب حيث تدرس في كل المدارس والمعاهد ولكل الشعب والتخصصات بما فيها مدارس المهندسين والأطباء والمحاماة ومدارس تكوين الأطر الوطنية الادارية والاقتصادية والعسكرية والأمنية… وحتى مدارس تكوين النخب الدينية تدرس فيها الفلسفة.

هذا ناهيك عن وجود عشرات المؤسسات ومراكز الابحاث، وجمعيات الباحثين التي لها وزن كبير في الساحة الثقافية المغربية، ولا أخفيكم أن المغرب قد استقطب مبادرات دولية من قبيل اليوم العالمي للفلسفة وليلة الفلاسفة ومؤتمر الفلاسفة الناطقين باللغة الفرنسية، والمنظمات الدولية مثل اليونسكو، ويساهم بشكل كبير في الأنشطة الدولية الخاصة بالفلسفة.

كما نسجل حضور أولمبياد مادة الفلسفة في المنظومة التربوية كغيرها من المواد الاخرى. والنقاش المثار في السنوات الاخيرة حول تعليم الفلسفة للأطفال والفلسفة فالزنقة (نقصد النقاشات الفلسفية خارج المؤسسات الرسمية حيث ينظم مدرسو الفلسفة ومحبيها حلقات نقاش ومقاهي في الفضاء العمومي).

شاهد أيضاً

الكتابة الفلسفية فوضى الدال وعقم المدلول: البكالوريا الجزائرية نموذجا

عمرون علي عمرون علي أستاذ الفلسفة – المسيلة – الجزائر- “لا شك أن عصرنا يفضّل …