الفلسفة بصيغة المؤنثتربية وتعليم

حلا كبارة: رسالتي في الكتابة

عندما أردت كتابة رسالتي في الفلسفة اخترت فيلسوف إختلاف .لم أحب يوماً هيغل ولا كانط .حتى عندما اخترت الكتابة عن فلسفة أفلاطون اخترت ُالبحث في المدن الفاسدة . !
لم اهوى كل فلسفة نسق تؤبد فيها المفاهيم .لقد كانت “فلسفة الإختلاف “أهم وسيلة للهدم والتقويض ضد فكرة النسق .
كان يلزمني “عقلانية “متعددة ..
“لغة غير جدلية “تصبو الخروج من نسق المعرفة ..لصالح كل “الممكنات ،”لصالح “اللامحدود” ..لصالح “اللامتناهي “..ضد التمام والإتمام .! بل ضد كل ما يشير لإكتمال ..! إنه أورغانون العصر !
لقد بحثت ُعن الإزاحات ,عن الإنحرافات المتشتتة المفتتة،عن حق المتعدد ،عن الترابط بين المتنافر ،لدفع شبح المعرفة المطلقة بحقيقة ما نقرأ ونراه !.
ليست مجرد” استطيقا كلمات لأجل الكلمات ..”.
بل ضدية لأنساق التجمد لطرق التعبير المغلقة، لتحرير الفكر .!
ضد لسان “السيد -النسق .”ضد كل مستبدّ ضد كل شمولية ضد كل فاشية …
لابد من قطع العلاقة مع كل مستبد فكري ،وإزاحة الدلالات ،في إفراط الحكايات المتناسلة والمتعددة والمتكسرة والمهملة …
من نيتشه ،فوكو ،بلانشو ،دريدا ،دولوز ،مركيز دو ساد ،باطاي ،أرتو ،فيتغنشاتين ، موريس بونتي ، وغيرهم ،لا يختزل المعنى ،ولا يوجد معنى وحيد يتيم ،لا وجود لكتابة ملأى ومكتملة بل انزياحات مفرطة ..!
ليست الكتابة وسيلة لوغوس أو إناء ثانوي للفكر ،لأنها صرخات !..
لا نمط أسلوبي صرف يهدد هذه الصرخات بالاختزال والكتم بل مجاوزة !
لا ابتلاع للضحية ولا إخراس لها ،في قطار مستعصي على الغلق ..بل هو منح الحق لكل أشكال “الصخب “للكلام بشكل سخي !
ليست الكتابة “أوامر”،وليست “مسدسات معبأة”..!كما عبر سارتر حين قال ان الكاتب حين يتحدث يطلق النار ..
بل ذوبان وتلاشي واختفاء وتماهي ،بما يسمى “إتيقا الإنشقاق “.أو “شغف الفسخ !”
لمصلحة العصيان ،
لمصلحة التمرد الذاتي ،
لمصلحة كل الإنشقاقات الفكرية والثقافية والسياسية في أغوار المتن الفلسفي ..
نيتشوياً كان أو هايدغيرياً أو فرويدياًأو دولوزياً أو فوكوياً أو سيورانياً أو ماركسياً أو مهما كان .
ليس دور الفيلسوف والمثقف إعطاء الدروس !
ولا أن يملي على الآخرين ما عليهم فعله كما عبر فوكو ،أو وضعه تحت وصاية نسق ناطق أو كيان ناطق ،
بل هي “الفرادة “التي تقوم بالإزاحات في الشبكات ،في تشجيع تيارات التشتت!
لا إحالة لمركز !..بل تمسك بالمتشظي والمترحل ،والمهاجر في الفكرة والفكر ،وهذه جمالية “التعدد”!
إنه “الإستمتاع ” في الإفراط بالإختراقات !في التوليد ،في الإنحناءات ،في الخوارج ،في مقاومة الإيقاع الخاص للمفهوم !
في تلك الحركة اللامتناهية للسحب التشكيلية .في الأفكار التي تنهل من الدفق والسيلان !
إن الخطيئة الكبرى هي الإحساس “بكبرياء الفكر”وعجرفته!
فالسّحب الثقيلة كما عبر نيتشه تنتقل من مكان لآخر ،وفي حركتها تغير جلدها !

Related posts
الفلسفة بصيغة المؤنثغير مصنففلسفة

تفاهة الشرّ: كيف يتحوّل الامتثال إلى آلة قتل؟

الفلسفة بصيغة المؤنثترجمةفلسفة

حنا ارندت: ما السياسة؟

تربية وتعليمعامةفلسفة

فتحي المسكيني: هذه الذات ليست لك، صدوع ديكولونيالية

الفلسفة بصيغة المؤنثترجمة

العدالة الاجتماعية، إعادة التوزيع، والاعتراف (1)

Sign up for our Newsletter and
stay informed