- تأليف: روديغز سافرانسكي
- ترجمة: عصام سليمان
كان مارتن هايدغر بالفعل معلِّمًا ألمانيًا، جاء من مدرسة المتصوف المعلّم إيكهارت. وكما لم يفعل غيره، أبقى الأفق مفتوحًا أمام التجربة الدينية في عصر لاديني، واهتدى إلى فكرٍ يصون من السقوط في الابتذال. بدأ فيلسوفًا كاثوليكيًّا، لكنه قبِلَ تحدِّي الحداثة. تلائم فلسفته الفرد في حريته ومسؤوليته، وتأخذ الموت على محمل الجدّ. انخرط هايدغر في السياسة، وانطلاقًا من أسباب فلسفية موقتة أصبح ثوريا اشتراكيًّا قوميا، غير أن فلسفته ساعدته في أن يحرِّر نفسه من المشهد السياسي. يمثّل اسم هايدغر الفصل الأكثر إثارةً في تاريخ الروح الألمانية في القرن العشرين، ويجب الحديث عن ذلك بخيره وشرِّه، وفي ما وراء الخير والشر.
بين اللاهوت والطبيعة
يتألف هذا الكتاب (656 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من خمسة وعشرين فصلًا. في الفصل الأول، يتناول المؤلف إرادة هايدغر أن يكون معلِّم البداية، وأيامه في بويرون ومسكيرش، وتوظيف الكنيسة روح الليبرالية لمصلحتها، وتشكل حركة الكاثوليكية القديمة المعارضة للكنيسة، وترعرع هايدغر في خضم التعارض بين الرومان والكاثوليك القدامى، وأيامه في فرايبورغ، واقترابه من أن يصبح يسوعيا.
في الفصل الثاني، يتحدث سافرانسكي عن هايدغر بين منتقدي الحداثة، وتأثير أبراهام أ سانكتا كلارا، ومسألة القيمة الماورائية للحياة، والمنطق السماوي، واكتشافه برنتانو وهوسرل، إضافة إلى تجفيف المثالية الألمانية، وفلسفة “كما لو”، وهروبه إلى القيم الثقافية.
في الفصل الثالث، يتناول سافرانسكي أخيرًا، انقطاع هايدغر عن دراسة اللاهوت، وتسجّله في كلية العلوم الطبيعية في فرايبورغ ليدرس الرياضيات والفيزياء والكيمياء، مع استمراره في دراسة الفلسفة. قدَّم هايدغر نفسه بوصفه التلميذ المجدّ والألمعي لهوسرل الذي تركت بحوثه المنطقية أثرها فيه، وخاض إلى جانبه نقاشات جدلية ضد محاولة تفسير المنطقي بالنفساني.
في الفصل الرابع، يتناول المؤلف الأفكار التي سادت في ذلك الوقت، ويتطرق إلى التفلسف الهايدغري رغم التاريخ، وإلى تسييل السكولائية، وتحضيره أطروحة التأهيل للأستاذية. كما يتحدث عن أدائه الخدمة العسكرية، وفشله في النجاح المهني السريع، وعن زواجه.
في الفصل الخامس، يتناول سافرانسكي انتصار الفينومنولوجيا، وهوسرل وجماعته، متطرقًا إلى الشعر بوصفه الحنين الخفي للفلسفة، وإلى بروست فينومنولوجيًّا، وعلاقة هوسرل بهايدغر كأب وابن. ، وإلى حب هايدغر للحياة وحالاته الجنونية.
في الثورة ووداع الكاثوليكية
في الفصل السادس، يتكلم سافرانسكي على مرحلة الثورة، وعلى ماكس فيبر واقفًا ضد أنبياء المنصة، وتضخم أعداد القديسين. كما يبحث في التاريخ المبكر لسؤال الكينونة، وتجربة الحياة ونزعها، والتعولم، ودادائية هايدغر، وهايدغر والشاب إرنست بلوخ.
في الفصل السابع، يكتب المؤلف عن وداع هايدغر الكاثوليكية، وبداية صداقة هايدغر وكارل ياسبرز، ومحاضرته في الأنطولوجيا في عام 1923، خاتمًا عن فاتحة الكينونة والزمان.
في الفصل الثامن عناوين عديدة: الاستدعاء إلى ماربورغ؛ أرواح ماربورغ؛ بين اللاهوتيين؛ حنّة أرندت؛ الحب الكبير؛ سعي حنّة من أجل العلنية؛ انتصار هايدغر في الخفاء؛ الحياة تمثل أمام الروح صافية، وبسيطة، وعظيمة؛ ظهور الكينونة والزمان.
في الفصل التاسع، يستمر سافرانسكي في الحديث عن الكينونة والزمان عند هايدغر، سائلًا: أي كينونة؟ وأي معنى؟ وأين يبدآن؟ وعن الكينونة – في Das In-Sein، والخوف. يسأل ثانيةً: كم أصالة يحتمل الإنسان؟ ثم يقدم بدائل بليسنر وغيلين، ويتناول فلسفة هايدغر الأخلاقية، ومسائل القدر والحرية والدازاين الجمعي: جماعة أم مجتمع؟
في الفصل العاشر، يكتب سافرانسكي عن كارل شميت وتيليش وغيرهما، وعن حضور الروح، والاعتزام والعدم، وتحرر هايدغر من قسر التدريس، واستدعاء الدازاين، والسجال الكبير في دافوس: هايدغر وكاسيرر على الجبل السحري.
رئيسًا للجامعة
في الفصل الحادي عشر عناوين عدة يتناولها سافرانسكي: مؤلَّف رئيس خفي: محاضرات الميتافيزيقا لعامي 1930/1929؛ عن السأم؛ محاولة هايدغر في فلسفة طبيعية؛ من الحجر إلى الوعي؛ تاريخ انفتاح.
في الفصل الثاني عشر، يبحث المؤلف في التوازنات عند نهاية الجمهورية، وفي فلسفة بليسنر، والتباس هايدغر: الفرد أم المجتمع؟، والاستدعاء الأول إلى برلين، وفي كارل مانهايم، ومحاولة إنقاذ الليبرالية، والحياة مع الممتنع عن الحل. كما يتناول هايدغر في كهف أفلاطون، وفكرة التفويض، والكيفية التي يصير فيها الكائن أكثر كينونة.
يضم الفصل الثالث عشر عناوين مختلفة: شتاء عام 1931 / 1932 في الكوخ: لا يفل الحديد إلا الحديد؛ الكينونة وصلت؛ الحنين إلى سياسة غير سياسية؛ حلف الرعاع والنخبة؛ انتخابه رئيسًا للجامعة؛ خطاب التنصيب.
في الفصل الرابع عشر، يتطرق سافرانسكي إلى خطاب التنصيب وتأثيراته، وإصلاح الجامعة، وعمله في خدمة الشعب.
الفصل الخامس عشر، يبحث سافرانسكي في الدائرة الصغيرة بين الفلسفة والسياسة، وفي الإنسان بالمفرد والجمع، ويتناول اختفاء التباين قائلًا ليس من أنطولوجيا للاختلاف. يتكلم على الاستدعاء الثاني لهايدغر إلى برلين.
أين نفكر؟
يبدأ سافرانسكي الفصل السادس عشر بالسؤال: أين نكون عندما نفكر؟ متناولًا توتناوبرغ في برلين من منظور مشروع أقامة أكاديمية للأساتذة المساعدين.
في الفصل السابع عشر عناوين عدة: المؤلف عصر صورة العالم؛ هايدغر منسحبًا؛ عن الاشتغال في الحقيقة؛ النزعة البراغماتية الاحتفالية؛ مؤسسو الدولة، الفنانون، الفلاسفة؛ نقد فكر السلطة؛ نيتشه وهايدغر- من يتجاوز من؟.
في الفصل الثامن عشر، يبحث المؤلف في يوميات هايدغر الفلسفية تحت اسم “مساهمات في الفلسفة”، وفي تسبيح هايدغر الفلسفي، وفي الكلام المكرور العظيم والمعراجات الصغيرة والصمت البليغ.
يضم الفصل التاسع عشر عناوين مختلفة: مؤتمر الفلسفة في باريس (1937)؛ هايدغر يتدحرج؛ أفكار الفكر والألمانية.
علاقات شخصية وفلسفية
في الفصل الحادي والعشرين، يورد المؤلف جواب هايدغر إلى سارتر تحت عنوان: ماذا نفعل عندما نفكر؟، ورسالة عن النزعة الإنسانية، ونهضة النزعة الإنسانية، والمنعطف التأويلي الذاتي الهايدغري، وعدم صناعة صورة لا للإنسان ولا لله.
في الفصل الثاني والعشرين، يتحدث سافرانسكي عن مارتن هايدغر وحنة أرندت وكارل ياسبرز بعد الأحداث، مؤرخًا لعلاقات شخصية وفلسفية بينهم.
في الفصل الثالث والعشرين، يقدم المؤلف نقد هايدغر للتقنية: الإطار والطمأنينة، ويتكلم عن أيام هايدغر في اليونان، وعن حلقات لي تور في فرنسا، وحلقات زوليكون لي سويسرا.
يضم الفصل الرابع والعشرين عناوين عدة: أدورنو وهايدغر؛ أمورباخ وطريق الحقل؛ من رطانة الأصالة إلى رطانة سنوات الستينيات؛ الكلام والصمت عن أوشفيتز؛ مقابلة دير شبيغل؛ باول تسيلان في فرايبورغ وتوتناوبرغ.
في الفصل الخامس والعشرين والأخير موضوعات مختلفة: مساء الحياة؛ حنّة مرة أخرى؛ هايدغر وفرانتس بيكنباور؛ منزل صغير في الحديقة؛ عن معنى سؤال الكينونة ومعنى الكينونة.
