غير مصنف

المسيحية الأفريقية بين براثن الكنائس الغربية ومقاومة الاستلاب

موسى إبراهيم، 14 مايو 2025

موسى ابراهيم هو السكرتير التنفيذي لمؤسسة التراث الأفريقي- جوهانسنبرغ 

نشر في موقع Black Agenda Report

ترجمة: يوسف شوقي


 “يعتمد مستقبل الكنيسة المسيحية في القارة الإفريقية على قدرتها في تطوير مسيحية إفريقية أصيلة، تنأى بنفسها عن الأشكال الغربية المفروضة عليها.”

في مايو 2024، عقدت الكنيسة المنهاجية المتحدة (UMC) مؤتمرها العام في ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة، حيث  مررت تصويت مثير للجدل أنهى الحظر المفروض على رجال الدين المثليين المُعلنين عن ميولهم. ومع ذلك، شاب المؤتمر حالة من الجدل، إذ لم يتمكن عدد كبير من المبعوثين الأفارقة، المعروفين بمعارضتهم لهذا القرار، من الحصول على تأشيرات بسبب دعوات تأخر ارسال الدعوات — على الرغم من أن رجال دين أفارقة كانوا قد حذروا اللجنة المسؤولة مسبقًا من هذه المشكلة.

وقد عبّرت المجتمعات الكنسية الإفريقية، التي ترتكز على قيم مثل ترابط الأسرة وتعاليم أوائل المبشرين المسيحيين الأفارقة، عن رفضها الشديد لهذا القرار. وردًا على ذلك، أعلن فرع الكنيسة الميثودية المتحدة في ساحل العاج، الذي يضم ما يقرب من مليون عضو، انسحابه الكامل من الطائفة — وهو قرار لم يلقَ اهتمامًا يُذكر في وسائل الإعلام الأميركية التابعة للكنيسة. أما الفروع الإفريقية الأخرى للكنيسة في جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو والكونغو الديمقراطية وزيمبابوي وغانا ونيجيريا، فتفكر في اتخاذ خطوات مماثلة، لكن تواجهها تحديات كبيرة بسبب تبعيتها المالية (حيث يأتي معظم التمويل من الولايات المتحدة)،  والسلطة المركزية للطائفة التي لا تترك أي مُتنفَس مُحتمل.

الجذور العريقة للمسيحية في إفريقيا

إن القول بأن المسيحية وافدٌ غربي على إفريقيا تبسيط مخلّ للغاية. فإفريقيا تمتلك تاريخًا مسيحيًا عريقًا يعود إلى القرن الأول الميلادي؛ ففي مدينة الإسكندرية المصرية نشأ واحد من أقدم المجتمعات المسيحية، وبحلول منتصف القرن الثالث، أصبحت الإسكندرية مركزًا فكريًا ولاهوتيًا هامًا، أخرج أعلامًا كبارًا مثل إكليمندس السكندري وأوريجانوس. وقد أسهم هؤلاء المسيحيون الأفارقة الأوائل في تشكيل العقائد والطقوس المُعبرة عن الإيمان.

أما مملكة أكسوم، التي تقع في إثيوبيا الحالية، فكانت من أوائل الدول التي اعتنقت المسيحية كدين رسمي في القرن الرابع في عهد الملك عيزانا. وتعود جذور كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية إلى تلك الحقبة، وهي من أقدم الطوائف المسيحية في العالم. هذه المسيحية الإفريقية تطورت بشكل مستقل عن روما والقسطنطينية، ودمجت التقاليد والطقوس المحلية في العبادة.

وبشكل ظاهر، استطاعت المسيحية الإفريقية الأرثوذكسية الأصيلة، وخاصة في إثيوبيا، أن تتعايش بتناغم مع المعتقدات الروحية الإفريقية المحلية ومع الإسلام، (إذ نتحدث هنا عن الإيمان المسيحي الأصلي في إفريقيا، لا عن المؤسسات الحديثة أو التاريخية التي تضم “الأرثوذكسية الإفريقية” في اسمائها الرسمية) . فقد نشأت الكنيسة الإثيوبية في سياق اجتماعي أتاح لها احترام العادات المحلية وتكاملها، بدلاً من السعي لإزالتها. وأتاح هذا التمازج  تعبيرًا فريدًا عن الإيمان المسيحي يحتضن الثقافة الإفريقية ويعزز التعايش السلمي مع الإسلام، كما يظهر في تاريخ إثيوبيا الطويل من الانسجام المسيحي–الإسلامي.

وقد برزت مقاومة الكنيسة الإثيوبية للهيمنة الأجنبية بشكل لافت في القرن السادس عشر، عندما تمكنت الإمبراطورية الإثيوبية بقيادة الإمبراطور جلاوديوس من صد محاولات اليسوعيين البرتغاليين لنشر الكاثوليكية الرومانية بين السكان. وقد رفضت النخبة الدينية والنبلاء في إثيوبيا هذه المحاولات، متمسكين بإيمانهم التقليدي، حيث  تجذرت تلك المقاومة في الشعور العميق بالهوية الروحية والثقافية، الذي كان مُميزاً للمسيحية الأثيوبية.

أما في شمال إفريقيا، فقد أنتجت الكنيسة شخصيات فكرية بارزة مثل ترتليانوس وكيبريانوس وأوغسطينوس. ويُعد أوغسطينوس بشكل خاص، والمولود في ما يُعرف اليوم بالجزائر، من أكثر اللاهوتيين تأثيرًا في تاريخ المسيحية. ولا تزال أعماله مثل “الاعترافات” و”مدينة الله” تُدرّس على نطاق واسع. وهو خير دليل على أن المسيحيين الأفارقة لم يكونوا مجرد متلقين للإيمان، بل من صانعيه. وقد عبّر عن الصلة الروحية العميقة بين المسيحية الإفريقية والبحث عن المعنى بقوله الشهير: “لقد خلقتنا لك يا رب، وقلوبنا لا تجد الراحة إلا فيك” — وهو بحث لا يزال حاضرًا اليوم كما في الماضي.

النضال من أجل الاستقلال

لعدة قرون، كانت المسيحية الأفريقية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنسيج الثقافي والروحي للقارة. لقد وفرت إطارًا لفهم العالم، ومعالجة القضايا الاجتماعية، والتواصل مع الإله بطريقة تنسجم مع القيم الأفريقية. بدأ كل هذا يتغير مع وصول الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر.

لم يكن التدافع على أفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر مجرد استيلاء على الأراضي فحسب، بل كان أيضًا غزوًا ثقافيًا. وصل المبشرون من أوروبا بنسخة من المسيحية كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقيم والمعايير وهياكل السلطة الأوروبية. غالبًا ما رفض هؤلاء المبشرون الممارسات والتقاليد الدينية الأفريقية باعتبارها وثنية أو متخلفة، وبدلاً من ذلك، فرضوا شكلاً غربيًا من المسيحية يتماشى مع المصالح الاستعمارية.

أصبحت هذه المسيحية الغربية أداة للهيمنة الاستعمارية، واستخدمت لتبرير إخضاع الشعوب الأفريقية واستغلال مواردها. روج المستعمرون لفكرة أن المجتمعات الأفريقية كانت أدنى بطبيعتها وتحتاج إلى التوجيه الأوروبي، روحياً وسياسياً. وقد تعززت هذه الرواية من خلال المدارس التبشيرية، التي علمت الأطفال الأفارقة أن ثقافاتهم الأصلية كانت بدائية وشريرة.

حدث أحد الأمثلة البارزة على هذه الديناميكية في دولة الكونغو الحرة (1885-1908، جمهورية الكونغو الديمقراطية حالياً)، حيث أنشأ الملك البلجيكي ليوبولد الثاني نظامًا وحشيًا تحت ستار نشر المسيحية. غالبًا ما كان المبشرون الذين رافقوا القوات البلجيكية متواطئين في استغلال السكان المحليين وتجريدهم من إنسانيتهم. ورداً على ذلك، ظهر قادة دينيون أفارقة مثل سيمون كيمبانغو (1887-1951)، يروجون لشكل من أشكال المسيحية التي رفضت القمع الاستعماري واحتضنت الهوية الأفريقية. أسس كيمبانغو كنيسة كيمبانغو في عام 1921، حيث مزج بين التعاليم المسيحية والمعتقدات الأفريقية ودعا إلى إنهاء الحكم الاستعماري.

انتشرت الكيمبانغوية بسرعة، على الرغم من المعارضة الشديدة من السلطات الاستعمارية البلجيكية، مما يدل على الجاذبية القوية للمسيحية الأفريقية التي عبرت عن توق الناس إلى الحرية والكرامة. كما أعلن كيمبانغو نفسه، “لقد اختار الله أرض افريقيا ليعلن عن ذاته؛ فيجب ألا نسمح لأي شخص بفرض تفسيراته علينا”.

وبالمثل، في جنوب إفريقيا، تأثر المؤتمر الوطني الأفريقي بشدة بالقادة المسيحيين مثل إشعياء شيمبي، الذي أسس الكنيسة المعمدانية الناصرية في أوائل القرن العشرين. قدمت تعاليم شيمبي، التي جمعت بين العقيدة المسيحية وتقاليد الزولو، أساسًا روحيًا للنضال ضد نظام الفصل العنصري. أصبحت كنيسته مركزًا للمقاومة، حيث تم الاحتفاء بالثقافة الأفريقية والمسيحية معًا كمصدر للقوة ضد الاضطهاد الاستعماري.

“لدينا الكتاب المقدس ولديهم الأرض”

على الرغم من التاريخ الغني للمسيحية الأفريقية، فإن نسخة الإيمان التي تهيمن على جزء كبير من القارة اليوم غربية بشكل كبير. هذا واضح بشكل خاص في صعود الحركات الخمسينية والإنجيلية، والتي غالبًا ما تؤكد على لاهوت الرخاء والفردية والتركيز على الثروة المادية. اكتسبت هذه الحركات، التي تمولها وتدعمها الكنائس الغربية بإستمرار، تابعين كُثر في أفريقيا على مدى العقود القليلة الماضية.

في حين أن هذه الأشكال الغربية من المسيحية جذبت أعدادًا كبيرة من الأتباع، فقد تعرضت أيضًا لانتقادات بسبب الترويج للقيم التي تتعارض مع التقاليد المجتمعية الأفريقية، حيث يمكن أن يؤدي التركيز على النجاح الفردي وتراكم الثروة إلى تقويض الروابط المجتمعية التي جمعت المجتمعات الأفريقية تقليديًا. علاوة على ذلك، غالبًا ما يؤدي إنجيل الرخاء إلى استغلال الفقراء، حيث يُحفَز المصليين على إعطاء المال لكنائسهم على أمل الحصول على بركات مالية في المقابل.

من الناحية السياسية، يمكن أن تعمل المسيحية الغربية أيضًا على إدامة هياكل السلطة الاستعمارية الجديدة. تبشر العديد من هذه الكنائس برسالة خضوع للسلطة وتثبط الفاعلية السياسية، والذي يمكن أن يكون له تأثير في الحفاظ على الوضع الراهن. وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص في البلدان التي توجد فيها أنظمة فاسدة وسلطوية يدعمها الغرب في السلطة، لأنه يمكن أن يخنق جهود أولئك الذين يسعون إلى إحداث تغيير إيجابي. حذر عالم اللاهوت الجنوب أفريقي ديزموند توتو بقوله الشهير: “عندما جاء المبشرون إلى إفريقيا كان لديهم الكتاب المقدس وكان لدينا الأرض. قالوا: “دعونا نصلي”. أغمضنا أعيننا. عندما فتحناها، كان لدينا الكتاب المقدس وكان لديهم الأرض “.

من الناحية الاقتصادية، يمكن أن يكون لهيمنة المسيحية الغربية في أفريقيا عواقب وخيمة. غالبًا ما يتماشى استيراد الممارسات الدينية الغربية مع استيراد مماثل للسلع والخدمات والأيديولوجيات الغربية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى وضع تعتمد فيه الكنائس الأفريقية بشكل كبير على المساعدات والتمويل الأجنبي، مما قد يقوض استقلالها ويجعلها أكثر عرضة للتأثير الخارجي.

علاوة على ذلك، تزامن صعود المسيحية الغربية مع تحول ثقافي أوسع في الغرب، حيث انجرت الكنيسة بشكل متزايد الى سياسات الهوية، وغالبًا على حساب تركيزها التقليدي على التماسك والتقاليد والتزامها الأساسي بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية. وقد أدى هذا التحول إلى التشرذم داخل الكنائس الغربية، حيث غالبًا ما تكون للولاءات السياسية والثقافية الأسبقية على الدعوة المسيحية العالمية إلى المحبة والوحدة والخدمة.

أدى التركيز على سياسات الهوية إلى تقسيم المجتمعات إلى مجموعات مصالح متنافسة، مما أدى إلى إضعاف دور الكنيسة كقوة موحدة ودليل أخلاقي. ونتيجة لذلك، ضعُف الصوت النبوي للكنيسة بشأن قضايا مثل الفقر وانعدام المساواة والسعي لتحقيق السلام، مما اختزل المسيحية إلى مجرد منصة أخرى للتعبير السياسي.

“الجبهة الروحية المتحدة”

يمثل تطوير “لاهوت التحرير” الأفريقي فرصة قوية لإنشاء إطار لاهوتي يقاوم الاستقطاب من قبل الاستعمار الثقافي الغربي ويُعبر مباشرةً عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الفريد للقارة الأفريقية. على غرار الأشكال المُختلفة للاهوت التحرير اللاتيني في الستينيات، فإن لاهوت التحرير الأفريقي يرتكز على التراث الروحي الغني للقارة والسياق الثقافي.

كان عمل اللاهوتي الكيني جونت مبيتي سابقة تاريخية لهذا، حيث نادى في الستينيات والسبعينيات  بلاهوت أفريقي متجذر بعمق في التراث الثقافي للقارة. تحدى عمل مبيتي هيمنة الأطر اللاهوتية الغربية وشدد على حاجة المسيحيين الأفارقة إلى تطوير وجهات نظرهم اللاهوتية الخاصة التي يتردد صداها مع تجاربهم الحية.

علاوة على ذلك، تشترك المسيحية الأفريقية في صلات روحية وأخلاقية عميقة مع المسيحية الشرقية، بما في ذلك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. يؤكد كلا التقليدين على الجوانب المجتمعية للإيمان، وأهمية التواضع الروحي، والشعور العميق بالخشوع للطقوس والمقدسات. تقف هذه القيم على النقيض من الفردية والمادية والروحانية الاستهلاكية والتي تميز العديد من الأشكال الغربية للمسيحية.

يوفر هذا التراث الروحي المشترك أساسًا قويًا للتعاون بين الكنائس الأفريقية والأرثوذكسية الشرقية في بناء “جبهة روحية موحدة” ضد أشكال المسيحية الاستعمارية الجديدة. من خلال العمل معًا، يمكن لهذه الكنائس أن تقاوم توحيد الممارسات والقيم المسيحية، مؤكدة بدلاً من ذلك رؤية للإيمان متجذرة في الثقافات والتقاليد المتنوعة لمناطقها.

“الإنجيل في أفريقيا ليس شيئًا جديدًا”

للمضي قدمًا، من الضروري أن يستعيد المسيحيون الأفارقة تراثهم الروحي وأن يطوروا شكلًا من أشكال المسيحية الأفريقية حقًا. وهذا يعني الرفض الواعي للهياكل الدينية التي يفرضها الغرب مع إعادة تفسير وتكييف التعاليم المسيحية بطريقة تتماشى مع القيم والتقاليد والتطلعات الأفريقية.

تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في تبني التقاليد الليتورجية واللاهوتية الغنية لكنائس إفريقيا العريقة، مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، حيث حافظت هذه الكنائس على استقلالها وتميزها الثقافي لعدة قرون، وقدمت نموذجًا لكيفية ممارسة المسيحية بطريقة متجذرة في الثقافة الأفريقية.

نهج آخر يتمثل في دعم نمو الحركات المسيحية الأفريقية الأصيلة التي تمزج الروحانية الأفريقية التقليدية مع التعاليم المسيحية. وقد وقد تلقت تلك الحركات صدى بين المؤمنين الأفارقة وقدمت معالجة التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحددة التي تواجه القارة. كما قال كوامي بيدياكو، عالم اللاهوت الغاني الشهير: “الإنجيل في أفريقيا ليس شيئًا جديدًا. لقد عرفه الناس واختبروه وعاشوه لقرون، مهمتنا هي استعادة وإعادة تفسير هذا التراث الأفريقي بطرق تتحدث عن واقعنا الحالي “.

علاوة على ذلك، يجب تشجيع المسيحيين الأفارقة على فهم عقيدتهم بشكل نقدي وفكري، بالاعتماد على التقاليد الغنية للفكر المسيحي الأفريقي من شخصيات مثل جون تشيلمبوي (1871-1915) وجوليوس نيريري (1922-1999) الذي طور لاهوتًا أفريقيًا للتحرير والعدالة. من خلال القيام بذلك، يمكنهم تطوير لاهوت يتحدث عن واقع الحياة الأفريقية ويوفر إطارًا لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا في القارة.

يعتمد مستقبل المسيحية في أفريقيا على قدرتنا على استعادة وتطوير المسيحية الأفريقية الأصيلة. وهذا يتطلب جهدا واعيا للابتعاد عن الأشكال الغربية للإيمان التي فُرضت علينا وإعادة اكتشاف التراث الروحي الغني الموجود في هذه القارة منذ ما يقرب من ألفي عام. كما لاحظ اللاهوتي النيجيري لامين سانيه: ” ان المسيحية في أفريقيا تكون في أفضل حالاتها عندما تكون أفريقية أصيلة. عندها تتحدث بكل قوتها عن الحالة الإنسانية “.

موسى ابراهيم هو السكرتير التنفيذي لمؤسسة التراث الأفريقي- جوهانسنبرغ 

Related posts
تربية وتعليمغير مصنف

العمل الإجتماعي المدرسي  بالمغرب

الفلسفة بصيغة المؤنثتربية وتعليمغير مصنففلسفة

حنة أراندت وسؤال العنف التوتاليتاري

ترجمةغير مصنف

ريجيس دوبري و مارك هالتر:هل الحوار ممكن في الشرق الأوسط؟

تربية وتعليمغير مصنففلسفة

الكتابة والإبداع .... كانط والخبز العربي

Sign up for our Newsletter and
stay informed