
اسامة البحري
- -العمل الإجتماعي المدرسي بالمغرب ما قبل إعتماد الأخصائيين الإجتماعيين :
- مراكز الإستماع ومشكلات التلاميذ :
تطرقت الباحثة رجاء صالحي في كتابها العمل الإجتماعي المدرسي بالمغرب ،الىموضوعمراكزالاستماعومشكلاتالتلاميذ ما قبل إعتماد مهن الأخصائيين الإجتماعيين بالوسط المدرسيوترىمنخلالهالباحثةأنالهدفالذيأنشئتمنأجلهمراكزالاستماعهومحاربةالظواهراللاتربوية،وقدأسفرتنتائجالدراسةالميدانيةالىأنهذهالمراكزتعرضعليهامشكلاتمختلفة،منبينها
ـالمشكلاتالدراسية : فقدبينتنتائجالدراسةأنالمشكلاتالمدرسيةهيالأكثرعرضاعلىمراكزالاستماع،وترىالباحثةأنمردهذهالنتيجةلهاعلاقةبكونأنمراكزالاستماعهياطارمؤسساتيأنشئمنأجلالرفعمنجودةالعمليةالتعليميةـالتعلمية،وذلكعبرمحاربةالهدرسالمدرسيوارجاعالمنقطعينمنالتلاميذ
مستشهدة بالمذكرة رقم 121 والتي تدعو إلى ضرورة البحث محليا وجماعيا عن حلول ناجعة لمشكلات الهدر والتعثر الدراسي وضعف النتائج وكذلك المشكلات المتعلقة بالسلوكات السلبية للمتعلمين ، كذلك أن الوزارة اصدرت مذكرة تؤطر الدخول المدرسي 2008 -2009 ،عبر خمسة أصعدة وهي :
- التصدي لظاهرة الهدر المدرسي ودعم التمدرس
- – تدبير الأقسام المكتظة
- – محاربة ظاهرة غياب الأساتذة والتلاميذ
- – الإرتقاء بالكفايات التدبيرية للإدارة التربوية
- – تجويد الحياة المدرسية
فمراكز الاستماع كما تسلم الباحثة هي من أهم آليات تقليص التكرار والإنقطاع المدرسي ،وذلك عبر مساعدة المتعلمين على التغلب على العوائق التي تحول بينهم وبين التعمل ، كالمشتكل الاسرية والمحيط المدرسي ، ومن بين أنواعها التغيب والتهاون والعتثر والفشل والإنقطاع والتكرار والهروب من المدرسة ،وكما بينت الباحثة فإنه سنة 2009 قدرت ب 39.6 ٪ وبلغ حجم الهدر المدرسي سنة 2008 و2009 ب388.78 ، فكل 100 طفل يلج منهم 85 ٪ إلى المدرسة الإبتدائية ،و32 ٪ ينهون التعليم الإعدادي و22٪ يصلون إلى التعليم الثانوي و10 ٪ يحصلون على الباكالوريا ،وترى الباحثة أن التعثر الدراسي هي وضعية مؤقتة يعيشها التلميذ بشكل مؤقت ،يمكن تجاوزها ببذل مجهود من خلال حصص الدعم التربوي ،وقد ينتهي إلى فشل حينما لا تتم معالجته في الوقت المناسب .
اما الرسوب فيعني رسوي التلميذ في مادة دراسية أو أكثر دون أن يؤثر في معدله العام ،وقد يصاحب الرسوب مشاعر نفسية ومواقف إجتماعية سلبية ،فالتعثر يمكن أن يتحول إلى رسوب وفشل إذا تكرر ،الشيء الذي قد يؤدي إلى حدوث هدر مدرسي .
ترى الباحثة أن الفشل الدراسي هو فشل إجتماعي يؤدي الى فشل سوسيو مهني ، مستشهدة بالباحث لوبرو الذي يرى أن الطفل لا يتوقف عن موضعة نفسه إجتماعيا وثقافيا حين يقرأ ويكتب ،متنوقعا بذلك داخل الفضاء الإجتناعي والثقافي ، ومن أهم المقاربات التي اسشهدت بها الباحثة هي المقاربة السوسيولوجية لبيار بورديو وبارسونز واخرون حول إعادة الإنتاج والتي ترى أن هنالك علاقة يين الرساميل الثقافية لأبناء الفئات المحرومة والمحظوظة وبين الفشل أو التحصيل الدراسي الجيد ، ففشل ابناء الطبقات الفقيرة يعود إلى القطيعة بين ثقافتهم الأسرية والمدرسية ،وهو ما يجعلهم يتعلمون طرق جديدة في التفكير والكلام والتصرف التي لا تتوافق مع رأسمالهم الثقافي الذي اكتسبوه من اسرهم ،أما الطبقات الميسورة لا يجدون أدنى شك في التوافق المدرسي بحيث يكون هنالك توافق بين ما اكتشبوه من رأسمال ثقافي وبين الثقافة الموجودة في المدرسة مما يجعلهم أكثر حظا في النجاح الدراسي .
كذلك كما اشارت الباحثة فإن المتغيرات البيداغوجية بدورها تساهم في توسيع دائرة الفاشلين دراسيا ، ويتعلق الأمر بالبرامج والمناهج الدراسية ،وذلك عبر الخطاب اللسني البيداغوجي ،ففك رموز هذا الخطاب من طرف الأطفال يختلف من فئة لفئة أخرى حسي انتمائهم الإجتماعي .
فمن خلال نتائج البحث الميداني الذي قدمته الباحثة ،تبن أن المشكلات المدرسية المعروضة على مراكز الإستماع ، 45 ٪ من المشكلات الدراسية مرتبطة بالغياب ، فحينما يتكرر الغياب وذلك عبر عدم قبول التلميذ الذي تغيب في احدى الحصص دون تبرير غيابه ، يحال على مراكز الإستماع للتدخل قبل تفعيل المسطرة القانونية لفصل التلاميذ الذي استمر غيابهم .
وقد اتخدت المشكلات المدرسية كما بينت المعطيات ترتيبا تنازليا بدذا بمشكلة التغيب وانتهاء بالهدرس المدرسي ،وفيما يتعلق بالمشكلات الدراسية وجنس التلميذ سنجد أن المشكلات الدراسية لدى الإناث هي 12٪ ولدى التلاميذ بلغت 31.7 ٪ ، وكما بينت الباحثة مستشهدة بالبحث عبد الكريم غريب بسيرورة التنشئة الإجتماعية الفارقة للذكور والإناث ،بحيث أن الفتيات يتلقون تشجيعا على العلاقات الإجتماعية والتواصل وهو مايجعلهن يتوافقن مع قوانين المدرسة وشروطها وكذلك مع التعلم كالتركبز والعناية بالأعمال والواجبات .
انتقلت كذلك الياحثة إلى الفرق بين إقامة التلاميذ بين داخلي وخارجي وعلاقته بالمشكلات المدرسية ، فاحتلت المشكلات المدرسية بالنشبة للداخليين بما يناهز 51.9٪ أما الخارجيين فاحتلت 23.5٪ ، واعتبرت الباحثة أن الداخليات في المغرب بعد الإستقلال ،قد تأسست لتمكين التلاميذ القرويين من التمدرس وتشجيع الفئات المستضعفة على التعلم ،واعتبرت الباحثة ان هذا التعميم من اشكال المساواة اخذ طابعا صوريا فقط ، مبينة أن الإختااف بين التلاميذ الداخليين والخارجيين فيما يتعلق بالمشكلات المدرسية هو مرتبط اساسا بالأصل الإجتماعي وأثره على اللاتكافؤ في الحظوظ ،بحيث أن ضعف الرأسمال الثقافي للاسرة يجعل الطفل مفتقدا لميكانيزمات لغوية وثقافية تمكنه من رفع حظوظه ،فالتلاميذ المنحدرون من وسط قروي أغلبهم أبناء الفقراء من الفلاحين وصغار المزارعين وهو ما يجعلهم في وضعية دونية من حيت الرأسمال الثقافي .
1-1: مشكلات العنف المدرسي:
تشير الباحثة أن العنف المدرسي لا يمكن إختزاله في عنف مادي وعنف بين التلميذ والمدرس ،بل كذلك له بعده المعنوي والرمزي، فالعنف المدرسي ينقسم إلى نوعين كما بينت الباحثة وقائع عنف شديدة يعاقب عليها القانون ويجؤم مرتكبيها ،ثم العنف الذي يتجلى في السلوك وأفعال العنف الصغيرة كالتلفظ بعبارات السب والشتم أو عدم الامتثال لقواعد السلوك التي يحددها المدرس ، ومن زاوية التحليل السوسيولوجي كما اعتمدته الباحثة فإنه نتاج ما سماه دوركهايم بالأنوميا الإجتماعية الناتجة عن خلل في تطور الوعي الأخلاقي .
فالمؤسسات التربوية والمدرسة خاصة هي صورة مضغرة عن المجتمع الذي يحتويها ، فهي إذن لا تخرج عن كونها تخدم المجتمع وأداة في استمراريته وديمومنه ، وبذلك فإن العنف المدرسي يجب ان نضعه في السياق العام لمجتمعه أي سياقه الإقتصادي والسياسي والإجتماعي ، وفي خصوصية المجتمع المغربي كما بينت الباحثة فإن هنالك أوضاعا إجتماعية وسياسية أطرت الوضع الإجتماعي المغربي ،من بينها انتقال الأسرة من ممتدة إلى نووية ،وترى الباحثة أن هذا الانتقال غير في هوية الأسرة المغربية ومراقبة أبنائهم ، وترى أيضا انه هنالك علاقة عكسية بين المستوى الإجتماعي للأسرة وبين التعامل بالعنف ،وترى أن الطبقات الدنيا في المجتمع تستعمل العنف أكثر من الطبقات العليا أي ؛ أن التفاوت الثقافي يشعر بعض التلاميذ في المدرسة بأن الدراسة والإلتزام بالواجبات والكلام الطيب والتعامل والتواصل الجيد شيء غريب وغير مرغوب فيه لأنه لايتوافق مع مستوى معيشتهم ونمطه ،وهو ماينتج رد فعل عنيف من التلاميذ .
إلى جانب التحليل الماكرو-سوسيولوجي تعرض لنا الباحثة المقاربة الميكرو – سوسيولوجية التي تطرقت من خلالها لعلاقة المناخ المدرسي بالعنف المدرسي ،بحيث ان الجو الإيجابي بين الأستاذ والتلميذ من شأنه خلق جو للعمل خالي من العنف ، وترى الباحثة أن المجال الإجتماعي وطبيعة موقعه تؤثر في الحياة المدرسية بحيث تختلف من القروي الى الحضري إلى الأحياء الشعبية او في السوق العمومي او بوسط تنتشر فيه الجريمة ،بالإضافة إلى الطبيعة المعمارية للمدارس والجدران المتآكلة والنوافذ المحطمة والأبواب المخلوعة والحمامات كذلك ،فهي أيضا تؤثر في بروز العنف ،علاوة على ذلك الإكتظاظ الذي يعرف من خلاله كل الأربعون تلميذا الامر الذي يعرقل ضبط القسم ،وكذلك الطرائق البيداغوجية التي ينهجها الأستاذ.
ترى الباحثة أن اختيار وزارة التربية الوطنية شعار الدخول المدرسي لموسم 2007 – 2008 تحت عنوان “الأسرة والمدرسة معا لترسيخ السلوك المدني ” جاء بناذ على نتائج التقرير الاول للمجلس الأعلى للتعليم الصادر سنة 2007 الذي اشار إلى وجود اختلالات من بينها تنامي العنف بجميع أشكاله بالمؤسسات التعليمية ،فتم بذلك إنجاز دراستين الأولى تحت عنوان “عقوبات وعنف في المدرسة -سنة 2001 ” والتي اعتمدت كعينة للبحث 120 فرد موزعة على التعليم الأولي والابتدائي وقد خلصت إلى أن 85٪ يقرون بممارسة العنف عليهم و62 ٪ سعتبرون ان ذلك من حق المدرس ، اما الدراسة الثانية فكانت تحت عنوان “عنف في المدرسة ” أنجزت سنة 2005 بشراكة مع وزارة التربية الوطنية شملت 9200 عينة تضمنت المتعلمون ، المدرسون ،المديرون ، الأباء وأسفرت عن : 87٪ من الأطفال يقرون بكونهم تعرضوا للضرب ،و73٪ من المدرسين يعترفون بأنهم مارسو الضرب ،و61٪ من الآباء لايجدون حرجا في ممارسة الضرب ،علاوة على ذلك تطرق التقرير الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية حول مؤشرات العنف داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية لسنة 2013 ان نسبة العنف داخل المدرسة المغربية بلغت 52 ٪ في حين بلغ العنف في محيطها 48٪ ،و77٪ من حالات العنف سجلت في المجال الحضري مقابل 24٪ في المجال القروي.
وبينت الباحثة أن امام إنتشاؤ العنف يالمدارس المغربية فإن وزارة التربية الوطنية عبرت عن انشغالها بالظاهرة عبر وثيقة أساسية صدرت في نهاية 2011 تحت عنوان ” استراتيجية مندمجة للوقاية ومحتربة العنف اتجاه الأطفال المتمدرسين ” اقترحت فيه :التدعيم المؤسساتي ودعم كفايات الفاعلين ،تعميم التكفل بالطفل ضحية العنف ، إرساء ثقافة حقوق الطفل ،الوقاية في المدرسة ومحيطها ،وتعزيز نظام الإعلام والتتبع والتقويم ، كذلك فعلت الوزارة مراصد جهوية للعنف وتم تأسيس الى حدود نونبر 2011 11 مرصدا من أصل 16 من أجل إرساء ثقافة التربية على المواطنة وحقوق الإنسان .
وقد بينت نتائج الدراسة الميدانية التي قامت بها الباحثة أن أعلى نسبة عنف منتشرة في الوسط المدرسي هي العنف الموجه من طرف التلاميذ مع بعضهم البعض حيث بلغت 63 ٪ كما أن الإغتصاب والتحرش الجنسي احتل المرتبة الأخيرة ل23,9 ٪ ،كذلك بينت معطيات الدراسة أن العنف يحضر اكثر في المجالات الحضرية ،ويكمن سبب ذلك كما قالت الباحثة إلى أن الفرد في المجتمعات الحضرية يضعف شعوره بالإنتماء ،بحيث لا يكترث لردود الجماعة ،على عكس الجماعات القروية التي تسود فيها فوة القيم والمعايير السلوكية .
ويتبين لنا من خلال ما سلمته اللاحثة أهمية ما سماه اميل دوركهايم بالتربية الأخلاقية ،والتي تنتصر لأهمية لفهمنا لماهية المجتمع بكون أن الإنسان هو كائن إجتماعي لايمكن ان نفصله عن طبيعته وعدم اندماجه في جماعته يخلق له استعداد للمرض الإجتماعي وذلك لكون أن الأخلاق هي تحدد للإنسان دائرة السلةك الأخلاقية والإجتماعية ،والخروج عنها يؤدي به لامحالة الى القيام بسلوكات أنانية حسب تعبير دوركهايم لا تحترم الصالح العام .
1-2 : – مراكز الإستماع ومشكلات التلاميذ
من خلال نتائج البحث الميداني التي قدمته الباحثة احتل التفكك الأسري المرتبة الأولى للمشكلات الاسرية التي يعاني منها التلاميذ المترددين على مراكز الإستماع بنسبة 71 ٪ ، وذلك لما يشكله الطلاق حسب الباحثة من صدمة نفسية للتلاميذ مما يؤثر في دراستهم ، فالطلاق من الناحية الإجتماعية يعني الفشل في الإستمرار في العلاقة الزوجية ،واستدلت بالباحثة بالدراسة التي قدمها الباحث إسماعيل طنجور حول الإضطرابات الإنفعالية والمشكلات السلوكية لأولاد المطلقين أنهم يعانون من مشكلات من قبيل كثرة الغياب عن المدرسة ،صعوبة اتباع تعليمات المدرسين ،عدم الإنتباه .
علاوة على ذلك بلغت نسبة التعاطي للمخدرات في الوسط المدرسي بنسبة 48,8 ٪ بالنسبة للتدخين و 44.2 ٪ بالنسبة للكالة ،أما فيما يتعلق بالإضطرابات النفسية المنتشرة في أوساط التلاميذفيتمثل الخوف ب35.3 ٪ والنوبات النفسية ب27.2 ،كما أن انواع المشكلات السلوكية المنتشرة في أوساط التلاميذ،احتلت فيها الدعارة نسبة 402٪ أما قلة الأدب فاحتلت 24.6 ٪ ، وكما بينت الباحثة فإن اعلب الممارسين للدعارة من القاصرات ،ويعود ذلك للفقر الذي تعرفه أسر الفتيات اللواتي يمارسن الدعارة .
ومن بين الخدمات التي تقدمها مراكز الإستماع كما بينت نتائج البحث الميداني ،أن 93٪ من خدمات المركز هي خدمات نفسية ،اي انها تشمل المساندة والدعم النفسي والمشاركة الوجدانية وهي كما قالت الباحثة تندرج ضمن عملية الإستماع والإنصات والبوح ، وترى أيضا أن البوح هو الإفصاح عن النجارب الشخصية للفرد وأفكاره وطموحاته ومواقفه ومشاعره وقيمه ،فعملية الإستماع للتلاميذ يجب ان يكون خاضعا لضوابط ،وكما رصدت الباحثة أن بعض المشرفين عبروا عن تعاطفهم الكبير من المستمع والتأثر ،وهنا كما سلمت الباحثة تكمن أهمية الحرفية والتكوين في مجال الإنصات والتوجيه ،ويمثل الحياد ابرز الخاصيات المطلوبة في الوسيط أو المرشد ،ويعني الحياد السيطرة على مشاعر الفاحص والإشتغال كمتخصص ،وتشير أيضا نتائج البحث الميداني أن 96.6 ٪ من افراد عينة البحث أن خدماتهم ذات طابع إجتماعي ،وذلك من خلال تحسين شبكة العلاقات بين التلاميذ والمحيط المدرسي ،كذلك الخدمات التعليمية التي جاءت نسبتها ب60.9 ٪ وذلك من خلال توفير الكتب واللوازم الدراسية للمعوزين ،وتشجيع التلاميذ المنحدرين من أوساط قروية على متابعة الدراسة ،كذلك الخدمات الصحية حيث يقوم المشرفون بتتبع بعض الحالات المرضية ،وذلك من خلال البحث عن مصادر مالية للتكفل بالمصاريف وإشراك الأطر التربوية للمساهمة المادية .
ومن بين الأنشطة الموازية التي تقوم بها مراكز الإستماع كما بينت نتائج البحث نجد الأنشطة الثقافية بما يعادل 55.6 ٪ والأنشطة الترفيهية ب46.7٪ والأنشطة التحسيسية ب44.4 ٪ ،وتقدم هذه الأنشطة على شكل عروض وندوات فالعروض احتلت 67.6 ٪ والندوات 59.5 ٪ أما المسابقات ف37.8 ٪ ،علاوة على ذلك تقوم مراكز الإستماع بإشراك التلاميذ في أنشطة متنوعة ومسرحيات وندوات ثقافية في إطار تخليق الحياة المدرسية ،وتتمثل الحالات المستمع لها منذ 2005 إلى 2013 على الشطل التالي فسنة 2005 تمثلت الحالات المستمع لها ب20٪ وسنة 2006 ب24٪ ،سنة 2007 ب36٪ ،وسنة 2008 ب29 ٪ ،سنة 2009 ب179 ٪ اما سنة 2010 فتمثلت ب258٪ وسنة 2011 ب361٪ ،أما سنة 2013 فاحتلت 676 ٪ وهو ما يبين وجود منحى تصاعدي بين سنة 2005 وسنة 2013 وتعزى هذه النتيجة كما بينت الباحثة إلى تنزيل البرنامج الإصلاحي المسمى بالمخطط الإستعجالي والذي من مبادئه خلق مدرسة النجاح من خلال محارب. ظاهرة التكرار والإنقطاع عن المدرسة .
فمن خلال المراسلة الأطاديمية والتي كانت حول موضوع تعزيز مراكز الإستماع بتاريخ 17 نونبر 2009 ،والتي دعت مديري المؤسساتتت التعليمية والمشرفين على مراكز العمل بها إلى خلق مراكز الإستماع بالمؤسسات التي لا تتوفر عليها ، وتعزيز أدوار هذه المراكز بالمؤسسات التعليمية للقيام بالأدوار التربوية والإجتماعية والإنسانية ،ومن بين الحالات التي تم حل مشاكلها من 2005 إلى 2013 بحيث بينت نتائج البحث الميداني أن أكثر من نصف الحالات المعروضة على المركز لم تحل بعد مشاكلها ، وهو ما يدل حسب الباحثة أن مهام المركز يقف عند الإستماع ،وتشير نتائج الدراسة ان 63٪ من المشرفين ينسقون العمل مع الأطر الإدارية فمن خلال محاربة الهدر المدرسي ورصد التلاميذ الغير ملتحقين وطالبي الإستعطاف والمتعثرين وكثيري الغياب وهي عمليات يستحيل القيام بها دون إشراك الطاقم الإداري .
وعبر 43.5 ٪ من المشرفين بأنهم لايشركون أحدا فيما يقوم به التلاميذ لأن مهمتهم هي الإستماع ،وهي ما تتطلب فردا يجيد الإنصات ،وقد أقر 93.5٪ من افراد عينة البحث أنهم يستعملون تقنية المقابلة ،وبينت نتائج الظراسة أيضا أن 52.5٪ من المشرفين يعتمدون في تقييم الحالات على الملاحظة ،والتي يجب حسب الباحثة أن تخضع للدقة وللضبط المنهجي لتأخذ صبغتها العلمية ،وعبر 26.1٪ من المشرفين أنهم يعتمدون على الإختبارات النفسية كتقنية لتقييم الحالات المعروضة عليهم والإختبارات والمقاييس النفسية هيمن أهم وسائل جمع المعلومات عن الفرد والمستخدمة في الإرشاد المدرسي لدراسة الفرد بطريقة موضوعية ومهنا اختبار الذكاء ،اختبار التحصيل ،اختبار الشخصية ،فقد بينت نتائج البحث أن 75.6٪ من المشرفون يخصصون حصة واحدة للإستماع إلى الحالات المعروضة على المركز مقابل 4.4٪ ممن يخصصون حصتين و8.5٪ ممن يخصصون ثلاثة حصص ،وقد أعرب 52.3 ٪ من أفراد عينة الدراسة أنهم لايحددون حيزا زمنيا مضبوطا لكل جلسة ،في مقابل 13.6٪ صرحوا أنهم خصصوا ساعة لكل تلميذ و11.4 ٪ ممن يخصصون نصف ساعة ،فيما قال 6.8٪ انهم يبرمج ن وقت الإستراحة عشرة دقائق للإستماع إلى التلاميذ
تجربة مراكز الإستماع بعيون المشرفين عليها :
فقد وضحت المعطيات الميدانية أن 65.2٪ يعتبرون أن مستوى الخدمات التي يقدمونها متوسطة ، أما 21.7٪ اعتبروها دون المتوسطة أما 19.9٪ فيعتيرونها جيدة ،وهذا حسب الباحثة يعبر على أن نصف أفراد العينة غير راضين عن هذه الخدمات ، وبينت المعطيات أيضا أن 8.7٪ من المشرفين لايرغبون في الإستمرار في الإشراف على المراكز ،في مقابل 73.9٪ يعتزمون الإستمرار في القيام بهذه المهمة ومن بين الإكراهات التي تواجه المشرفين على مراكز الإستماع وهي عدم التفرغ التي عبر عنها 82.6٪ بحيث أن الأستاذ هو الذي يشرف على هذه العملية بعد أن يهني مهامه
والسؤال الذي سنبطه للدراسة في الجزء الثاني:
هو هل هذه المعطيات البحثية التي توصلت لها الباحثة في دراستها التي انجزتها قبل اعتماد الاخصائيين الإجتماعيين ،لازالت هي نفسها ام أن المؤسسة المدرسية شهدت تطورا في التدخل الإجتماعي بعد اعتماد الأخصائيين الإجتماعيون ،وماهي الآليات التي يعتمدونها في تدخلاتهم ؟ والمعرفة التي يعتمدونها في فهم المشكلات الإجتماعية للتلاميذ ؟ وماهي مكانتهم داخل حقل المؤسسة التعليمية ؟ وكيف ينظر لمهنة العمل الإجتماعي المدرسي من طرف التلاميذ ؟ وهل يمكننا القول أنه لدينا ممارسة للعمل الإجتماعي المدرسي في صيغته العلمية والديونتلوجية ؟